لبنان: ملفات الفساد تضع فرنجية وباسيل أمام كباش الفضائح

ملفات الفساد في لبنان تضع سليمان فرنجية وجبران باسيل أمام كباش الفضائح

11 مايو 2020
فرنجية شنّ اليوم هجوماً على باسيل هو الأعنف(حسين بيضون)
+ الخط -
بدأت ملفات الفساد التي يتورّط فيها رجال أعمال مدعومون من السياسيين وأحزاب السلطة تتحرّك تدريجاً في لبنان بعد انتفاضة 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، التي عرّت الطبقة الحاكمة تماماً، ووضعت أزلامها في مواجهة مباشرة وحرب سياسيّة تترجم اليوم بفضائح علنية، ولا سيما بين أفرقاء الثامن من آذار التي يحاول عرّابهم "حزب الله" أداء دور المصلح في حلّ خلافاتهم، وتحديداً المرشحَين الطامحَين إلى رئاسة الجمهورية، صهر الرئيس ميشال عون،
رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية.

في الأيام الماضية، انشغل اللبنانيون بفضائح عدّة، لعلّ أبرزها تهريب كميات كبيرة من مادتي المازوت والطحين اللبناني إلى سورية عبر المعابر غير الشرعية (يفوق عددها المائة)، التي يسيطر عليها "حزب الله" ويمنع إقفالها، لكونها الممرات الأساسية لنقل أسلحته وعناصره ومقاتليه لدعم نظام بشار الأسد وجرائم الحرب التي يخوضها الرئيس السوري، بالإضافة إلى فضيحة استيراد "الفيول المغشوش" لمؤسسة كهرباء لبنان، التي يُسأل عنها وزراء الطاقة السابقون، وستة منهم ينتمون إلى "التيار الوطني الحرّ"، بمن فيهم رئيسه جبران باسيل، الذي تولى حقيبة الطاقة عام 2009 ووعد اللبنانيين بالكهرباء على مدار الساعة، الأمر الذي لم يحصل، لا بل كبّد الفيول غير المطابق للمواصفات خسائر تفوق 400 مليون دولار، وأدى إلى وضع القضاء يده على هذه القضية، فكرّت سبحة الأسماء المتورّطة، ومن بينها شخصيات محسوبة على "التيار الوطني الحرّ" و"تيار المردة"، ليدخل هذا الملف أيضاً ضمن الكباش السياسي المستمرّ بين باسيل وفرنجية، الذي بلغ ذروته في مؤتمر صحافي عقده الأخير، اليوم الاثنين، وشنّ من خلاله هجوماً هو الأعنف بوجه منافسه على رئاسة الجمهورية جبران باسيل، بعدما اعتبر صديقه، رئيس المنشآت النفطية سركيس حليس، أحد المشتبه فيهم الرئيسيين في ملف "الفيول المغشوش"، والذي يرفض فرنجية تسليمه للقضاء "لأنه مسيّس، ويمثل عدالة جبران باسيل".

وتوجّه فرنجية إلى "التيار الوطني الحر" بالقول إن "أجمل ما حصل أنه وصل إلى السلطة والناس كشفتهم، وإن لم يحاكمهم القضاء، أنتم كذبتم على الناس عام 1989 (الحرب الأهلية)، ودمرتم لبنان والمناطق المسيحية، وكذبتم على الناس عام 2005، والآن تكذبون على الناس". وتابع: "قوتكم كانت ترتكز على الدعم الشعبي، واليوم قوتكم نابعة من السلطة، ولكن حين تذهب السلطة لن تساووا شيئاً، وإذا كان القضاء لن يحاكمكم فالتاريخ سيحاكمكم".

وقال فرنجية: "نؤمن بالدولة، ونحن أول فريق سلّم سلاحه للدولة بعد الحرب الأهلية، ونحن أيضاً نؤمن بالعدالة، وليعلم القضاة الخائفون والموعودون بمراكز أنه خلال سنتين، أي مع انتهاء ولاية ميشال عون، ستتغير كل المعادلات، وبما أنهم لا يمكنهم تبييض صفحتهم، يحاولون تشويه صورة الآخرين". واتّهم كذلك "التيار الوطني الحرّ" بـ"الكذب على الناس في موضوع الغاز والنفط، لأن لبنان ليس بلداً نفطياً، وعندما رأى ميشال عون يقول باخرة النفط قال لنفسه طار النفط"، كاشفاً أن شركة "توتال الفرنسية تنوي المغادرة ودفع البند الجزائي".

وبعد تهديده سابقاً بسحب ممثليه من حكومة حسان دياب، ها هو فرنجية يؤكد مرّة جديدة هوية مجلس الوزراء البعيدة تماماً عن الاستقلالية والتكنوقراط، وعرابه الدائم "حزب الله" وأمينه العام حسن نصر الله، رغم محاولة دياب إنكار الموضوع، إذ قال فرنجية خلال المؤتمر: "نحن مشاركون في الحكومة، وأعطينا ملاحظاتنا على الخطة المالية داخل الحكومة، وسنبني رأينا في مجلس النواب، وعندما نكون مستهدفين من قبل بعبدا، فمن الطبيعي ألّا نحضر الاجتماع المالي الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ميشال عون".

وفي وقتٍ لاحق، أصدر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية بياناً، علّق فيه على كلام فرنجية، مؤكداً أنّ من أصدق ما قاله فرنجية هو "وقوفه إلى جانب ناسه" سواء كانوا مرتكبين أو متهمين بتقاضي رشاوى.

وجاء في البيان أنه وبدلاً من أن "يفاخر فرنجية بحمايته لمطلوبين من العدالة، كان الأجدر به أن يرفع غطاءه عنهم ويتركهم يمثلون أمام القضاء الذي هو الجهة الصالحة لتبرئتهم أو إدانتهم. وبكل الأحوال، يبقى هذا الموضوع في عهدة القضاء الذي له وحده أن يتخذ ما يراه مناسباً من إجراءات".

وأضاف البيان، "في ما عدا ذلك من كلام فرنجية الانفعالي، فهو لا يمت، في معظمه، إلى الحقيقة بصلة وفيه تزوير للوقائع، وبالتالي لا يستحق الرد، وإن كان حفل بالإساءات التي تضر بسمعة لبنان ومصلحته واقتصاده ودوره وحضوره في محيطه والعالم، لا سيما ما ذكره عن موضوع التنقيب عن النفط والغاز".

بدوره، غرد وزير الطاقة السابق النائب سيزار أبي خليل، على حسابه عبر "تويتر"، حيث اعتبر أن "نعوة قطاع الاستكشاف والإنتاج النفطي على أبواب دورة تراخيص ثانية، أكان عن حقد سياسي أو عن جهل للوقائع، هو مضرّ للبلد".

وأشارت زميلته في "التيار"، وزيرة الطاقة السابقة ندى بستاني، في تغريدة على حسابها عبر "تويتر"، قائلة "إننا نلجأ إلى القضاء حتى يحقق في موضوع تقني، ونقدم الوثائق ونضع أنفسنا بتصرفه وندلي بشهادتنا، لكن يرد علينا بالسياسة والشتائم ويمس بكرامتنا. وأضافت "على كلٍّ يللي بيملك وثايق يقدّمها للقضاء وهوّي الحَكَم. طبيعي تكون المعركة بهالشراسة بس تتهدّد مصالح كبيرة بالبلد بس ما تنزل لهالمستوى".



من جهتها، غرّدت منسقة اللجنة المركزية للإعلام في التيار رندلى جبور، قائلة: "سليمان فرنجية، حقدك بخليك تسقط، ما بحياتو الحقد الأعمى كبّر الإنسان. ما عندك شي تقولو غير تهجم ببذاءة على فريق وتسمي جبران باسيل 20 مرة بالتنكة؟ ما فيه شي عن المال والاقتصاد والوطن؟ كنت اعتبرك صادق ولو اختلفنا بالسياسة. أما اليوم، فحقدك أفقدك كل المصداقية".

المساهمون