صراع محتدم على رئاسة التحالف الحاكم في العراق

مع بدء العد التنازلي لانتهاء ولاية رئيس "التحالف الوطني" الحاكم في العراق، عمار الحكيم، المقرر أن تنتهي في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/ أيلول الحالي، احتدم الصراع داخل التحالف من أجل اختيار خليفة للحكيم.

وقال الحكيم اليوم السبت إنه حسم أمره وقرر تسليم رئاسة التحالف في موعدها المحدد، مطالبا خلال خطبة العيد قيادات التحالف باختيار رئيس جديد.

وأشار إلى أنه لا يريد أن يكون هناك فراغ في رئاسة التحالف الحاكم، مبينا أن البلاد تمر بمرحلة مهمة وحساسة.

وأضاف "وفقنا للقيام بخطوات كبيرة وجدية في مجال ترسيخ المشاركة في صناعة القرار ضمن هيئات التحالف الوطني"، مشددا على ضرورة اعتماد الحكمة في القرارات القيادية خلال المرحلة المقبلة.

وتأتي هذه الدعوة في ظل صراع شديد يشهده "التحالف الوطني" من أجل الظفر بالرئاسة الجديدة، بحسب عضو في التحالف قال لـ"العربي الجديد" إن "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، يطالب بالمنصب، مشيرا إلى أن الائتلاف رشح المالكي، ونائب الرئيس العراقي السابق خضير الخزاعي، ورئيس مليشيا "بدر" هادي العامري، لخلافة الحكيم.

ولفت إلى أن سباقا يدور الآن بين المالكي والعامري من أجل حشد الأصوات داخل "التحالف الوطني" من أجل الحصول على الأصوات الكافية للفوز بالمنصب، موضحا أن خلافا كبيرا نشب بينهما يهدد بانسحاب العامري من "ائتلاف دولة القانون".

وأضاف "طرح بعض قيادات التحالف الوطني على عمار الحكيم البقاء في المنصب حتى إجراء الانتخابات النيابية المقررة في إبريل/ نيسان من العام المقبل حلا للإشكاليات، ومنعا للخلافات المتفاقمة"، مبينا أن الحكيم رفض ذلك وأصر على مغادرة رئاسة التحالف في الموعد المحدد.

وفي السياق، قال القيادي في مليشيا "بدر" معين الكاظمي إن "الزواج الكاثوليكي" بين المالكي والعامري قد انتهى، موضحا خلال مقابلة متلفزة أن المالكي لا يمثل "ائتلاف دولة القانون" في "التحالف الوطني".

وأشار إلى تأييد "بدر" لترشيح العامري كبديل للحكيم في حال طرح هذا الموضوع داخل "التحالف الوطني" الحاكم.

وسبق للعامري أن قال عند انضمامه لائتلاف المالكي "ائتلاف دولة القانون"، إن علاقته بالمالكي كالزواج الكاثوليكي لا يمكن أن تنتهي.

وقرر "التحالف الوطني" وهو الكيان السياسي الأكبر في العراق منذ عام 2015 أن تكون رئاسته دورية لعام واحد، وكان رئيسه الأول هو وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، تلاه عمار الحكيم الذي تسلم المنصب في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.