2022 أصعب الأعوام على تونس

2022 أصعب الأعوام على تونس

27 ديسمبر 2021
عام 2022 سيكون صعباً على مؤيدي سعيّد ومعارضيه (ياسين قائدي/الأناضول)
+ الخط -

ينتظر الناس في مشارق الأرض ومغاربها أفول هذا العام الغريب الذي كان صعباً على البشرية جمعاء. سجَن الناس في بيوتهم وأقفل مصانع وشركات وأثار أزمات وقلاقل في جهات كثيرة وزاد من معاناة المهجّرين والمنفيين. ولذلك ترتفع الآمال بشأن العام المقبل، برغم أن سليل كورونا الجديد بدأ ينغص منذ الآن.

أما التونسيون فيودعون عامهم هذا بغصة في القلب وريبة كبيرة حول مآل حريتهم. ولا يبدو أن ضوءاً ظاهراً في الأفق قادر على إحياء جذوة أمل بشأنها بحسب ما يتبين من مواقف إلى حد الآن. فالرئيس قيس سعيّد ماضٍ في مشروعه، لا يسمع أحداً ولا يكترث لصوت ولا يعبأ بفكرة.

وإذا ما صحت مخططات الرئيس، فسيبدأ العام الجديد بإطلاق الاستشارة الشعبية التي تحدث عنها عبر منصة إلكترونية مع أول يوم من العام الجديد، وسط معارضة تشتد وتتصاعد وتوحي بأن الحوار ليس في الأفق وبأن الصدام هو المرجح.

وعندما تلتفت إلى مقر إضراب الجوع الذي تنفذه المعارضة التونسية، وترى عز الدين الحزقي، صاحب الـ75 عاماً والذي قضى حياته في النضال ضد الحبيب بورقيبة وضد زين العابدين بن علي، مضرباً عن الطعام ضد قيس سعيّد، تتساءل: هل سيقضي تونسيون حياتهم في نضال دائم ضد الظلم والقهر؟ وأليس من حقهم أن يتمتعوا يوما بهدوء في بلد يحترم أهله وناسه؟

مخاوف كبيرة على صحة هذا الشيخ المناضل، وإلى جانبه ابنه جوهر بن مبارك الذي يقود الإضراب مع رفاق له في "مواطنون ضد الانقلاب"، بما يعني أن أجيالاً من التونسيين كتبت عليها معاناة الأنظمة وتكلّس الحكام وفُرقَة النخبة وخلافات الأيديولوجيا البائسة التي تضيّع بلداً وشعباً وحرية وثورة من أجل فكرة قديمة مهترئة تجاوزها الزمن وتناساها حتى أهلها.

لا يبدو العام الجديد 2022 حاملاً آمالاً حقيقية للتونسيين. فما تسرّب من معطيات حول الموازنة إلى حد الآن يقود إلى الاعتقاد بأن العام سيكون صعباً جداً على الجميع، على أنصار سعيّد ومعارضيه وعلى المحايدين المتفرجين على المعركة، لأن الحقيقة الاقتصاديّة هي الحقيقة الثابتة الوحيدة القادرة على أن تجزم بشأن صحة هذا وخطأ ذاك.

وسيكون سعيّد، الذي آثر المغامرة وحيداً، وحيداً أيضاً في تحمل كل مسؤوليتها. وسيكون عليه أن يفسر للتونسيين لماذا لم تتحقق السعادة التي بشّر بها، بعيداً عن منطق المؤامرات والغرف المظلمة، بينما الأمل الوحيد ألا يكون الثمن باهظاً.

المساهمون