الاحتلال يغلق المجال الجوي في الجولان

الاحتلال يغلق المجال الجوي في الجولان ومخاوف من نهاية التنسيق مع روسيا

15 ابريل 2018
الاحتلال رفع حالة التأهب تحسباً لرد إيراني(جلاء مرعي/فرانس برس)
+ الخط -


ذكرت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد، أنّ قوات الاحتلال قامت، منذ أمس السبت، بإغلاق المجال الجوي في هضبة الجولان المحتلة، ورفعت حالة التأهب، لاحتمالات الرد الإيراني على ضرب مطار التيفور العسكري، والرد الروسي لجهة إضعاف التنسيق العسكري المشترك، في تقاسم الأجواء السورية.

وبالرغم من الرد الإسرائيلي المؤيد للضربة الثلاثية التي نفذتها، السبت، كل من الولايات المتحدة وفرنسا بريطانيا، على مواقع للنظام في سورية، بعد الهجوم الكيميائي في دوما بالغوطة الشرقية، إلا أنّ إسرائيل لم تخف على لسان محللين في الصحف، خيبة أملها من حجم الضربة.

وسبق أن قدّرت جهات أمنية إسرائيلية، الجمعة، بأنّ الضربة المرتقبة لن تغيّر في الوضع الميداني شيئاً، ولن تؤدي إلى تغييرات حقيقية على الوضع في سورية، ولا بالتأكيد على الموقف العام للولايات المتحدة والدول الغربية، لجهة تأييد الموقف الإسرائيلي المطالب بمواجهة الوجود الإيراني العسكري هناك.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنّ جيش الاحتلال يستعد لمواجهة الرد الإيراني، إذ لا تزال تداعيات الضربة الثلاثية على سورية، غير واضحة من وجهة نظر جيش الاحتلال، وإمكانية تأثيرها على التوتر والمواجهة بين إيران، وبين قوات الاحتلال، والتي تحولت إلى مواجهة مباشرة بعد استهداف قاعدة التيفور.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت، الإثنين الماضي، أنّ طائرتين عسكريتين إسرائيليتين من طراز "إف-15" نفذتا ضربة على مطار "التيفور" العسكري في ريف حمص وسط سورية، بواسطة ثمانية صواريخ موجهة، بينما أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى مقتل 14 مقاتلاً، بينهم إيرانيون، في الضربة.

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإنّ الاستعدادات الإسرائيلية، على أي رد إيراني محتمل، يكون محدوداً، لكن لا يمكن التكهن فيما إذا كان الرد سيوقع قتلى في صفوف الإسرائيليين، مما من شأنه أن يجر إلى تصعيد.

وأوردت الصحيفة، أنّ "الجو السائد" في صفوف جيش الاحتلال، هو أنّ "الرد الإيراني بات في الجو"، وأنّ عدة خطوات تمّت، خلال الأسبوع الأخير، تشير إلى التزام إيراني بالرد على إسرائيل.

وكان عضو الكابينت الأمني السياسي الإسرائيلي، الوزير آفي غالانت ، قد قال، في تغريدة على "تويتر"، أمس السبت، إنّ "الضربة الأميركية هي رسالة تحذير مهمة لمحور الشر (إيران سورية وحزب الله اللبناني)، بأنّ استخدام الكيميائي هو اجتياز للخط الأحمر الذي لا يمكن للإنسانية تحمّله".


وفي وقت سابق، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد ساعات من الضربة، بياناً لوسائل الإعلام، تحت مسمى "مصدر سياسي إسرائيلي"، هدد فيه بأنّ نظام بشار الأسد، يعرّض سورية كلها للخطر، قيادتها ونظامها وشعبها.

وعاد نتنياهو، بعد انتهاء "حرمة السبت"، إلى التغريد على "تويتر"، قائلاً إنّ "إسرائيل تؤيد الضربة الأميركية ضد أهداف النظام"، مكرراً نفس التحذير لنظام الأسد بأنّ ممارساته، وخاصة لناحية تمكين وجود إيراني عسكري على الأرض السورية، "يعرّض سورية ونظامها للخطر".

وقال نتنياهو، في بيان، على صفحته على "فيسبوك"، إنّه "يجب أن يكون واضحاً للرئيس الأسد، أنّ جهوده غير المسؤولة لامتلاك سلاح للإبادة الجماعية واستخدامه، وتجاهله الفظ من القانون الدولي، واستعداده لتمكين إيران وأذرعها من التموضع في سورية، تعرّض سورية للخطر".


في المقابل، رأى تسفي برئيل محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، أنّ من شأن روسيا هي الأخرى، أن تتجه للانتقام من إسرائيل، وأن تنسحب من التنسيق العسكري بين الطرفين في الأجواء السورية، بما يهدّد حرية الحركة التي يتمتع بها الطيران الحربي الإسرائيلي في الأجواء السورية.

واعتبر برئيل أنّ الضربة الثلاثية، على مواقع النظام في سورية، أمس السبت، لا تصفي الحساب الإسرائيلي الخاص بين إسرائيل، وبين كل من سورية وإيران، في إشارة إلى خيبة الأمل الإسرائيلية من محدودية الضربة، مضيفاً أنّ الحساب بين إسرائيل وإيران من جهة، وإسرائيل وسورية من جهة أخرى، منفصلان لكنّهما يتأثران ببعضهما البعض.

وأعرب برئيل عن اعتقاده، بأنّ من شأن روسيا أن تفرض قيوداً على حرية سلاح الجو الإسرائيلي في سورية لاستهداف أهداف إيرانية، ومع أنّ موسكو لا تسارع للرد على الضربة الثلاثية، إلا أنّ من شأنها أن تعاقب حليف الولايات المتحدة، أي إسرائيل.