الأونروا أبعد من الإغاثة

الأونروا أبعد من الإغاثة

18 يناير 2018
+ الخط -
مرة أخرى يوضع مستقبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" على طاولة التصفية، تماهياً مع المشروع الصهيوني القديم الرامي لإلغائها بكل ما تقدمه من خدمات للاجئين وما تمثله من رمزية وشاهدٍ على قضية لجوئهم.

من الخطأ تصنيف السياسة العدائية لإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب،  تجاه "الأونروا"، ردة فعل عصبية من رئيس مضطرب لإجبار القيادة الفلسطينية على العودة للمفاوضات تحت رعايته المنحازة، وليست عقاباً عابراً للدول المضيفة على مواقفها الرافضة لاعترافه بالقدس عاصمة إسرائيلية.

السياسة الأميركية، التي بدأت بالتهديد بوقفٍ نهائي للمساعدات، وانتهت إلى إعلانها تجميد نصفها، تمثل تلاقياً مكشوفاً على نحو غير مسبوق بين العنصرية الأميركية والإسرائيلية، التزاماً بالمخطط الصهيوني الرامي لتصفية القضية الفلسطينية عبر فرض وقائع على الأرض تنهي أحلام/ أوهام الفلسطينيين بالتوصل إلى حل يعتبرونه عادلاً لقضيتهم.

تعاني الأونروا أزمة تمويل مزمنة، فرضت عليها خلال السنوات الماضية إعداد موازنات تقشفية كان لها بالغ الأثر على مستوى الخدمات المقدمة للاجئين، وهي اليوم أمام خطر حقيقي قد يتطور ليتحول وجودياً بفعل المخططات الأميركية، المغلفة أحياناً بمبررات سياسية خادعة، وأحياناً أخرى بمنطلقات اقتصادية تنتقد إسراف الأمم المتحدة وسوء إدارتها للأموال.

ما ترمي إليه الإدارة الأميركية والصهيونية العالمية، يتعدى مسألة العقاب الجماعي للاجئين الفلسطينيين عبر وضعهم في ظروف صعبة نتيجة التراجع المتوقع في مستوى خدمات الأونروا أو عجزها عن الاضطلاع بتلك الخدمات مستقبلاً، وما قد يصاحب ذلك من اضطرابات في الدولة المضيفة، أو ضغط على القيادة الفلسطينية، بل يمتد لفرض واقع يتساوق ومخططاتهم الرامية لإلغاء الوكالة نهائياً.

خلافاً لما يروج فإن مخططات التصفية، لا تستهدف مباشرة المهمة التقنية لعمل الأونروا المتمثلة بالإغاثة، بقدر ما تستهدف المهمة القانونية باعتبارها سجلاً للجوء الفلسطينيين المتوارث والعصي على السقوط مهما تعددت الجنسيات التي يحملها اللاجئون المسجلون، وهو دور لا تتوقف إسرائيل عن محاربته.

التمسك بالأونروا التي أُسست على القرار 194، الضامن لحق عودة اللاجئين، يستدعي من القيادة الفلسطينية والدول المضيفة والعالم الحر، انتزاع قرار يحول موازنتها إلى مساهمات إلزامية لا طوعية. 

دلالات

ذات صلة

الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.
الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.
الصورة

مجتمع

يضطر سكان شمال قطاع غزة إلى الانتظار لساعات طويلة للحصول على مساعدات إنسانية، جراء اشتداد الجوع بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر...