تقديرات صحافية إسرائيلية: البوابات الإلكترونية في الأقصى ستزال قريباً

تقديرات صحافية إسرائيلية: البوابات الإلكترونية في الأقصى ستزال قريباً

23 يوليو 2017
البوابات ستزال وحكومة الاحتلال تحاول تقليل "الضرر"(جاك غوير/فرانس برس)
+ الخط -



أكدت التقديرات في الصحف الإسرائيلية، الصادرة الأحد، أن البوابات الإلكترونية التي أقامها الاحتلال عند بوابات الأقصى لن تدوم طويلًا، وأنها قد تزال خلال الأيام القريبة القادمة، وقد لا تصمد أكثر من يوم أو اثنين، وذلك بعد أن ثبت فشلها، وبعد أن تبين أن القرار بنصبها لم يسبقه أي نقاش جدي حقيقي في الحكومة الإسرائيلية، وأنه تم تجاهل التحذيرات المتكررة لأجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة من مخاطر نشر هذه البوابات، لا سيما المخابرات العامة (الشاباك) وقيادة الجيش.

وأوردت الصحف أن رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال غادي أيزنكوت، عاد وكرر الليلة في المشاورات الطارئة، التي دعا لها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى إزالة هذه البوابات وسحبها. وهو الموقف نفسه الذي عبّر عنه أيضًا رئيس جهاز "الشاباك"، نداف أرغمان.


وربطت الصحف الإسرائيلية، لأول مرة تقريبًا، بين القرار بإقامة البوابات والعملية التي نفذها الشاب الفلسطيني عمر العبد، في مستوطنة "حلميش" وأسفرت عن مصرع ثلاثة مستوطنين، أول أمس الجمعة، وفق ما ذهب إليه معلّق صحيفة "يديعوت أحرونوت" شمعون شيفر، قائلًا إنه لا يمكن تجاهل العلاقة بين قرار نصب البوابات وبين العملية المذكورة.

وذهب محللون أخرون، وفي مقدمتهم ناحوم برنيع في "يديعوت أحرونوت"، إلى القول إن خطوة نصب البوابات، وما نجم عنها من تدهور للأوضاع الأمنية، وتصاعد "خطر" اندلاع انتفاضة شعبية، كان يمكن تفاديها، لافتًا إلى أن نتنياهو، وليس سواه، كان يفترض فيه وعلى خلفية أحداث نفق حائط البراق، أن يدرك تداعيات هذه الخطوة، لكنه فضل، ولحسابات سياسية وحزبية داخلية، تجاهل الأمر، والتصرف وكأنه مراقب وليس صاحب الكلمة، فترك المهمة للشرطة، فيما سعى وزير التربية والتعليم وزعيم "البيت اليهودي"، نفتالي بينت، إلى استغلال حالة الهيجان الشعبي الفلسطيني من أجل المزايدة على نتنياهو ومنعه من أي تراجع.

أما عسكريًّا، فأقر المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، بأن البوبات ستزال في نهاية المطاف، وأن ما تحاول إسرائيل جاهدة فعله اليوم، هو تقليل الضرر الذي لحق بها.

وفي هذا السياق، لفت تسفي برئيل في "هآرتس"، إلى أن الأنظمة العربية، وفي مقدمتها الأردن ومصر والسعودية، حاولت تقديم المساعدة لنتنياهو وإنزاله من على الشجرة، مشيرًا في هذا السياق إلى قرار مفتي الديار المصرية، شوقي علام، الجمعة، بتوصية الأئمة في مساجد مصر بعدم تناول موضوع الأقصى، والتركيز على حقوق المواطن والتزاماته المدنية، فيما سعى الأردن، بدوره، إلى محاولة التأثير على قرار نتنياهو للتراجع عن قرار نصب البوابات الإلكترونية، وما تبع ذلك من اتصالات أردنية ومصرية مع إسرائيل عبر البيت الأبيض، عدا عن الدور السعودي، الذي أقرت فيه مصادر سعودية، باتصالات سعودية إسرائيلية عبر الولايات المتّحدة لمحاولة إعادة فتح الأقصى.

لكن محلل "هآرتس" للشؤون العسكرية، عاموس هرئيل، اعتبر أن "المارد الفلسطيني" قد خرج من الزحاجة، ولن يكون من السهل إعادة الأمور إلى ما كانت عليه. واتفق أليكس فيشمان في هذه النقطة مع هرئيل، مبينًا أنه حتى لو بدأ العمل تدريجيًّا على سحب البوابات الإلكترونية ومحاولة استعادة الأمن والهدوء، في الضفة الغربية، في ظل قطع التنسيق الأمني مع السلطة؛ فإن ذلك سيستغرق وقتًا طويلًا، وقد تكون التهدئة التي ستتحقق هشة ومؤقتة.

في غضون ذلك، يتوقع مع استمرار الاتصالات التي تجريها الولايات المتحدة مع كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية، أن يلتئم المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، مساء اليوم، لبحث التطورات الميدانية، والنظر في قرار رفع هذه البوابات، علمًا بأن الاحتلال باشر، منذ الليلة الماضية، بوضع حواجز حديدية ونصب كاميرات ذكية ومتطورة، كبديل للبوابات، دون تنسيق ذلك مع الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، والتي أعلنت بدورها رفضها لكل إجراءات الاحتلال.