سورية والقضية الفلسطينية تحضران في مؤتمر "العمال" البريطاني

سورية والقضية الفلسطينية تحضران في مؤتمر حزب "العمال" البريطاني

26 سبتمبر 2017
يتهم الحزب البريطاني بمعاداة السامية(Getty)
+ الخط -
لم يغب الحضور العربي عن مؤتمر حزب "العمال" البريطاني السنوي، المقام حالياً في مدنية برايتون، على الرغم من المقاطعة العربية الرسمية، بعد رفض طلب سفيري السعودية والسودان لحضور المؤتمر.

وتشمل فعاليات المؤتمر معرضاً يضم العشرات من المنظمات والجمعيات الخيرية وحملات المناصرة، التي تسعى لبناء العلاقات مع السياسيين وجماعات الضغط الأخرى، حيث يُوفّر المعرض فرصة للتواصل مع الناشطين والحزبيين والبرلمانيين والحصول على دعمهم، أو زيادة التوعية بالقضايا الخاصة بهذه المنظمات، وإطلاق عدد من الحملات الجديدة الخاصة بها.

وحضر عن الجاليات العربية من بين هذه المجموعات منظمة "ريثنك ريبيلد" التي تمثل الجالية السورية في مانشستر بالإضافة إلى حملة التضامن مع سورية، وحملة التضامن مع فلسطين.

وفي هذا الصدد، أوضح أحد مؤسسي حملة التضامن مع سورية، ويدعى عبد العزيز الماشي، لـ"العربي الجديد"، أنّ الوجود السوري في المؤتمر هذا العام، ممثلاً بكلا المنظمتين، يهدف إلى التواصل مع البرلمانيين وأعضاء الحزب حول النقاط الرئيسة المتعلقة بالقضية السورية مثل سياسات اللجوء ومتابعة جرائم الحرب ودعم منظمات المجتمع المدني.

وأشار الماشي إلى أن الحصول على دعم البرلمانيين العماليين سيساعد في توجيه الحكومة لاتخاذ خطوات لحماية المدنيين وملاحقة مجرمي الحرب.


وذكر أحد المتطوعين في الزاوية السورية، لـ"العربي الجديد"، أنه موجود في المعرض مع حملة التضامن مع سورية، وهي شبكة من الناشطين الموجودين في لندن، والداعمين للمبادئ الديمقراطية للثورة السورية.

وقال: "نحن هنا لبناء الدعم بين ناشطي الحزب والحصول على تواقيع برلمانية لعريضة أعددناها، وتحث الحكومة على تسهيل متابعة جرائم الحرب ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد وفقاً لمبدأ الولاية القضائية العالمية"، مبيناً أن "العريضة نالت دعم النائب العمالي روث سميث، وأبدى آخرون اهتمامهم طالبين المزيد من المعلومات".

ومن ناحية ردود الفعل التي تلقتها الحملة، ذكر المتطوع، متحفظاً على ذكر اسمه، أن التجاوب بشكل عام كان إيجابياً، حيث أبدى العديد من برلمانيي الحزب اهتماماً بعمل الحملة ورغبة في المساعدة، وشمل ذلك أيضاً صانعي الأفلام والصحافيين.

وواجهت الحملة السورية عداءً من بعض ناشطي اليسار الذين جادلوا بأن النظام السوري "يقود حملة شرعية لمكافحة الإرهاب"، كما أن إحدى زائرات الزاوية السورية قالت إنها "لا تستطيع تحمل هذا الأمر المعادي للشيعة"، ما دفع الناشط السوري للدفاع عن الحملة، موضحاً أن الحملة ترفض اللغة الطائفية وتنادي بالعدالة لكل السوريين.

كذلك، لم تغب القضية الفلسطينية عن أروقة المؤتمر، حيث حضرته كل من منظمتي أصدقاء الأقصى وحملة التضامن مع فلسطين.

وبالإضافة إلى حشد الدعم خلف القضية الفلسطينية بين ناشطي وسياسيي حزب "العمال"، تعمل الحملة على زيادة الوعي حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتطالب بالعدالة والمساواة، ومواجهة العنصرية والاحتلال والاستيطان. كما تعمل الحملة على حشد الدعم لمسيرة وطنية لدعم الحقوق الفلسطينية في الذكرى المئوية لوعد بلفور، الموافقة للرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ومن ناحية أخرى، تجددت الاتهامات لحزب "العمال" بمعاداة السامية، بعدما قارن بعض أعضاء الحزب إسرائيل بألمانيا النازية، كما هاجم ناشطون حزبيون السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وقارنوها بالممارسات النازية ضد اليهود، وسياسات الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

إلا أن بعضهم ذهب أبعد من ذلك، ليطالب بطرد كل من حركة اليهود العمالية وأصدقاء إسرائيل من حزب العمال من عضوية الحزب لدعمهم ممارسات الإبادة التي تتبعها إسرائيل تجاه قطاع غزة.

وأثارت هذه التصريحات عاصفة من الانتقادات التي يتعرض لها حزب "العمال" بين الحين والآخر على خلفية دعمه الفلسطينيين وانتقاده دولة الاحتلال الإسرائيلي. فبينما اتهم زعيم الحزب جيريمي كوربن باتباع "استراتيجية النعامة" في ما يتعلق بمعاداة السامية في صفوف الحزب، أقر برلمانيون آخرون بوجود مشكلة واضحة من معاداة السامية.

ودفع هذا الأمر المؤتمر إلى تعديل القانون الداخلي للحزب ليتم تشديد العقوبات المفروضة على التمييز ضد أي كان، ويشمل هذا الأمر، ولا ينحصر في، حالات "العنصرية، والمعاداة للسامية، والمعاداة للإسلام".

وبالإضافة إلى الزاويتين السورية والفلسطينية، حضر وفد عن المعارضة الإيرانية المؤتمر في محاولة لحشد الدعم ضد نظام الحكم في الجمهورية الإسلامية.

المساهمون