إسرائيل تستنفر جنودها خشية "مسيرة العودة" من غزّة

إسرائيل تستنفر جنودها خشية "مسيرة العودة" من غزّة

28 مارس 2018
توتر أمني على حدود غزة (محمد عبد/فرانس برس)
+ الخط -
ارتفعت حدّة التوتر الأمني على الحدود بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة، بالتزامن مع اقتراب موعد "مسيرة العودة"، في ذكرى يوم الأرض، بعد غد الجمعة، مع تمكن ثلاثة فلسطينيين من رفح من التسلل إلى داخل السياج الحدودي، رافقها تهديدات إسرائيلية بإطلاق الرصاص الحي باتجاه جموع الفلسطينيين، في حال حاولت اجتياز السياج الحدودي خلال المسيرة.

وتمكن ثلاثة فلسطينيين من رفح، أمس الثلاثاء، من التسلل إلى داخل السياج الحدودي والتوغل داخل إسرائيل لعشرين كيلومتراً وصولاً إلى مشارف قاعدة التدريبات للقوات البرية في "تسئيليم".

وفي الأثناء، هدّد رئيس أركان جيش الاحتلال، غادي أيزنكوط، الفلسطينيين، قائلاً إن قوات الجيش وأكثر من مائة عنصر من القناصة من الوحدات الخاصة تلقوا أوامر بإطلاق الرصاص الحي باتجاه جموع الفلسطينيين، في حال حاولت الجموع اجتياز السياج الحدودي خلال "مسيرة العودة" المقررة، بعد غد الجمعة، بمناسبة يوم الأرض.

وأعلن متحدثون إسرائيليون، أمس، أنّ الجيش استدعى قوات من لواءي "جفعاتي" و"جولاني" إلى المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، وسط حالة استنفار أيضاً في صفوف حرس الحدود والشرطة، للمساهمة عبر قواتها الخاصة في تفريق التظاهرات.


كما قصفت إسرائيل، بنيران المدفعية، موقعي مراقبة لحركة "حماس"، بعد أن تمكن مواطنون فلسطينيون من إشعال النيران في ألواح خشبية قرب معبر كارني القديم المستخدم لنقل البضائع.

بينما أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية، على مدار أيام الأسبوع، أنّ الاحتلال يعتزم، إضافة إلى استخدام القناصة، تسيير طائرات تحمل قنابل مسيلة للدموع، ووضع وحدات كاملة في حالة استنفار، بالرغم من أن يوم الجمعة يصادف عيد الفصح اليهودي.

وذكرت المتحدث بلسان الشرطة الإسرائيلية، ميراف لبيدوت، أن نحو عشرة آلاف عنصر من الشرطة سيساهمون في الاستعداد لمواجهة احتمالات اندلاع مواجهات في قطاع غزة، مع الإشارة إلى نشر قوات معززة أيضاً، بعد غد الجمعة، في القدس المحتلة، ونصب حواجز شرطية وأخرى عسكرية هناك، مع فرض قيود على أعداد المصلين الذين سيسمح لهم بالوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة.

على خطٍ موازٍ، عقد الكابينت السياسي والأمني لحكومة الاحتلال جلستين، على مدار الأسبوع، لم ترشح عنهما أية تفاصيل، باستثناء تصريح لوزير التربية والتعليم العضو في الكابينيت، نفتالي بينت، بأن احتمالات التصعيد والمواجهة مع الفلسطينيين قد ارتفعت، في الآونة الأخيرة، وهو ما أقرّ به أيضاً رئيس أركان جيش الاحتلال، غادي أيزنكوط، في المقابلات الصحافية التي أجراها مع الصحف الإسرائيلية، أمس.

وعزز الاحتلال من محاولات كسب جولات في الحرب النفسية والإعلامية، عبر التضخيم من استعداداته لمواجهة "مسيرة العودة"، لحد إطلاق النار على المتظاهرين عند السياج الحدودي، فيما وجّه المتحدث بلسان جيش الاحتلال، أفيخاي إدرعي، باللغة العربية، شريطاً مسجلاً حاول فيه دق الأسافين بين أهالي غزة وحركة "حماس"، داعياً إلى "عدم الامتثال لدعوات المشاركة في مسيرة العودة".

وسبق ذلك ما نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، نقلاً عن تقارير عربية وأخرى من مصادر فلسطينية، من مساع واتصالات سرّية بين حكومة الاحتلال وأطراف عربية هي مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، سعياً لمحاولة إحباط نشاطات "حماس" ومنع تصعيد أو مواجهة بين الاحتلال والفلسطينيين.

ويبدو أن السلطة الفلسطينية ستسمح بنشاط محدود بالتظاهر، على أن تتولى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفقاً للتنسيق الأمني، مسؤولية منع وصول المتظاهرين إلى خطوط التماس مع الاحتلال، عند مشارف المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، خاصة الحواجز الرئيسة ونقاط التفتيش والمستوطنات الإسرائيلية.



وتخشى حكومة الاحتلال من أن تؤدي "مسيرة العودة"، في قطاع غزة، مع ما قد يرافقها من نشاطات تضامنية ومتوازية في الضفة الغربية، إلى اشتعال الأوضاع لدرجة تفقد فيها السيطرة على مقاليد الأمور، بما ينذر ربما باندلاع مواجهات عنيفة في الضفة، في حال تصدت الأجهزة الأمنية الفلسطينية لنشاطات بمناسبة الذكرى 42 ليوم الأرض.

ويبدو أن الاحتلال سيسعى، في الساعات الأربع والعشرين المتبقية، إلى استكمال استعدادات عسكرية من جهة، مع محاولة الضغط على قيادات حركة "حماس" عبر طرف ثالث أو أكثر، لتفادي تسيير المتظاهرين باتجاه السياج الحدودي للقطاع.