تركيا: لا حل في سورية بدون وقف مجازر الأسد

تركيا ترحّب بالضربة العسكرية: لا حل في سورية بدون وقف مجازر الأسد

14 ابريل 2018
+ الخط -
رحّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالضربة العسكرية، الأميركية الفرنسية البريطانية، ضد مواقع للنظام السوري، بعد الهجوم الكيميائي في دوما بالغوطة الشرقية، داعياً إلى "التحلّي بالحساسية ذاتها ضد استخدام النظام للأسلحة التقليدية، كما الأسلحة الكيميائية".

وقال أردوغان، خلال كلمة في مؤتمر لفرع حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، في بلدية الفاتح في إسطنبول، اليوم السبت، "لقد تم إجراء عمليات عسكرية قيل إنّها محدودة ضد أهداف تابعة للنظام السوري، باستخدام المقاتلات والصواريخ".

وأضاف "ليس ممكناً أبداً أن يعتقد بأنّ الهجمات الكيميائية التي نفذها النظام عدداً من المرات في وقت سابق، ستمر بدون رد".

ووصف الرئيس التركي الضربات العسكرية على النظام في سورية بأنّها "صحيحة"، وقال إنّه "لا يمكن أبداً أن نرى مقتل أولئك الأطفال باستخدام السلاح الكيميائي أمراً عادياً، مهما كان الفاعل، لا بد أن يدفع الثمن".

لكن أردوغان قال في الوقت عينه "إنّه يجب أن يتم إظهار الحساسية ذاتها ضد الأسلحة التقليدية التي يستخدمها النظام لقتل مئات الآلاف من السوريين الأبرياء، كما الحساسية ضد الأسلحة الكيميائية".

وفي وقت سابق اليوم السبت، تحدّث أردوغان مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عبر الهاتف، داعياً إلى عدم التصعيد في المنطقة، بينما أكد أنّ بلاده دانت بشدة منذ البداية استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية.

وأشار أردوغان إلى "ضرورة وقف النظام السوري الظلم الذي يمارسه، سواء بالأسلحة الكيميائية أو التقليدية"، مشدداً على أن الحل الوحيد لتحقيق السلام الدائم للشعب السوري هو السبل السياسية.

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، قد أكد أنّ "الحل في سورية لا يمكن أن يتحقق من دون وقف جميع المجازر، سواء التي تتم باستخدام السلاح الكيميائي أو التقليدي".

وقال في بيان إنّ "استخدام السلاح الكيميائي خرق للقانون الدولي ويعتبر جريمة ضد الإنسانية، ولم يكن من الممكن قبول أن يبقى النظام السوري من دون رد بعد الهجوم بالكيميائي الذي فُهم بأنه قام بتنفيذه، يجب أن تتم محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم البغيض".

ودعا المجتمع الدولي إلى العمل بشكل مشترك، لمنع حصول هجمات كيميائية مماثلة في المستقبل، مشدداً على أن "الهدف يجب أن يكون إنهاء الحرب في سورية".


من جهته، رحّب رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، بالضربة على سورية، لكنه خاطب الدول منفذة العملية قائلاً "سبع سنوات والناس تموت، أين كنتم حتى الآن؟".

وأضاف يلدريم، خلال مشاركته في مؤتمر لحزبه "العدالة والتنمية" بمنطقة أسنلر التابعة لمدينة إسطنبول "نحن نرى العمليات (الضربة الموجهة ضد النظام السوري) خطوة إيجابية، ولكن لتحقيق السلام الدائم لا بد من فعل المزيد، وكما هو معلوم، فإن تركيا كما تسيطر على الشأن الداخلي تسيطر كذلك على القضايا في المنطقة، وستقوم باتخاذ الخطوات اللازمة".

وتابع "لقد قتل النظام الغادر في سورية الأطفال والناس الأبرياء باستخدام الأسلحة الكيميائية، وفجأة رفعت الدول صوتها، ولكن (النظام) يقتل البشر منذ سبع سنوات ويستمر في وحشيته، ألا تأتي الإنسانية إليكم إلا عندما يتم استخدام الأسلحة الكيميائية؟ أين كنتم حتى اليوم؟".

وفي سياق المواقف التركية، قال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، إنّه تمّ إبلاغ بلاده مسبقاً بالضربات العسكرية ضد النظام السوري، مبيناً أن قاعدة "إنجرليك" الجوية بولاية أضنة جنوب البلاد لم تستخدم خلالها.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في موقع "تويتر"، تطرق خلالها إلى الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا ضد أهداف النظام السوري، فجر اليوم.


وأضاف "رئيسا الأركان التركي والأميركي أجريا اتصالاً قبل الضربات العسكرية في سورية، بتعليمات من الرئيسين رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب".

كذلك أشار إلى أنّ موقف بلاده حيال سورية واضح، مبيناً أن "موقف تركيا هو ضد نظام الأسد، واستخدام الأسلحة الكيميائية، والتقليدية، والحرب الداخلية، وقتل البشر، وتهجيرهم، وضد جميع التنظيمات الإرهابية، لا سيما داعش، وحزب العمال الكردستاني".


كذلك، أكّد نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، والمتحدث باسم الحكومة، ماهر أونال، خلال مقابلة تلفزيونية، "إبلاغ أنقرة بالعمليات قبيل شنها"، مشدّداً على أن "تركيا لن تقبل بوجود إرهابيين على حدودها"، في إشارة إلى قوات حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني) الذي تدعمه واشنطن وباريس.

وتراوحت تحليلات وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية بين من باركت الضربات ضد النظام، محذّرة من أن الضربة استهداف أيضاً للتحالف الثلاثي، بين كل من طهران وأنقرة وموسكو، كونه ضامن اتفاقية أستانة، وبين من اكتفى بمباركة العملية، وأنها ستبقى محدودة من دون أن تكون لها أي نتائج حقيقية على الأرض.

المساهمون