الشارع اللبناني يلفظ "تنسيقيات الثورة": الاستقالة أولاً ثمّ التفاوض
الشارع اللبناني يلفظ "تنسيقيات الثورة": استقالة الحكومة أولاً ثمّ التفاوض
بيروت
صحافية لبنانية، من فريق موقع العربي الجديد قسم السياسة.
تطوي انتفاضة لبنان، اليوم الأربعاء، أسبوعها الأول، الذي شهد حالة شلل تام في البلاد، أقفلت فيه المصارف أبوابها خمسة أيام، كما أُقفلت المدارس والجامعات، واستمرّ قطع معظم الطرقات الحيوية المؤدية إلى العاصمة بيروت، على الرغم من محاولات الجيش، اليوم، فتحها بالقوة.
وكان لافتاً، أمس الثلاثاء، بيان وقّعه من أطلقوا على أنفسهم اسم "هيئة تنسيق الثورة"، تلاه العميد المتقاعد في الجيش اللبناني جورج نادر، طالب باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني. وبغضّ النظر عن المطالب التي أُدرجت في البيان، والتي تحاكي مطالب المتظاهرين في مختلف الساحات، إلا أنّ تنصيب جهة نفسها متحدثة باسم المحتجين أثار سخط المجتمع المدني واللبنانيين على حدّ سواء.
وفي هذا السياق، يشدّد الأستاذ الجامعي والناشط علي مراد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أنّه لا حاجة لأي شكل من أشكال تبني الثورة أو الحراك من قبل أي جهة كانت، مؤكداً أنّ "هذه الهيئات لا تستطيع، ولا أحد يستطيع أن يدّعي أنه يمثل الثورة أو يستطيع أن ينطق باسمها أو أنّ له القدرة على الأمر".
ويشير مراد إلى أنّ الحكومة لم تقدّم لغاية اليوم أي تنازل جدي كي تتفاوض الناس معها، معتبراً أنّه لا حاجة لأي شكل من أشكال تنظيم هيئات تتحدث باسم الثورة قبل استقالة الحكومة، مضيفاً أنّ تشكيل هيئة يُعدّ شكلاً من أشكال الاستعداد للتفاوض، في حين أن لا تفاوض الآن قبل أن تستقيل الحكومة، ويُبنى على الشيء مقتضاه.
وإذ يرى أنّ المواطنين ليسوا بحاجة إلى من يمثّلهم، يلفت مراد إلى أنه عندما تأتي اللحظة لتكون حاجة لشكل من أشكال التمثيل، فإنّ الناس ستفرز قيادتها، مشدداً على أنّه طالما لم تستقل الحكومة، فما من حاجة أو ضرورة لفتح أي باب من أبواب التفاوض مع هذه السلطة، قائلاً: "كل ما عدا ذلك، إن كان بحسن نية أو سوء نية، فهو يسيء للحراك".
اقــرأ أيضاً
ويوضح مراد في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "الأزمة ليست لدى الناس، بل لدى السلطة، والشعب يعيد تشكيل نفسه"، مؤكداً أنّ الحديث حتّى عن شكل الحكومة الجديدة سابق لأوانه قبل استقالة الحالية. ويقول: "أفهم الحاجة للتنسيق وتمثيل الناس، لكننا في حالة ثورية، وفكرة المجتمع المدني كما حصل من قبل غير كافية"، مضيفاً: "أي شخص سيسعى كي يدعي أنه يمثّل الثورة أو ينطلق باسمها، سيسهّل عملية الضغط عليه وتحجيمه".
ويتابع: "لا يمكن حتى الآن، في ظل الطبيعة اللامركزية للحراك، أن تعود العاصمة لتختزل تمثيل الناس".
وتتفق المحامية والناشطة في حركة "بيروت مدينتي" نايلة جعجع مع رأي مراد، مشددة في حديث إلى "العربي الجديد" على أنّ الأولوية اليوم، وعن تجربة وخبرة سابقة كحراك مدني، هي لوجود الناس، قائلة إنها لا تعتقد أن التوقيت مناسب اليوم للتفكير في من يجلس مع من، والحديث عن التحالفات، مضيفة أنّه في حال كانت لدى أي مجموعة مبادرة، سيتمّ التشارك بها إذا كان هناك توافق عليها.
وتتابع: "لا يمكن الادعاء بأننا نمثّل مليونَي شخص، وهذا أمر غير مفيد وسيستنزف جهداً ووقتاً يجب أن نستثمرهما في مكان آخر"، مشددة على ضرورة أن يبقى المواطنون في الشارع، قائلة إنّ المطلب هو استقالة الحكومة وهذا يوحّد الجميع.
اقــرأ أيضاً
وعن المطالب الكثيرة التي يطرحها الشارع اللبناني، تعلّق جعجع بالقول: "لا أتخايل أن هناك مطلباً غير مشروع أو غير محق، ولكنّ الأولوية هي لاستقالة الحكومة"، معتبرة أنّ الأخيرة سقطت أصلاً في الشارع.
وبشأن التفاوض مع السلطة، ترى المحامية اللبنانية أنّه أمر يحصل بعد الاستقالة بنضج وتروٍّ، معتبرة أنّ كلّ الأمور لا معنى لها إذا لم يتمّ تحقيق مكسب في الشارع.
وفي هذا السياق، يشدّد الأستاذ الجامعي والناشط علي مراد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أنّه لا حاجة لأي شكل من أشكال تبني الثورة أو الحراك من قبل أي جهة كانت، مؤكداً أنّ "هذه الهيئات لا تستطيع، ولا أحد يستطيع أن يدّعي أنه يمثل الثورة أو يستطيع أن ينطق باسمها أو أنّ له القدرة على الأمر".
ويشير مراد إلى أنّ الحكومة لم تقدّم لغاية اليوم أي تنازل جدي كي تتفاوض الناس معها، معتبراً أنّه لا حاجة لأي شكل من أشكال تنظيم هيئات تتحدث باسم الثورة قبل استقالة الحكومة، مضيفاً أنّ تشكيل هيئة يُعدّ شكلاً من أشكال الاستعداد للتفاوض، في حين أن لا تفاوض الآن قبل أن تستقيل الحكومة، ويُبنى على الشيء مقتضاه.
وإذ يرى أنّ المواطنين ليسوا بحاجة إلى من يمثّلهم، يلفت مراد إلى أنه عندما تأتي اللحظة لتكون حاجة لشكل من أشكال التمثيل، فإنّ الناس ستفرز قيادتها، مشدداً على أنّه طالما لم تستقل الحكومة، فما من حاجة أو ضرورة لفتح أي باب من أبواب التفاوض مع هذه السلطة، قائلاً: "كل ما عدا ذلك، إن كان بحسن نية أو سوء نية، فهو يسيء للحراك".
ويوضح مراد في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "الأزمة ليست لدى الناس، بل لدى السلطة، والشعب يعيد تشكيل نفسه"، مؤكداً أنّ الحديث حتّى عن شكل الحكومة الجديدة سابق لأوانه قبل استقالة الحالية. ويقول: "أفهم الحاجة للتنسيق وتمثيل الناس، لكننا في حالة ثورية، وفكرة المجتمع المدني كما حصل من قبل غير كافية"، مضيفاً: "أي شخص سيسعى كي يدعي أنه يمثّل الثورة أو ينطلق باسمها، سيسهّل عملية الضغط عليه وتحجيمه".
ويتابع: "لا يمكن حتى الآن، في ظل الطبيعة اللامركزية للحراك، أن تعود العاصمة لتختزل تمثيل الناس".
وتتفق المحامية والناشطة في حركة "بيروت مدينتي" نايلة جعجع مع رأي مراد، مشددة في حديث إلى "العربي الجديد" على أنّ الأولوية اليوم، وعن تجربة وخبرة سابقة كحراك مدني، هي لوجود الناس، قائلة إنها لا تعتقد أن التوقيت مناسب اليوم للتفكير في من يجلس مع من، والحديث عن التحالفات، مضيفة أنّه في حال كانت لدى أي مجموعة مبادرة، سيتمّ التشارك بها إذا كان هناك توافق عليها.
وتتابع: "لا يمكن الادعاء بأننا نمثّل مليونَي شخص، وهذا أمر غير مفيد وسيستنزف جهداً ووقتاً يجب أن نستثمرهما في مكان آخر"، مشددة على ضرورة أن يبقى المواطنون في الشارع، قائلة إنّ المطلب هو استقالة الحكومة وهذا يوحّد الجميع.
وبشأن التفاوض مع السلطة، ترى المحامية اللبنانية أنّه أمر يحصل بعد الاستقالة بنضج وتروٍّ، معتبرة أنّ كلّ الأمور لا معنى لها إذا لم يتمّ تحقيق مكسب في الشارع.
