استمرار عملية الاقتراع الخاص في العراق وخارجه... ومشاكل بالتصويت

مع انتصاف نهار الخميس سجلت أكثر من 100 محطة انتخابية في بغداد والمحافظات مشاكل تقنية تتعلق بآلية اقتراع الناخبين من أفراد الأمن والجيش، فضلا عن نزلاء السجون والمستشفيات من خلال النظام الإلكتروني أو عدم عثور المئات منهم على أسمائهم، في سجلات المفوضية.

ولوحظ كذلك اختلاف البيانات الموجودة بين بطاقة الناخب وتلك المثبتة في النظام الإلكتروني، عدا عن تسجيل شكوى تتركز حول إملاءات وضغوط يتعرض لها الجنود وأفراد الأمن من قبل آمريهم والضباط للتصويت لصالح أسماء وأحزاب معينة، وهو ما يجعل مفوضية الانتخابات أمام تحد كبير خلال التصويت العام الذي يشارك به 24 مليون عراقي وعليها أن تعالج تلك الأخطاء خلال الساعات المتبقية.

وقال مسؤول في مفوضية الانتخابات العراقية لـ"العربي الجديد"، إن ابرز المشاكل الحالية التي سجلت بالساعات الخمس الماضية كانت تكدس الناخبين داخل المحطة وتأخر عملية تصويتهم وتلكؤا في عمل أجهزة الاقتراع الإلكترونية واختلاف بيانات الناخب بين البطاقة وما هو موجود في سجلات المفوضية"، مبينا أن المفوضية تحاول إصلاح ذلك وعدم تكراره في يوم الاقتراع العام.

ولفت إلى أن أكثر من 40% أدلوا بأصواتهم حتى الآن من الذين يحق لهم التصويت هذا اليوم والبالغ مجموعهم مليوني شخص.

وعن تصويت المغتربين العراقيين، أوضح أنها تسير بشكل أفضل من عملية التصويت الجارية بالعراق "كونها اقل زخما والمحطات الانتخابية هناك تعمل بدون ضغوطات".

في الأثناء قالت "منظمة تموز" العراقية المكلفة بمراقبة الانتخابات في البلاد إنه تم تسجيل عدد من الخروقات الانتخابية في محطات مختلفة بالساعات الماضية.

وقال منسق المنظمة، عمار كريم، في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن "المنظمة سجلت، اليوم الخميس، العديد من الخروق أثناء مراقبتها التصويت الخاص التي تمثلت في أغلب مراكز الاقتراع بعطل أجهزة التحقق في مختلف مناطق العراق".

وأضاف أن "عطلها تسبب بوجود أعداد هائلة أمام باب المركز وتكدس الطوابير بإضافة إلى وجود جهاز واحد للتحقق، كما أن بعض أجهزة التحقق لم تقرأ بصمات الوجه للناخبين"، مبينا أن "هناك مشاكل حدثت بين موظفي المفوضية والناخبين، خصوصا أنه تم رصد عدم السماح للمراقبين بالدخول إلى أحد المراكز في صلاح الدين".

إلى ذلك، تصاعدت المطالبات بالسماح لنازحي مدينة جرف الصخر، شمال بابل ومحافظة ديالى، شرق بغداد بالمشاركة في الانتخابات، وعدم مصادرة أصواتهم.

وقال تحالف القوى العراقية، في بيان تلقى "العربي الجديد"، نسخة منه إنه "يجب على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الالتزام بالدستور وقانون انتخابات مجلس النواب، والسماح لمواطني جرف الصخر بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية لمن يمثلهم"، مؤكدا أنّ "أهالي جرف الصخر منعوا من العودة إلى مناطقهم التي تحررت منذ أربع سنوات، واليوم يمنعون من الإدلاء بأصواتهم في مخالفة صريحة للدستور والقانون".

ودعا التحالف، مبعوث الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، إلى "التدخل في هذا الملف المخالف للقوانين المحلية والدولية".

ولم تسمح مليشيات "الحشد الشعبي" لنازحي جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل، بالعودة إلى بلدتهم، بينما يتم إكمال إجراءاتهم القانونية للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وتُتهم مفوضية الانتخابات العراقية، بالتقصير المتعمد في حرمان الآلاف النازحين في الانتخابات، في عدد من مناطق البلاد.

وقال مسؤول محلي في محافظة ديالى لـ"العربي الجديد"، إنّ "مفوضية الانتخابات لم تكمل إجراءاتها الرسمية في التسجيل والتحديث لسجلات الناخبين في عدد من مخيمات النزوح في المحافظة"، مبينا أنّ "هذا الإهمال تسبب بضياع آلاف الأصوات للنازحين، الذين لن يستطيعوا أن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات".

وحمل الحكومة والمفوضية "مسؤولية هذا الخلل الكبير، الذي لم يكن خلالا عرضيا، بل هو خلل متعمد من قبل المفوضية"، مبينا "لقد أبلغنا المفوضية قبل فترة طويلة بهذا الخلل، وطالبناها بإكمال عملها بالشكل المطلوب، ومتابعة سجلات النازحين".

وأوضح أنّ "المفوضية لم تتجاوب مع مناشداتنا، وكانت ومازالت تماطل بشكل واضح، حتى ضاعت فرصة التصويت، وضاعت حقوق آلاف النازحين في الإدلاء بأصواتهم"، ودعا المفوضية إلى "إيجاد حل لهذا الخلل وتداركه".

وبدأ اليوم في العراق التصويت الخاص، لعناصر الأجهزة الأمنية والنزلاء، وانتخابات الخارج، ومن المقرر أن يجري التصويت العام في الانتخابات البرلمانية، بعد غد السبت، ويبلغ عدد المحطات الانتخابية في عموم مدن العراق 52 ألف محطة، وعدد الدوائر الانتخابية 18 دائرة، تتوزع على 18 محافظة، ينتخب في كل محافظة نواب ممثلون عنهم بالبرلمان يتفاوت عددهم من محافظة إلى أخرى بحسب التعداد السكاني، بواقع نائب لكل 100 ألف نسمة، فيما تم تخصيص 8 مقاعد للأقليات المسيحيين، والصابئة والأيزيديين والشبك.

وتتنافس في هذه الدورة البرلمانية، 204 أحزاب، مسجلة تراجعا بمعدل ثلث عن الانتخابات الماضية التي بلغت 310 أحزاب سياسية، بينما يبلغ عدد التحالفات التي شكلتها تلك الأحزاب 71 تحالفا انتخابيا.