هدوء في بيروت بعد صدامات ليلية... ودعوات للتظاهر اليوم

هدوء حذر في بيروت بعد صدامات واعتقالات ليلية... ودعوات للتظاهر اليوم

19 أكتوبر 2019
استمرار قطع عدد من الطرقات في مناطق مختلفة(حسين بيضون)
+ الخط -
يسود هدوء حذر العاصمة اللبنانية بيروت، بعد ساعات طويلة من الاحتجاجات التي تخللتها مناوشات مع قوات الأمن، وسط دعوات من ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستئناف التظاهر اليوم السبت. كذلك تستمرّ الاحتجاجات في مناطق عدة.

وفرضت قوات الأمن اللبنانية، مساء الجمعة، مظاهرات حاشدة، وأخلت ساحة رياض الصلح، قرب مقرّ رئاسة الحكومة ببيروت، من المحتجين قبل أن يبدأوا بالعودة التدريجية إليها اليوم السبت. 

وأفادت "غرفة التحكم المروري" التابعة لهيئة إدارة السير في لبنان، عبر صفحتها على "تويتر"، اليوم السبت، باستمرار قطع عدد من الطرقات في مناطق مختلفة، طالبة من المواطنين سلوك طرقات فرعية، فيما فُتح عدد من الطرقات التي كانت قد أقفلت بالسواتر الترابية والإطارات المشتعلة.


من جانبها، أعلنت مديرية الأمن الداخلي في لبنان، في تغريدة عبر "تويتر"، ارتفاع عدد الجرحى من عناصرها إلى 52 بعموم البلاد، مشيرة إلى توقيفها 70 شخصاً خلال قيامهم بأعمال شغب، فيما يوجد تضارب في أعداد المعتقلين.

السعودية تُجلي رعاياها

وأعلنت السفارة السعودية في لبنان، اليوم السبت، "نجاح المرحلة الأولى من خطة إدارة الأزمات والطوارئ، بهدف إجلاء المواطنين السعوديين وتأمين سلامة وصولهم إلى مطار رفيق الحريري الدولي، التي بدأت عند الساعة الخامسة فجراً".

وشكرت في بيان أوردته "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية، "قيادة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، آملين أن ينعم لبنان بدوام الأمن والاستقرار".


وأمس الجمعة، حذرت دول عربية مواطنيها من السفر إلى لبنان، وحثت الموجودين هناك على ضرورة الابتعاد عن أماكن الاحتجاجات.

صدامات واعتقالات

وشهدت المظاهرات أعمال شغب واشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن بمناطق عدة في بيروت عقب كلمة متلفزة لرئيس الحكومة سعد الحريري، توجه بها إلى اللبنانيين، طالباً مهلة 72 ساعة لتقديم حلّ يرضي الشارع والمجتمع الدولي.


وبدا وسط بيروت صباح اليوم السبت، أشبه بساحة حرب، تتصاعد منه أعمدة الدخان وسط تناثر الزجاج وانتشار حاويات النفايات وبقايا الإطارات المشتعلة في الشوارع. وانتهت تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف ليل الجمعة بتكسير شبان غاضبين واجهات المحال التجارية وواجهتي مصرفين وعدادات وقوف السيارات وإشارات السير وسيارات.

وتخلّل التظاهرات تدافع بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي عملت على تفريقهم بالقوة عبر إطلاق خراطيم المياه وعشرات القنايل المسيّلة للدموع، ما سبّب حالات إغماء وهلع.

وكانت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن، قد طالبت عبر "تويتر"، المتظاهرين بعدم التعرض للممتلكات العامة والخاصة.

وحاول محتجون الوصول إلى القصر الجمهوري في منطقة بعبدا، ما أدّى إلى وقوع اشتباكات مع القوى الأمنية.

إثر ذلك، أُعلن استقبال رئيس الجمهورية ميشال عون أمس الجمعة وفداً من المتظاهرين، فيما نفى المحتجون أن يكون هناك من يتحدث باسمهم. وبحسب ما أورد حساب رئاسة الجمهورية على تويتر قال عون: "بدأنا سلسلة إجراءات للحد ممّا تشكون منه، وسنواصل العمل في هذا الاتجاه"، مضيفاً: "أشعر بكم، وجعكم هو وجعي، وسوف أعمل جهدي للتخفيف من معاناتكم".


وقال الأمين العام للصليب الأحمر في لبنان، جورج كتانة/ في تصريح لإعلام محلي، إنّ "الصليب الأحمر عالج اليوم (الجمعة) 64 جريحاً ونقل 530 حالة لم يتمكنوا من التوجه إلى المستشفيات بسيارات مدنية"، من دون توضيح. وأضاف: "جرى إخلاء 17 أجنبياً من أحد الفنادق في صور إلى فندق ثانٍ"، من دون تفاصيل.

وأمس الجمعة، أُصيب عدد من المحتجين اللبنانيين في منطقة طرابلس (شمال لبنان)، أحدهم على الأقل بالرصاص، جراء إطلاق النار عليهم من قبل مرافقي النائب السابق مصباح الأحدب. وفي السياق، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية) بأن "الرصاص أطلق على المحتجين في طرابلس لتفرقتهم بعدما طردوا النائب السابق مصباح الأحدب".