العبادي يسلم الحدود العراقية السورية لـ"الحشد الشعبي"

العبادي يسلم الحدود العراقية السورية لـ"الحشد الشعبي"

16 فبراير 2017
ستتولى "الحشد" مهمة "حفظ الأمن" (Getty)
+ الخط -



كشف مصدر حكومي عراقي مطلع، اليوم الخميس، عن موافقة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على تولي مليشيا "الحشد الشعبي" ملف السيطرة على الحدود العراقية السورية، فيما أكد قيادي بالمليشيا أن "الحشد" ستتولى مهمة حفظ الأمن على أغلبية الحدود بين البلدين، التي تمتد مسافة 612 كيلومتراً.

وقال زعماء قبليون عراقيون أن تسليم الحدود للمليشيات يعني تحويل العراق إلى معبر لمرور السلاح الايراني إلى النظام السوري.

وأشار المصدر إلى أن قيادة "الحشد الشعبي" طلبت خلال اجتماعها بالعبادي، أمس الاربعاء، أن تكلف المليشيا رسميّاً بمهام حفظ الأمن على الحدود العراقية السورية، لمنع تسلل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، موضحا خلال حديثه مع "العربي الجديد" أن "رئيس الوزراء العراقي وافق على طلب المليشيا".

وأضاف أن "الحشد الشعبي موجودة أصلا قرب الحدود العراقية مع سورية بعناصرها ومعداتها"، مؤكدا أنها "تبحث عن غطاء رسمي لتواجدها في المناطق الحدودية لتجنب قصف طيران التحالف الدولي".

ولفت إلى نية المليشيا شن حملات عسكرية قريبة لتطهير جميع القرى والبلدات العراقية المحاذية للحدود مع سورية، مبينا أن استمرار سيطرة تنظيم "داعش" على بلدة تلعفر غرب الموصل يعرقل جهود "الحشد" التي تهدف لتأمين تنقلاتها في المناطق الغربية للموصل التي تمتد حتى الحدود مع سورية.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم مليشيا "النجباء" المنضوية ضمن فصائل "الحشد الشعبي"، هاشم الموسوي، اليوم الخميس، إن إسناد مهمة تأمين الحدود العراقية السورية لـ"الحشد" جاء باعتباره جزءاً من المؤسسة العسكرية العراقية، مؤكداً خلال تصريح صحافي أن العبادي وافق على هذه المهمة التي ستقوم "الحشد الشعبي" بموجبها بمسك الأمن على طول الحدود العراقية السورية.

وأضاف أن "العبادي لم يبد ممانعة من مشاركة "الحشد الشعبي" في عمليات تحرير الساحل الأيمن للموصل مبدئيا"، مبينا أن المشكلة تتعلق بنوعية المعركة التي ستتم في الجهة اليمنى للموصل، فهل ستحتاج إلى "الحشد الشعبي"، أم سيتم الاكتفاء بالجيش وجهاز مكافحة الإرهاب؟ 

واجتمع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس الاربعاء، بقيادات مليشيا "الحشد الشعبي"، بحضور نائب رئيس المليشيا، أبو مهدي المهندس، وعضو البرلمان، القيادي في المليشيا، هادي العامري، وقيادات مليشاوية أخرى.

وفي سياق متصل، رفض عضو مجلس أعيان نينوى، محمد الجبوري، اليوم الخميس، تكليف المليشيات بمهام الإمساك بالأمن على الحدود العراقية السورية، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن المليشيا ستحول العراق إلى "معبر لمرور السلاح الإيراني إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد".

وأضاف أن "الحدود العراقية مع جميع الدول، وخصوصا سورية، يجب أن تمسك من قبل قوات خاصة مدربة لا تحمل ميولا طائفية"، مبينا أن تسليم الحدود إلى فصائل مسلحة تدين بالولاء لإيران، يعني كارثة قد تأتي بنتائج لا تحمد عقباها.

ودعا الحكومة العراقية إلى التراجع عن هذه الخطوة، مشدداً على ضرورة إرسال قوة من جهاز مكافحة الإرهاب الذي يمتلك خبرة كبيرة في قتال العصابات، إذا كان الهدف بالفعل تأمين الحدود، وإغلاقها بوجه عناصر تنظيم "داعش".