شهادات تكشف ارتداء مستوطنين إسرائيليين لباسا عسكريا لقتل الفلسطينيين

شهادات تكشف ارتداء مستوطنين إسرائيليين لباسًا عسكريًا لقتل الفلسطينيين

27 مارس 2024
اعتداءات المستوطنين تجري بحماية جنود جيش الاحتلال (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تقرير "العربي الجديد" يكشف عن اعتداءات عنيفة من مستوطنين إسرائيليين متنكرين بزي الجيش في الضفة الغربية، أدت لاستشهاد وإصابة فلسطينيين.
- تواطؤ بين جيش الاحتلال والمستوطنين يظهر في تسليح المستوطنين وتوفير الزي العسكري لهم، مما يسهل عليهم تنفيذ اعتداءاتهم وإفراغ المناطق من الفلسطينيين.
- زيادة في اعتداءات المستوطنين المسلحين بدعم من جيش الاحتلال، مما يعكس استراتيجية لترهيب الفلسطينيين وإجبارهم على ترك أراضيهم.

كشفت شهادات فلسطينيين من الضفة الغربية، في حديثهم مع "العربي الجديد"، أن مستوطنين إسرائيليين نفذوا، خلال الفترة السابقة، اعتداءات واسعة وهم يرتدون لباس جيش الاحتلال الإسرائيلي الرسمي، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.

مستوطنون يتحولون لجنود في دقائق

لم يكن فاخر بني جابر (40 عاما)، الذي كان يرعى أبقاره وأغنامه في أرضه الزراعية في "خربة الطويّل"، جنوب شرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، يتوقع أن الجنود الأربعة المسلحين الذين اقتربوا منه واعتدوا عليه، وعندما حاول الدفاع عن نفسه قتلوه، لم يكونوا سوى مستوطنين يرتدون الزّي العسكري الذي يرتديه جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وكشفت الحادثة التي وقعت عصر يوم الثلاثاء الموافق 19 مارس/ آذار الجاري، عن تعاون وثيق ما بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين، الذين يحاولون بشتى السبل إفراغ المناطق الرعوية والزراعية من التواجد الفلسطيني، ولو وصل الأمر لقتلهم، كما جرى مع بني جابر.

في هذا السياق، يقول رئيس بلدية عقربا صلاح بني جابر لـ"العربي الجديد": "هل رأيت مستوطناً يتحول في دقائق إلى جندي بزيه الرسمي ليقتلك ثم يعود لحاله المعتاد (...) هذا تماماً ما بتنا نعيشه اليوم في الريف الفلسطيني. لكن السؤال من أين حصل هؤلاء المستوطنون على السلاح واللباس العسكري؟ الجواب بسيط، ويكشف عن التعاون الوثيق بين الطرفين ضدنا".

ويضيف بني جابر: "ما جرى مع الشهيد (وفق شهادة من كانوا بقربه) أن جنوداً يحملون السلاح اقتربوا منه واعتدوا عليه، حيث شوهد وهو يقع على الأرض بعد أن قام أحدهم بدفعه بقوة، وما كاد يقف من جديد على قدميه حتى باشر آخر بإطلاق رصاصتين عليه من مسافة لا تزيد عن مترين فقط، فقلته على الفور".

"قتل وهروب"

تشير روايات السكان إلى أن المستوطنين الذين قتلوا فاخر بني جابر، تركوه على الأرض ينزف وركضوا وهم يطلقون الرصاص في الهواء تجاه السهل الموصل للبؤرة الاستيطانية المقامة هناك، ما يعزز الرواية بأنهم مستوطنون وليسوا جنوداً.

ويقول المزارع سمير محمد خضر (60 عاماً)، في حديثه مع "العربي الجديد"، إنّه كان شاهداً على الحدث كاملاً، وتأكد من كون القتلة مستوطنين لانه يعرف أحدهم جيداً، فهو مستوطن متدين ولديه لحية طويلة، وقد سبق ونفذ العديد من الاعتداءات على السكان.

ويلفت خضر إلى أن أهالي البلدة معتادون على اقتحام جنود الاحتلال للمنطقة (...) لكن الجنود يأتون بمركباتهم العسكرية وليس سيراً على الأقدام كما فعل المستوطنون الأربعة، كما أن الجنود النظاميين لا يهربون إذا وقع أي صدام معهم. هم ليسوا أفضل من المستوطنين لكن يمكننا بسهولة التمييز بين سلوكيات الطرفين".

وأوضح خضر أن المتواجدين "لم يسمعوا الحوار القصير الذي دار بين فاخر والمستوطنين، لكنهم رأوه يقع أرضاً، وعندما حاول الدفاع عن نفسه أطلقوا الرصاص عليه وقتلوه وتركوه وهربوا".  

مسلحون يقتلون

والشهيد بني جابر هو الشهيد الرابع والعشرون الذي يرتقي في الضفة الغربية برصاص المستوطنين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الذين بات يلحظهم الفلسطينيون يتجولون بسلاحهم الشخصي بشكل لافت.

ويشير الناشط في مقاومة الاستيطان محمد ديرية من بلدة عقربا في حديثه مع "العربي الجديد"، إلى أن "المستوطنين باتوا يجوبون كل الريف الفلسطيني وخاصة مناطق جنوب نابلس وهم مسلحون، وحتى الرعاة منهم الذين يعيشون في البؤر الاستيطانية الرعوية ويعملون في رعي الأبقار والأغنام يحملون السلاح، وعندما يتم الاقتراب منهم يشهرون السلاح في وجوه الفلسطينيين".

ويوضح ديرية: أن المستوطنين "دوماً ما يبادرون في الهجوم (...) فما أن يرقبوا راعياً على مسافة معينة يتجمعون ويهاجمونه ويقتلون الأغنام أو يسرقونها".

تواطؤ جيش الاحتلال 

وبحسب ديرية، فإن اعتداءات المستوطنين تجري بحماية جنود جيش الاحتلال الذين عادة لا يفارقون المنطقة، حيث تجوب دورياتهم السهول والجبال على مدار الساعة، لكنهم في لحظة تنفيذ المستوطنين لهجومهم يختفون تماماً، مصيفاً: "عندما نتصل على الارتباط الإسرائيلي أو الشرطة الإسرائيلية يتلكأون في القدوم، وكأنهم يعطون المستوطنين فرصتهم لتنفيذ جريمتهم والانسحاب".

ويتابع ديرية أنه "في كثير من الحالات ما كان أهالي المنطقة يواجهون قطعان المستوطنين، لكنهم يعودون بحماية الجيش الذي يطلق الرصاص وقنابل الغاز، ويعتقل عدداً من الفلسطينيين، وكأنه ينتقم للمستوطنين". 

لكن ما هو أخطر من ذلك، بحسب ديرية، أن المستوطنين ذاتهم يعودون وهم يرتدون لباس جيش الاحتلال ويحملون قطعاً عسكرية تشبه تماماً التي يحملها الجندي الإسرائيلي.

المساهمون