مشهد إسرائيلي معطل ولكن؟

مشهد إسرائيلي معطل ولكن؟

12 اغسطس 2017
سيندد نتنياهو باليسار مجدداً (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -

من بين ألقاب كثيرة، يفضّل خصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يطلقوا عليه لقب "الساحر"، ليس اعترافاً بقدراته، بقدر ما هو تكريس لمبدأ بأن "السحر أصلاً يقوم على مهارات السرعة التي تفضي إلى خداع بصر المشاهد ليصدق العرض المقدم له".

ومع أن نتنياهو برع في هذه اللعبة، إلا أن المشهد الإسرائيلي، وللدقة الحزبي الداخلي، الذي سيرافقنا في الأشهر المقبلة، سيكون تكراراً للعرض الديماغوجي الذي قدمه نتنياهو في مهرجان التضامن معه، الأربعاء الماضي، في تل أبيب، وترداد اللازمة نفسها التي تقول إن الإعلام في إسرائيل أداة بأيدي اليسار، وأنهم يسعون باستمرار لقلب نظام الحكم بعد فشلهم في الوصول إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع. سترافق هذه العروض هتافات "هايدي بيبي" و"هايدي سارة"، وعبارات "الإعلام معادٍ" وكل ما يجيب على وصفات ومعايير الديماغوجية والفاشية وفق التعريفات العلمية لعلوم الاجتماع والسياسة.

وستسيطر هذه المهرجانات التي يعد رئيس الائتلاف، دافيد بيتان، من حزب نتنياهو، بتنظيمها أسبوعياً، على المشهد الإسرائيلي العام، خصوصاً في ظلّ خروج الكنيست للعطلة الصيفية التي ستستمر حتى أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. ومع أن هذا قد يبدو للوهلة الأولى تعطيلاً للمشهد الإسرائيلي، إلا أن الواقع هو أن حكومة الاحتلال ستواصل تحت قيادة نتنياهو، أعمال بناء الجدار الفاصل مع غزة، والتلويح بشنّ هجوم أو الدخول بمواجهة عسكرية حتى إتمام أعمال بناء الجدار، حسبما أعلن قائد المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال الجنرال أيال زمير.

أما على صعيد الضفة الغربية، فلن تقف التحقيقات في ملفات الفساد ضد نتنياهو، عقبة أمام مواصلة تسريع عمليات الاستيطان، وهدم البيوت، بل إن هذه العمليات مرشحة للزيادة سعياً من نتنياهو لاستمالة المستوطنين ومجمل الجمهور اليميني لإقناعهم بمقولة نتنياهو نفسه بأن السعي هو ليس فقط لإسقاطه وإنما لإسقاط حكم اليمين ككل.

وقد يستغلّ نتنياهو حالة "الغليان" والتململ، التي يقوم هو بتأجيجها في أوساط اليمين، لتمرير قوانين جديدة جمد عمليات تشريعها لغاية الآن خوفاً من الضغوط الدولية، لضمان إعادة انتخابه في حال قرر استباق تقديم لائحة الاتهام ضده والذهاب لانتخابات مبكرة، وبهذا يكون المشهد الإسرائيلي المعطل أو المجمد على المهرجانات المساندة له خدعة بصرية أخرى تلفت الأنظار عما يدور على أرض الواقع.

المساهمون