فصائل المعارضة السورية تتقدّم على قوات النظام في القنيطرة

فصائل المعارضة السورية تتقدّم على قوات النظام في القنيطرة

25 يونيو 2017
الفصائل سيطرت على نقاط واسعة (عمار البوشي/ الأناضول)
+ الخط -
تواصلت المعارك العنيفة لليوم الثاني على التوالي بين "غرفة عمليات جيش محمد" وقوات النظام السوري، في مناطق واسعة من مدينة البعث التابعة لمحافظة القنيطرة، جنوب سورية، وسيطرت فصائل الغرفة المشكّلة حديثاً، فجر اليوم الأحد، على نقاطٍ واسعة كانت قوات بشار الأسد تتمركز فيها في محافظة القنيطرة.

وكانت مجموعة فصائل في جنوب سورية قد أعلنت، مساء أمس السبت، عن تشكيل "غرفة عمليات جيش محمد"، حيث قالت في بيانٍ لها: "إن التأسيس جاء نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها الثورة السورية والضغوط الدولية التي تسعى لحصار المعارضة".

وأضافت الغرفة أن هدفها السيطرة على مدينة البعث وطرد قوات النظام منها، مطمئنةً أهالي مدينة البعث خاصة وسورية عامة، وأضافت أنهم سيجدون الأمن والأمان على أنفسهم وأملاكهم.

وعقب التأسيس أعلنت الغرفة عن إطلاق معركة "يا الله مالنا غيرك"، للسيطرة على مدينة البعث، حيث ذكرت في بيانٍ منفصل، أنها حرّرت عدة نقاط وكسرت الخطوط الدفاعية الأولى والثانية في مدينة البعث بمحافظة القنيطرة وقتلت أكثر من 80 بين عنصر وضابط خلال المعارك.

وأشار البيان إلى أن فصائل الغرفة قتلت قائد "فوج الجولان"، مجد ميحود، التابع لنظام الأسد في مدينة البعث.

وتحدّثت وسائل إعلام موالية للأسد عن وصول تعزيزات للنظام إلى المنطقة مع قصف جوي ومدفعي مستمر على بلدات جبل الشيخ الخاضعة لسيطرة الفصائل.

ونتيجة للاقتتال الدائر، سقطت عدّة قذائف هاون على هضبة الجولان، ما دفع سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، إلى الرد بغاراتٍ جوية.

وقال جيش الاحتلال، في بيانٍ له حينها، إنه "استهدف موقعا للنظام السوري في القنيطرة، شمال الجولان المحتل، رداً على سقوط عشر قذائف مدفعية في أراضيه".

مسرحية "مصالحات" النظام

من جهة أخرى، أخلى النظام السوري سراح بضع مئات من المعتقلين، معظمهم من سجن دمشق المركزي تحت ما يطلق عليه "مصالحات"، عشية عيد الفطر المبارك، وذلك من فرع حزب "البعث العربي الاشتراكي" واجهة النظام السوري الحزبية.

وذكرت وكالة "سانا"، التابعة للنظام، أن هذه العملية تأتي ضمن ما يسمى "تعزيز المصالحة الوطنية"، ونقلت عن وزير العدل في النظام، القاضي المستشار هشام الشعار، في كلمة خلال إخلاء سبيل الموقوفين في مبنى فرع الحزب إنه "تم إخلاء سبيل 672 موقوفا في عدد من المحافظات، أغلبهم من سجن دمشق المركزي وعددهم 588 موقوفا بينهم 91 امرأة".

ويفيد ناشطون أنّ قلة ممن تم إطلاق سراحهم هم معتقلون على خلفية نشاطهم المناهض للنظام خلال السنوات الأخيرة، وأن هؤلاء ما زالوا قيد المحاكمة أي ممنوعين من السفر، ومطلوبين إلى المحكمة التي قد تصدر أحكاماً بحقهم مخففة استنادا إلى التهم الموجهة لهم، وغالبيتهم قضوا في معتقلات النظام مدة أكثر من الأحكام التي قد تصدر بحقهم، معتبرين أن العملية لا تتعدى كونها مسرحية مبتذلة اعتاد عليها السوريون الفترة الماضية.

ولفت ناشطون إلى أن "الشيء اللافت في هذه المرة هو إطلاق سراح المعتقلين من فرع الحزب، وهي محاولة لإعادة تقديم الحزب كسلطة قائمة وفاعلة، بعدما اضمحل دوره في ظل هيمنة الأجهزة الأمنية والمليشيات المسلحة".

وتفيد تقارير بأن أكثر من 200 ألف سوري معتقلون أو مغيبون في سجون النظام، في حين قتل آلاف المعتقلين إما تحت التعذيب أو جراء عدم توفر الرعاية الطبية والنظافة العامة، ومنهم مَن هو موقوف منذ سنوات بانتظار صفقات المبادلة حيث يستخدمهم النظام لإبرام صفقات تبادل مع الفصائل المسلحة المعارضة أو الإسلامية في الغالب، تكون لصالح المليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب النظام.

وفي سياق آخر، أصدر "المجلس المدني لمدينة الرقة" عفوا عن 83 عنصرا متهمين بالانتماء لتنظيم "داعش"، ضمن ما سمي بادرة حسن نية، وتفيد المعلومات الواردة بأن عملية إطلاق سراح هؤلاء تمت في بلدة عين عيسى.

ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن القيادية في المجلس، ليلى مصطفى، خلال كلمة لها، إن الإفراج عن عناصر التنظيم، تم لأن أيديهم لم تلطخ بالدماء، ولأنهم لم يتقلدوا أي مواقع قيادية في التنظيم. في حين بين عضو المجلس، عمر علوش، أنه لن يعفو أبدا عن المسؤولين الكبار في التنظيم أو أي شخص تلطخت يداه بالدماء، موضحا أنهم يمنحون هؤلاء الرجال فرصة ثانية.

يشار إلى أن هناك ناشطين يفيدون بوجود آلاف الأشخاص المعتقلين أو المحتجزين في معسكرات خاصة، في مناطق سيطرت عليها قسد، بتهمة الانتماء إلى "داعش".