غريفيث بصنعاء: تحريك جهود السلام بعد 3 سنوات حرب

غريفيث في صنعاء للمرة الأولى: تحريك جهود السلام بعد 3 سنوات حرب

صنعاء

العربي الجديد

العربي الجديد
عدن

العربى الجديد

avata
العربى الجديد
24 مارس 2018
+ الخط -

على وقع استعدادات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، لإحياء الذكرى الثالثة لبدء عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث اليوم السبت، إلى صنعاء، لعقد لقاءات مع الأطراف اليمنية المعنية للتباحث في سبل استئناف عملية السلام المتعثرة منذ سنوات، بعد الجمود الذي أصاب جهود الأمم المتحدة على مدى العام المنصرم على الأقل.

وأكّدت مصادر رسمية في صنعاء وصول المبعوث الأممي على رأس وفدٍ يضم عدداً من أفراد بعثته، بمن فيهم نائبه معين شريم، إذ من المقرر أن يعقد سلسلة لقاءات مع ممثلين عن "الحوثيين" ومسؤولين من الحكومة غير المعترف بها، والتابعة للجماعة، بالإضافة إلى قيادات في حزب "المؤتمر الشعبي العام" (حزب الرئيس الراحل علي عبد الله صالح)، للتباحث حول سبل استئناف عملية السلام، في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها الغالبية من سكان البلاد.



وفيما يجري الحديث عن تصورات جديدة للمبعوث الأممي، أفادت مصادر يمنية قريبة من الحكومة الشرعية لـ"العربي الجديد"، بأنّ غريفيث وخلال الجولة الأولى التي بدأها من الرياض بلقاء مسؤولين يمنيين وسعوديين، ركز على أفكار عامة تشدد على أهمية الاتفاق على تسريع وتيرة الجهود للوصول إلى حلٍ سياسي يستند إلى مرجعيات التسوية التي تتمسك بها الحكومة الشرعية، وهي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216 (الصادر في عام 2015)، والذي يطالب "الحوثيين" بالانسحاب من المدن.

ونفت المصادر ذاتها أن يكون هناك أي تصورات أو مبادرات طُرحت حول طبيعة الحل، باستثناء التأكيد المبدئي على الاستعداد للعودة إلى مفاوضات الحل السياسي والشامل في البلاد.

وتعد زيارة غريفيث إلى صنعاء، هي الأولى من نوعها، منذ تعيينه مبعوثاً إلى اليمن خلفاً للموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومن المتوقع أن تمثل نتائجها مؤشراً هاماً، على مدى إمكانية أن ينجح المبعوث البريطاني الجديد بتحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية، في ظل التعقيدات، التي تتعدى محوري الصراع الرئيسيين (الشرعية والحوثيون)، إلى الأزمات والخلافات الحاصلة في إطار التحالفات ذاتها، على غرار الأزمة بين "الحوثيين" و"حزب المؤتمر" على إثر أحداث ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفي مناطق الشرعية، بينها وبين المكونات والقوات المدعومة من الإمارات.

وفي السياق، كان من المقرر أن يبدأ المبعوث الأممي زيارته إلى اليمن، من عدن، التي تصفها الحكومة الشرعية بـ"العاصمة المؤقتة"، إلا أنها تخضع للانفصاليين والقوات الإماراتية، إلى حد كبير، وما يزال من المتوقع أن تشمل الزيارة عدن، بالإضافة إلى محافظة حضرموت، في ظل غموض يلف الأسباب التي جعلت المبعوث الأممي يغيّر وجهة البداية من عدن إلى صنعاء.

وتحدث نشطاء مقربون مما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، عن أن رئيس المجلس، المتواجد في أبوظبي، عيدروس الزبيدي، سيعود إلى عدن، السبت، للقاء بالمبعوث الأممي بأول زيارة مرتقبة إلى المدينة.


من زاوية أخرى، تأتي زيارة غريفيث الأولى (منذ تعيينه)، إلى صنعاء، بالتزامن مع الاستعدادات المكثفة، التي يجريها "الحوثيون" لإقامة مهرجان جماهيري في صنعاء يوم الاثنين المقبل.

وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بأن الاستعدادات شملت تنظيم دعوة الجماهير من مختلف مناطق سيطرة الجماعة بالعاصمة والمحافظات القريبة منها بما في ذلك الدعوة لها في المدارس، وذلك بمناسبة الذكرى الثالثة لانطلاق عمليات التحالف، أو ما تصفه الجماعة بـ"العدوان".

وكان الركود السياسي أصاب عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، على مدى العام 2017، على إثر رفض الحوثيين التجاوب مع جهود المبعوث السابق اسماعيل ولد الشيخ أحمد واتهامه من قبل الجماعة بـ"عدم الحياد"، وكانت آخر زيارة له إلى صنعاء، في مايو/أيار الماضي، حيث تعرض موكبه لإطلاق نار، قرب مطار صنعاء الدولي، قبل أن يعلن في يناير/كانون الثاني المنصرم، أنه لن يواصل البقاء في منصبه.

ومع ذلك، وعقب أحداث ديسمبر/كاون الأول الماضي، التي انهار فيها تحالف الحوثيين - صالح وقتل الأخير، بدأت جهود الأمم المتحدة بالتحرك، حيث زار صنعاء في يناير/كانون الثاني الماضي، معين شريم، نائب المبعوث الأممي، ولقي خلال الزيارة، ترحيباً واضحاً من قبل الحوثيين، في مقابل استمرار موقفهم الرافض لولد الشيخ، ومؤخراً تحركت الجهود الدبلوماسية، مع زيارة سفراء إلى صنعاء للمرة الأولى، بينهم رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي أنطونيا كالفو بيورتا، وسفير فرنسا لدى اليمن، كريستيان تيستو وسفيرة هولندا يرما فان دورين، بالإضافة إلى مبعوث لوزير خارجية السويد، هانس بيتر سبمتاباي، وذلك في إطار الجهود الأوروبية الداعمة لاستئناف عملية السلام.

ذات صلة

الصورة
11 فبراير

سياسة

تحيي مدينة تعز وسط اليمن، منذ مساء أمس السبت، الذكرى الثالثة عشرة لثورة 11 فبراير بمظاهر احتفالية متعددة تضمنت مهرجانات كرنفالية واحتفالات شعبية.
الصورة
موانئ ماليزيا/Getty

اقتصاد

تتسع رقعة حرب الملاحة البحرية ضد السفن الإسرائيلية وغيرها التي تبحر نحو دولة الاحتلال، ولكن هذه المرة ليس في البحر الأحمر الذي يشهد هجمات مكثفة من قبل الحوثيين.
الصورة
ميناء أشدود/Getty

اقتصاد

انعطفت الأسواق الإسرائيلية سريعاً نحو أوروبا، وسط نقص وتأخير في السلع القادمة من آسيا تحديداً، بسبب استهداف الحوثيين المكثف للسفن المتجهة إلى إسرائيل.
الصورة
عيدروس الزبيدي (فرانس برس)

سياسة

أفادت قناة كان 11 العبرية التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، مساء الأحد، بأن الانفصاليين في جنوب اليمن أبدوا استعدادهم "للتعاون مع إسرائيل في وجه تهديد الحوثيين".