فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الـ41 ليوم الأرض

فلسطينيو الداخل يحيون الذكرى الـ41 ليوم الأرض

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
30 مارس 2017
+ الخط -
يحيي الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني، الذكرى الحادية والأربعين ليوم الأرض الأول الذي فجر مواجهات دموية بين الحكومة الإسرائيلية، برئاسة إسحاق رابين، وبين الفلسطينيين في مدن وبلدات الجليل والمثلث والنقب، في الثلاثين من شهر مارس/آذار 1976، مع إعلان الإضراب العام والشامل، ردا على قرار لحكومة إسرائيل بمصادرة أكثر من 21 ألف دونم من أراضي سهل البطوف، في مثلث القرى، سخين عرابة ودير حنا.

ومن المقرر أن يتم، اليوم الخميس، إحياء هذه الذكرى من خلال مسيرة مركزية تنطلق من سخنين باتجاه بلدة دير حنا مرورا بقرية عرابة، ليجري مهرجان خطابي في دير حنا في الرابعة من بعد الظهر.

في المقابل ستجري في أراضي النقب، وتحديدا في قرية أم الحيران، مراسم لزراعة أشتال الزيتون، ردا على الهجوم الذي شنته قوات الشرطة الإسرائيلية في 18 يناير/كانون الثاني من هذا العام على القرية، في سعيها لهدم بيوتها تمهيدا لإخلائها وانتزاع أهلها منها، وسط إطلاق النار بدم بارد على المربي يعقوب موسى أبو القيعان، مما أسفر عن استشهاده بعد ساعة من إطلاق النار عليه، ورفض القوات الإسرائيلية تقديم الإسعافات الأولية له، أو السماح لطواقم الإسعاف بدخول القرية لنقله إلى المستشفى.

وتأتي الذكرى الحادية والأربعون ليوم الأرض الأول لإحياء ذكرى الشهداء الستة الذين سقطوا فيه برصاص الشرطة الإسرائيلية، خمسة منهم من أراضي فلسطين التاريخية وهم: خير ياسين من قرية عرابة، الذي كان أول من سقط من شهداء يوم الأرض، عشية الإضراب أي في التاسع والعشرين من آذار/مارس، وخضر خلايلة، وخديجة شواهنة ورجا أبو ريا، من مدينة سخنين، ومحسن طه من قرية كفركنا الجليلية، ورأفت الزهيري من مخيم نور شمس الذي استشهد في المظاهرات التي شارك فيها يومها في مدينة الطيبة في المثلث.

وكانت الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود، قد استعدوا لمواجهة الإضراب العام الذي أعلنته لجنة الدفاع عن الأراضي منذ مطلع فبراير/شباط 1976، بعد إعلان أوامر مصادرة الأراضي في منطقة سخنين وعرابة ودير حنا، وتبني هذا الاجتماع من قبل رؤساء المجالس والبلديات المحلية، الذين أصروا على قرار الإضراب، رغم الضغوط التي مارستها الحكومات الإسرائيلية عليهم، حيث تراجع قسم من المحسوبين على السلطة عن قرار الإضراب، لكن رؤساء 13 بلدة محلية، وعلى رأسهم الشاعر الفلسطيني، توفيق زياد، رئيس بلدية الناصرة، آنذاك، وجمال طربية رئيس مجلس محلي سخنين، وحنا مويس وآخرن أصروا على قرار الإضراب والالتفاف حول لجنة الدفاع عن الأراضي.

واستبقت شرطة الاحتلال يوم الأرض، بنشر آلاف العناصر في محيط البلدات العربية في الجيل والمثلث وإعلان حظر منع التجول ليلة يوم الأرض، في البلدات الفلسطينية، كما دخلت مدرعات ومركبات مصفحة إلى البلدات الفلسطينية في الجليل والمثلث، وهو ما فجر في عرابة المواجهات مع الشرطة الإسرائيلية وعناصر الحدود، وأسفرت المواجهات ليلتها عن سقوط أول شهداء الأرض خير ياسين.

وامتد الإضراب الذي أعلنته لجنة الدفاع عن الأراضي، وشمل كافة القرى والبلدات الفلسطينية في الداخل، وشكل أول حالة مواجهات عنيفة بين فلسطينيي الداخل وبين قوات الأمن الإسرائيلية المختلفة، التي قمعت التظاهرات بقسوة شديدة مستخدمة العيارات النارية والقنابل المسيلة للدموع، وهو ما أسفر عن إصابة المئات بجروح في مختلف أنحاء المثلث والجليل والنقب، ناهيك عن اعتقال المئات من المتظاهرين، مقابل شل حركة الاقتصاد الإسرائيلي، والحياة العامة في إسرائيل في يوم الأرض الأول.

وعشية إحياء الذكرى الحادية والأربعين ليوم الأرض، أصدرت لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، أمس الأربعاء، بيانا خاصا دعت فيه الفلسطينيين في الداخل إلى المشاركة في فعاليات يوم الأرض.

وقال البيان: "تهيب لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، بجماهير شعبنا للمشاركة الواسعة في مسيرة يوم الأرض الكبرى، التي ستجري في دير حنا في الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم غد الخميس، لتنتهي بمهرجان خطابي". وتؤكد لجنة المتابعة أن المشاركة الجماهيرية الواسعة ستكون ردنا الجماهيري، على قانون "كامينيتس" الحكومي العدواني، الذي يهدف لتسريع تدمير عشرات آلاف البيوت العربية، بذريعة "البناء غير المرخص".

وكانت لجنة المتابعة قد أكدت في بيان سابق لها، أن جماهيرنا المترسخة في وطنها، وطن الآباء والأجداد، كانت على العهد في معارك الأرض والمسكن، التي شهدناها في الأشهر الأخيرة القليلة الماضية، إن كان في أم الحيران، أو في قلنسوة ووادي عارة. وقد فاجأ الجرف الجماهيري الواسع، في النشاطات الوحدوية التي دعت لها المتابعة والهيئات الشعبية، الجالسين في رأس هرم الحكم، والأجهزة الأمنية، الذين كما يبدو راهنوا على سكوت جماهيرنا، أمام جرائم التدمير.

ذات صلة

الصورة
طفل مصاب بالسرطان ووالدته من غزة في مستشفى المطلع في القدس في 17 أكتوبر 2023 (أحمد غرابلي/ فرانس برس)

مجتمع

قرّرت المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي إعادة 20 مريضاً فلسطينياً مصاباً بالسرطان، من بينهم أطفال، إلى قطاع غزة المحاصر رغم تهديد حياتهم بالخطر.
الصورة

مجتمع

ألم وفقدان تعيشهما عائلة الطفل الفلسطيني رامي حمدان الحلحولي الذي أرتقى في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة برصاص قناص إسرائيلي.
الصورة

سياسة

في المناطق المحاذية للحدود الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة وتلك التي على مقربة من النقاط التي تعرّضت للقصف الإسرائيلي، جال "العربي الجديد"، والشوارع شبه خالية من السيارات، إذ تسير عليها آليات الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
الصورة
لمى غوشة (هبة أصلان/فرانس برس)

منوعات

بعد عشرة شهور قضتها الصحافية المقدسية لمى غوشة في الحبس المنزلي، تتحدث لـ"العربي الجديد" عن هذه التجربة، وتأثيرها عليها كفلسطينية وكأم تعيش تحت نير الاحتلال.