صحيفة فرنسية: تعاون مصري إسرائيلي سري في سيناء

صحيفة فرنسية: تواصل منتظم بين السيسي ونتنياهو ضمن تنسيق سري في سيناء

26 نوفمبر 2017
الصحيفة: إسرائيل تقدّم لمصر معلومات تقنية (Getty)
+ الخط -

من بين الردود التي عبّرت عن تضامنها مع مصر، إثر الاعتداء الإرهابي الذي ضرب، يوم الجمعة الماضي، مسجد بئر العبد في سيناء، وأدّى إلى مقتل 305 أشخاص، لفتت انتباه صحيفة لوجورنال دي ديمانش الفرنسية تغريدة على تويتر لوزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، كتب فيها "إسرائيل تتكاتف مع مصر، وقد حان أوان تشكيل جبهة إقليمية لمكافحة الإرهاب".

وترى الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد أن هذه التغريدة لا يمكن أخذها بمأخذ الهزل. فـ"القاهرة وتل أبيب تتعاونان، بشكل وثيق، في سيناء، التي يقضمها الجناح المصري في تنظيم داعش ولاية سيناء".  

وتضيف الصحيفة الفرنسية أنه إذا كان هذا التعاون بين عسكريين وأجهزة أمنية موجوداً منذ توقيع معاهدة السلام بيت البلدين؛ سنة 1979، فقد تعزّز منذ وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السلطة سنة 2014.

وتنقل الصحيفة الفرنسية عن دافيد خالفا، الباحث في معهد الاستشراف والأمن في أوروبا، قوله: "إن الرئيس السيسي يتواصل، بشكل منتظم، مع بنيامين نتنياهو، كما تفعل الجيوش فيما بينها، في معظم الأحيان. وحين كان السيسي على رأس الاستخبارات العسكرية تعرّف على الرئيس الحالي لهيئة الأركان الإسرائيلي، غادي إيزنكوت، الذي كان حينها مكلّفاً بإدارة العمليات داخل تساهال. ويعرف أحدهما الآخر معرفة جيدة كما يقدّر أحدهما الآخر".

ترى الصحيفة أن هذا التواصل مرتبطٌ بشكل وثيق بشبه الجزيرة المصرية، فهي، في آنٍ واحد، توجد على حدود قطاع غزة، كما أنها تعتبر جهة محورية لتجارة المخدرات ومنصة استراتيجية بفضل أنابيب الغاز التي تزوّد إسرائيل والأردن. 

وتضيف صحيفة لوجورنال دي ديمانش أن "الدولة العبرية تتابع ما يجري في سيناء، عن قرب، خصوصاً أن بعض العمليات استهدفت أراضيها، ومن بينها محطة إيلات سنة 2011، إضافة إلى هجمات على جنودها في الحدود سنتي 2012 و2014".

ويكشف دافيد خالفا في هذا الصدد أن إسرائيل تقدّم لمصر معلومات تقنية، خاصة ما يتعلق بتحديد مواقع خلايا منظمة ولاية سيناء.

وفي هذا الصدد تنقل وحدة 8200، المكلفة بالمعلومة الإلكترومغناطيسية، صُوَر ساتالايت وصوراً جمعتها طائرات درون الشبحية القتالية. ومنذ 2014 نفّذت إسرائيل ضربات عدة من أراضيها بواسطة طائرات بلا طيار قتالية مستهدفة خلايا تنشط على حدودها.

كما أن الجيش المصري لديه تعطّش للحصول على النصائح والاستشارات من أجل التصدي للتمرّد المتشدد، الذي يستخدم حرب عصابات في هذه المنطقة القاحلة.

كذلك يطلب الجيش المصري المساعدة من قبائل البدو التي تتحالف مع السلطة المصرية، مقابل تنفيذ استثمارات في الزراعة والطاقة أو السياحة.

وترى الصحيفة الفرنسية أنه على الرغم من شدّة هذا التعاون بين إسرائيل ومصر فإنه لا يزال سرّيّاً: "لأنّ هذا الموضوع، كما يقول الباحث دافيد خالفا، بالغُ الحساسية بالنسبة للمصريين والمثقفين، كما أن بعض الشخصيات السياسية تعارضه بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

ولهذا السبب: "تحيط تساهال (قوات الجيش الاسرائيلي) هذا التعاون التكتيكي بنوع من السرية تجنّباً لوضع القاهرة في مأزق. ويجري الحديث عن انتشار نحو 3500 جندي مصري في سيناء، وهو انتهاكٌ لمعاهدة السلام الموقعة سنة 1979، التي تنص على جعل شبه جزيرة سيناء منزوعة السلاح".

وتعود الصحيفة الفرنسية للحديث عن لقاء السيسي مع نتنياهو في أثناء الاجتماع العام للأمم المتحدة، في سبتمبر/ أيلول الماضي، فترى فيه تحطيماً للتابو. ثم تنهي الصحيفة الفرنسية مقالها بالتساؤل حول "ما إذا كان هذا التحالف بين البلدين سيصبح مستداماً أم يظلّ تكتيكياً، ليس غير"؛ أي "خلال فترة تفكيك هذا الجناح المصري لتنظيم الدولة الإسلامية".