هناء أبو زيد.. حياة مرهونة ببطارية في خيام الإيواء بغزة

هناء أبو زيد.. حياة مرهونة ببطارية في خيام الإيواء بغزة

22 أكتوبر 2023
+ الخط -

يواجه الكثير من النازحين الفارين من نيران الحرب في قطاع غزة، خطر الموت وانتشار الأمراض في صفوفهم، في ظل افتقارهم لأدنى مقومات الحياة، داخل الخيام التي أقيمت في مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بخان يونس جنوبي القطاع.

يقطن تلك الخيام الآلاف ممن نزحوا من مدينة غزة وشمالها، وسط ظروف معيشية صعبة، وعدم توفر الكهرباء والمياه والطعام لساعات طويلة يوميا، وأحيانا تمتد لأيام.

هناء أبو زيد (55 عاما) من مخيم جباليا، تعيش داخل إحدى خيام الإيواء، وتعاني من أزمة صدرية، يرافقها جهاز خاص تستخدمه كي يساعدها على التنفس.

تواجه أبو زيد، صعوبة كبيرة، في توفير طاقة لتشغيل الجهاز، كما هو حال سكان خيام الإيواء، في ظل الانقطاع التام للتيار في قطاع غزة منذ بداية الحرب، غير أن صهرها يذهب لداخل مكاتب أفراد أمن مركز الإيواء، لشحن بطارية صغيرة كي يتمكن الجهاز من العمل.

تقول أبو زيد، متثاقلة في الحديث وبصوت شاحب بسبب مرضها: "تنقلنا بسبب القصف من مكان لآخر، وسط خوف ورعب، حتى وصلنا إلى هذه الخيام، فالحرارة مرتفعة هنا ولا يوجد تهوية، وقد تسبب هذا بالاختناق لي، ولم أنم الليل".

وتشير "أبوزيد"، إلى أنها لا تستطيع التحمل، وتخشى على حياتها إن بقيت طويلا هنا في الخيمة، وليس بيدها فعل شيء سوى خيارين كلاهما أصعب من الثاني، "إما انتهاء الحرب والعودة لمنزلها المقصوف لتتلقى الرعاية الأولية والعلاج، أو البقاء في انتظار الموت في الخيمة".

وتضطر كما هو حال جيرانها في الخيام، إلى الجلوس خارج الخيمة طوال اليوم، هربًا من الحر وعدم توفر الكهرباء، وسط خشيتها من تردي الوضع الصحي لها.

والسبت، ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي بلاغا تحذيريا على سكان شمال غزة، يطالبهم بالتوجه جنوب القطاع، محذرا بأن من لا يمتثل لتلك الأوامر، فمن الممكن تحديده على أنه "شريك في تنظيم إرهابي".

ولليوم السادس عشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، أدت إلى استشهاد 4651 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، وأصابت 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

فيما أعلنت وزارة صحة الاحتلال عن مقتل 1400 إسرائيلي وإصابة 5132 آخرين. بينما أسرت حماس ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

(الأناضول، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة

سياسة

رغم مرور عشرة أيام على استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمانه، متجاهلة مناشدات عائلته.
الصورة

سياسة

مُنع وزير المال اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا لحضور مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين
الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه

المساهمون