بعد دوما... مناطق مرشحة للتهجير و"التسوية" والحرب

بعد دوما... مناطق مرشحة للتهجير و"التسوية" والحرب

11 ابريل 2018
تصل قوافل المهجرين تباعاً إلى الشمال السوري (بهاء الحلبي/الأناضول)
+ الخط -
اقترب النّظام السوري من طي صفحة دوما، آخر معاقل المعارضة المسلحة في غوطة دمشق الشرقية، مع استمرار خروج قوافل التهجير بعد توصله إلى اتفاق التهجير، عقب المجزرة التي ارتكبها بالسلاح الكيميائي ليل السبت الماضي.

وغادرت مدينة دوما، أمس الثلاثاء، مزيد من الحافلات تمهيداً للانطلاق نحو ناحية جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، تنفيذاً للاتفاق الذي أبرم الأحد، بين ممثلين عن دوما وضباط روس، وتضمن خروج كافة مقاتلي "جيش الإسلام" بأسلحتهم الخفيفة نحو شمال سورية، على أن يفرج هذا الفصيل عن المحتجزين لديه من مدنيين وعسكريين، والذين اعتبرهم محسوبين على النظام السوري.


وفي موازاة استمرار عملية التهجير دخلت، أمس الثلاثاء، إلى منطقة الباب قافلة تضم 69 حافلة تقل 3548 شخصاً من المدنيين ومقاتلي "جيش الإسلام" آتية من مدينة دوما، كما أشارت مصادر إلى دخول عناصر من الشرطة العسكرية الروسية إلى دوما، تزامناً مع خروج حافلات التهجير.

ومن المتوقع، بحسب مراقبين، أن تمنح السيطرة على دوما النظام وحلفاءه فرصة الاستعداد بشكل جيد لحسم مصير بقية المناطق العالقة، على رأسها أحياء جنوب دمشق يلدا، وببيلا، وبيت سحم، والتي من المتوقع التوصل إلى "اتفاقات" لتهجيرها دون قتال، كما حصل في حي القدم.
وتمكن النظام من تهجير فصائل المعارضة من حي القدم أخيراً بعد اتفاق توصل إليه بعد مفاوضات، إلا أن تنظيم "داعش" تمكن من السيطرة على الحي بعد هجوم شنّه بشكل مباغت على قوات النظام التي استقرت هناك إثر انتهاء عملية التهجير.
وفي السياق، أكدت مصادر أنه لم يطرأ أي جديد على عملية التفاوض المتعلقة بأحياء جنوب دمشق، ولا تزال عروض النظام هي المفروضة والخيارات الثلاثة هي ذاتها: التهجير أو "التسوية" أو الحرب. وتسود الخيارات نفسها في القلمون الشرقي، شمال شرق دمشق، والذي من المتوقع أن يشهد عمليات عسكرية، خصوصاً مع رغبة النظام الواضحة بإنهاء سريع لجيوب المعارضة في محيط العاصمة.
أما المنطقة الأخرى، فهي ريف حمص الشمالي وامتدادها ريف حماة الجنوبي، والذي من المتوقع أن يشهد تصعيداً في الأيام المقبلة في حال لم تشهد المفاوضات تنازلاً من قبل المعارضة، خصوصاً أن الجانب الروسي يحاول التفاوض مع أشخاص غير مخولين من قبل المعارضة أو المدنيين.

وقال المتحدث باسم "حركة تحرير الوطن" في ريف حمص الشمالي، صهيب العلي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه لا يتوقع تصعيداً في ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي، أو أن يقوم النظام بعملية مشابهة لعملية الغوطة الشرقية في الوقت الحالي، مرجحاً أن النظام سوف يسعى أولاً إلى إنهاء ملف "داعش" في مخيم اليرموك والمعارضة في بقية أحياء جنوب دمشق.
وأشار العلي إلى أن جبهات ريف حمص مستعدة لمواجهة أي عملية عسكرية محتملة من النظام وحلفائه، مضيفاً أن الفصائل في المنطقة اتخذت قراراً قاطعاً برفض التهجير، وشكلت أخيراً القيادة الموحدة للمنطقة الوسطى وأعلنت أن قرارها "رفض التهجير".

وبرأي مراقبين، فإنه في ظل الصمت الدولي عن معاقبة النظام، واستمرار روسيا في دعمه وحمايته عن طريق الاستخدام المتكرر لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، فإن تكرار سيناريو الغوطة الشرقية لم يعد مستبعداً في أي مكان آخر. وقد تتعزّز فكرة أن النظام سيواصل عملياته، في حال عدم التحرك خارج مجلس الأمن لردعه.

وفي شمال غرب البلاد، وعلى الرغم من نشر الجيش التركي مزيداً من نقاط المراقبة حول منطقة خفض التوتر في محيط إدلب وحماة، واصل الطيران الروسي وقوات النظام قصف المدنيين في المنطقة موقعاً قتلى وجرحى بين المدنيين.
وقال الناشط محمد الحموي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن امرأة قتلت بقصف مدفعي من النظام على مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، فيما أفاد الناشط عامر الإدلبي بمقتل رجل وامرأة وإصابة شخص آخر جراء غارة روسية على بلدة النقير في ريف إدلب الجنوبي.
وجاء ذلك عقب انفجار مجهول في مدينة إدلب، أول من أمس، رجحت مصادر أنه ناجم عن قصف روسي بصاروخ شديد الانفجار، وأسفر عن مقتل وجرح أكثر من 170 شخصاً. كما أدى إلى انهيار أربع مبان بأكملها، وبلغت حصيلة الانفجار، وفق الدفاع المدني في إدلب، 28 قتيلاً و150 مصاباً جلهم من الأطفال والنساء.
وفي الجنوب السوري الخاضع لوقف إطلاق النار، يسود هدوء نسبي تتخلله خروق من قبل قوات النظام، فضلاً عن خروق أمنية أصبحت اعتيادية، إذ قتل شخصان جراء انفجار عبوة ناسفة على الطريق الواصل بين بلدتي الشرايع والظهر في منطقة اللجاة، شرقي درعا.