هل كرّرت السعودية خطأي حصار قطر وحرب اليمن بلبنان؟

"ميدل إيست آي": السعودية كرّرت خطأي حصار قطر وحرب اليمن في لبنان

16 نوفمبر 2017
عودة الحريري إلى لبنان السيناريو الأكثر ترجيحا (Getty)
+ الخط -
قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن السعوديين لم يتوقعوا ردود الفعل اللبنانية على استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة. وجاء في تقرير للموقع نشر أمس الأربعاء: "من غير المستغرب أن السعوديين أخطأوا في تقدير العنصر الحاسم في رد فعل المواطنين اللبنانيين تجاه سياسة السعودية الخارجية ضد لبنان".

ورأى الموقع أن "السعودية كررت نفس الخطأ الذي ارتكبته أثناء الحصار المفروض على قطر والحرب على اليمن. في جميع الأحوال، لم تكن الملكية السعودية تهتم بردود المواطنين في تلك البلدان أو تقدرها"، وهو ما جعل استقالة الحريري سببا في "توحيد الأطراف في دولة نادرا ما تكون موحدة".

وأضاف: "داخل لبنان كان واضحا للجميع، بما في ذلك حركة المستقبل بقيادة الحريري، أن الأخير أجبر على التنحي. ومنذ البداية، رأى غالبية اللبنانيين، بمن فيهم حزب الله، أن الاستقالة إهانة لكرامة الحريري وسيادة البلاد، وأرادوا من رئيس الوزراء العودة".

كما أن تماسك الدولة اللبنانية أدى إلى موجة من الدعم الدبلوماسي الدولي للبنان، بدءا من روسيا، وانتهاء ببيان من وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، الذي قال: "تحذر الولايات المتحدة أي طرف داخل لبنان أو خارجه من استخدام لبنان مكانا للصراعات بالوكالة، أو أي سلوك يسهم في زعزعة الاستقرار في ذلك البلد".

ورغم أن الموقع البريطاني قال إنه "يبدو أن الخطة السعودية المصممة من قبل ولي العهد المتهور عديم الخبرة قد اصطدمت بالجدار في الوقت الحاضر"، إلا أنه نبه إلى أن لـ"السعودية أوراقا أخرى للعب من أجل دفع لبنان للامتثال".

وفي هذا السياق، استحضر "ميدل إيست آي"، بالإضافة إلى إمكانية تدخل إسرائيلي، حديث الحريري في آخر مقابلة له عن اللبنانيين العاملين في الخليج وأهمية مساهمتهم في الاقتصاد المحلي. إذ تسود مخاوف من تداعيات الأزمة على نحو نصف مليون مغترب لبناني. كما تتوجس المصارف اللبنانية من خسارة الأموال السعودية المودعة لديها. غير أن هاتين الخطوتين ستؤثران سلبا كذلك على السعودية.

ويبقى السيناريو الأكثر ترجيحا عودة الحريري إلى لبنان وتقديمه الاستقالة شخصيا للرئيس ميشال عون ثم تبدأ عملية التفاوض على شروط تشكيل حكومة جديدة والتحضير للانتخابات البرلمانية المقبلة.

المساهمون