جامعة حيفا تؤهل الكليات العسكرية الإسرائيلية وتمنحها الغطاء الأكاديمي

جامعة حيفا تؤهل الكليات العسكرية الإسرائيلية وتمنحها الغطاء الأكاديمي

27 يونيو 2018
من تحرك في جامعة حيفا (فرانس برس)
+ الخط -
لم يكن مظهر الجنود بالزي العسكري الرسمي غريباً يوماً عن مجمل الجامعات والكليات الإسرائيلية، خصوصاً تلك التي تتخصص في دراسات الشرق الأوسط واللغة العربية والدول الأفريقية. كما أن نظام خدمة الاحتياط المعمول به في جيش الاحتلال، يفرض على الجنود المسرّحين، ومن ضمنهم طلبة الجامعات حتى جيل 45، أداء حد أدنى من خدمة الاحتياط خلال السنة الدراسية.

ولا تخلو جامعة إسرائيلية من مركز أبحاث للشؤون الأمنية والعسكرية، وأشهرها مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، ومركز بيغن السادات التابع لجامعة بار إيلان، ناهيك عن مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمركز هرتسليا المتعدد المجالات. لكن المفاجأة كانت أخيراً في فوز جامعة حيفا بالذات باحتضان ورعاية ومنح التغطية الأكاديمية للكليات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، وعلى رأسها كلية قيادة الأركان، وكلية الأمن القومي.

وقد أبرزت جامعة حيفا على موقعها على الإنترنت، فوزها من قِبل وزارة الأمن الإسرائيلية، في الثالث عشر من الشهر الحالي، بهذه المناقصة، التي يعني الفوز بها منح الجامعة درجة إضافية من التقدير والهالة الأمنية، باعتبارها تؤدي دوراً أساسياً في الأمن الإسرائيلي، علماً أن مثل هذا الدور لم يتوقف يوماً.
 

ووفقاً لما نشرته جامعة حيفا، وما جاء في مواقع إسرائيلية مختلفة، بينها موقع صحيفة "غلوبوس"، فقد اختارت وزارة الأمن الإسرائيلية جامعة حيفا، لتفوز بمناقصة الكليات العسكرية، علماً أن عدد الطلاب العرب فيها هو الأكثر من بين مجمل الجامعات الإسرائيلية. والمقصود بهذه المناقصة، هي الجامعة التي ستكون مسؤولة ابتداء من شهر يوليو/ تموز المقبل، وخلال العام الدراسي 2018 - 2019 وما بعده، عن وضع برنامج أكاديمي موحّد للضباط والجنود الإسرائيليين الذي يتعلّمون رسمياً في الكليات العسكرية الإسرائيلية المختلفة، لضمان قاسم مشترك في المسار الأكاديمي للضباط على المدى البعيد، خصوصاً أولئك الذين سيتدرجون في رتب عسكرية عليا مع توجيههم للمناصب الأعلى في جيش الاحتلال، ولا سيما في قسم التخطيط وأقسام الاستخبارات العسكرية وحرب السايبر، والأسلحة التكنولوجية، وذلك إثر مبادرة من قادة الكليات العسكرية المختلفة لتوحيد السياقات التعليمية والتدريبية للضباط في الجيش.

وسيمكّن المسار الأكاديمي الذي ستضعه جامعة حيفا لطلاب الكليات العسكرية، من تحسين وترشيد مستوى الضباط، وذلك بموازاة الدورات العسكرية المختلفة التي يتم اختيار المنتدبين لها من مختلف أذرع الجيش.
ووفقاً للخطط المعلنة، سيتم إنشاء قسم تعليم خاص متعدد المجالات يُمنح الضباط فيه لقباً أول مع إضافة تخصص في مواضيع مثل العلوم السياسية، والإعلام، والحاسوب، وعلم النفس، وإدارة الأعمال، والقيادة العسكرية، لا سيما أن خريجي الكليات العسكرية لم يحصلوا في السنوات السابقة على لقب أكاديمي رسمي. كما سيتم تخصيص مسار تعليمي خاص لمن يواصلون التعليم للقب الثاني لدراسات الأمن القومي.

وعلى الرغم من أن الجامعات الإسرائيلية، المنخرطة كلياً في الجهد الأمني والعسكري لدولة الاحتلال، تدعي في مواجهة حركة المقاطعة الدولية أنه ينبغي الفصل بين السياسة والسلك التعليمي وخصوصاً الجامعي، إلا أن عميد جامعة حيفا، البروفيسور رون روبين، اعتبر فوز الجامعة بالمناقصة المذكورة "يجعلها مسؤولة عن التأهيل الأكاديمي لجوهر الجنود والضباط المؤهلين لقيادة الجيش في السنوات المقبلة"، مضيفاً: "نحن فخورون بأننا نفتح الباب أمام قوات الجيش وأن نكون البيت الأكاديمي لقوات الأمن. فهؤلاء رجال أعزاء يعملون ليل نهار من أجل أمن دولة إسرائيل وسنوفر لهم برنامجاً تعليمياً على أعلى مستوى". يُذكر أن جامعة حيفا كانت قد حذت قبل أعوام حذو باقي الجامعات الإسرائيلية وأسست هي الأخرى مركزاً للدراسات الأمنية والاستراتيجية.

المساهمون