سلو ينشق عن "قسد"... وخسائر كبيرة للنظام في الغوطة

سلو ينشق عن "قسد"... وخسائر كبيرة للنظام في الغوطة الشرقية

16 نوفمبر 2017
انتقل سلو إلى الأراضي التركية (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
برز خبر انشقاق العقيد طلال سلو، عن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي كان متحدثاً رسمياً لها، عن غيره من التطورات السورية، أمس الأربعاء؛ إذ هو أول شخصيةٍ رفيعة تترك "سورية الديمقراطية"، وكان يُعتبر الوجه التركماني البارز ضمن هذه القوات، التي تُشكّل "وحدات حماية الشعب" (الذراع المسلحة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) عمادها الأساسي بالقيادات والعناصر.

جاء ذلك في وقت تتواصل فيه المعارك في أكثر من منطقة سورية، إذ استمرت الاشتباكات بين قوات النظام السوري وتنظيم "داعش" في محيط البوكمال في ريف دير الزور، بالتزامن مع تواصل معارك بين هذه القوات و"هيئة تحرير الشام" في ريف حماة الشرقي؛ أما في غربي حلب، فبقي التوتر سيد الموقف بين "الهيئة" و"حركة نور الدين زنكي"، في وقت دخل فيه هجوم فصائل معارضة على "إدارة المركبات" في حرستا شرقي دمشق يومه الثاني.

وكان خبر انشقاق سلو أمس مفاجئاً، وهو وصل، فجر أمس، إلى مدينة جرابلس، قبل أن يتم نقله إلى الأراضي التركية القريبة، بحسب معلوماتٍ متطابقة ذكرتها لـ"العربي الجديد" مصادر عدة في الجيش الحر. وقال نائب رئيس هيئة الأركان في الحكومة السورية المؤقتة، العقيد هيثم العفيسي، لـ"العربي الجديد"، أمس الأربعاء، أن انشقاق سلو، تم بالتنسيق مع الجيش السوري الحر، وسيتم لاحقاً الإعلان عن تفاصيل موسعة.
والعقيد سلو من مواليد بلدة الراعي في ريف حلب الشرقي، سنة 1965، وتخرج من الكلية الجوية العسكرية عام 1987 برتبة ملازم. دخل السجن عام 2004 بتهمٍ سياسية لمدة عامين، قبل إطلاق سراحه وتسريحه برتبة مقدّم. لم يظهر سلو مع بداية الثورة السورية عام 2011، لكنه شكّل سنة 2013، ما كان يُعرف بـ"لواء السلاجقة"، وهو فصيل مسلح نَشطَ في ريف حلب الشرقي، قبل أن يغيب عن الساحة، ليعود سلو مجدداً للظهور سنة 2015، مع بدايات إعلان تشكيل "سورية الديمقراطية"؛ إذ عُيّن متحدثاً رسمياً لهذه القوات المدعومة أميركياً.

في غضون ذلك، تجدد القتال بين قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، على الضفة الغربية لدير الزور، وسط قصف مدفعي وجوي من جانب قوات النظام والطيران الروسي على محاور الجبهات المشتعلة. واستهدفت الغارات، قرى وبلدات، صبيخان والدبلان والجلاء والصالحية ومناطق أخرى على الضفة الغربية لنهر الفرات، كما امتد القتال إلى ريف البوكمال، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين في منطقة مطار الحمدان والتجمّعات السكنية المحيطة شمال غربي البوكمال.
وقالت قوات النظام عبر إعلامها الرسمي، إنها تواصل حملة "تطهير" مناطق ريف دير الزور، من تواجد "داعش"، بينما قال التنظيم إنه هاجم مواقع قوات النظام قرب قرية الحمدان وفجّر فيها عربة مفخخة، كما اشتبك مقاتلوه مع مجموعة للنظام حاولت التسلل إلى أطراف القرية، مما أدى لمقتل عناصر من المليشيات وتدمير دبابتين وإعطاب أخريين.

وذكرت مصادر محلية أن تنظيم "داعش" سيطر على مواقع عدة، فجر الأربعاء، بعد انسحاب قوات النظام من منطقتي ثليثوات وتل مكحول في البادية السورية بريف دمشق، من دون اشتباكات بين الطرفين. وقال متحدث باسم "جيش مغاوير الثورة"، إن قوات النظام انسحبت من مواقع لها قريبة من قاعدة التنف العسكرية، نحو منطقة السبع بيار بالقلمون الشرقي في ريف دمشق، لأنها غير قادرة كما يبدو على تغطية المساحات التي سيطرت عليها في تلك المنطقة، وهي تحاول التركيز على مدينة البوكمال الحدودية التي ما زالت غير قادرة على دخولها حتى الآن.


من جهتها، أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" أنها أحبطت هجوماً لمقاتلي "داعش" على حقل التنك النفطي وقرية شل في ريف دير الزور، وقتلت 14 من المهاجمين، ودمرت عدداً من عرباتهم. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن قوات "سورية الديمقراطية" بدعم من طيران التحالف الدولي، بدأت هجوماً من محور حقل التنك النفطي باتجاه أطراف بلدة أبو حمام الواقعة في شرق نهر الفرات، في محاولة للسيطرة على المنطقة، وحصر "داعش" في نحو 11 قرية وبلدة على ضفاف الفرات الشرقية، في المنطقة الواقعة بين بلدة الشحيل التي سيطرت عليها "سورية الديمقراطية" وبلدة أبو حمام التي تحاول السيطرة عليها، وذلك بغية إجبار مقاتلي التنظيم على الانسحاب من دون قتال من القرى والبلدات التي ستخضع للحصار بعد إتمام هذه العملية.

من جهة أخرى، فإن قوات النظام ومليشيات تساندها، تواصل منذ أيام تقدّمها على حساب "هيئة تحرير الشام" في ريف حماة الشرقي، ضمن معارك يغطيها نارياً الطيران الروسي. وأمس الأربعاء، سيطرت قوات النظام والمليشيات على عدة قرى أبرزها الحزم، قصر شاوي، وتلتي المحصر والبنات، بعد تقدمها من محور ناحية الحمرا، خلال عملياتٍ عسكرية كانت بدأتها هذه القوات قبل أسبوع.

إلى ذلك، تقلصت رقعة المواجهات بين "هيئة تحرير الشام" من جهة، و"حركة نور الدين الزنكي" من جهة أخرى، في ريف حلب الغربي، لكنها لم تتوقف فعلياً، إذ تدور اشتباكات بين الطرفين في عدة نقاط مواجهة هناك. وعلى الرغم من إبداء "الزنكي" في بيانٍ لها، مساء الثلاثاء، "استعدادها التام لوقف هذا الاقتتال وفق شروط تضمن رد الحقوق والمظالم واستقرار الثورة واستمرارها"، لكنها رمتْ، في الوقت نفسه، الكرة في ملعب "الهيئة"، قائلة "لم نر موقفاً واضحاً لهيئة تحرير الشام يبيّن صدقها بالموافقة" على المبادرات العديدة التي تم طرحها لوقف القتال.
وأعلنت "الهيئة" موقفاً مشابهاً، إذ قالت إنها تسعى لحل الخلاف بالتفاوض، ولكنها ستواصل القتال إذا لزم الأمر، متهمة "الزنكي" بعدم التجاوب مع المبادرات المطروحة لوقف إطلاق النار، الذي كان قد تم التوصل إليه الأحد، بعد أربعة أيامٍ على بدء القتال بين الطرفين.

في موازاة ذلك، دخلت معركةٌ فتحتها فصائل تقاتل النظام السوري في الغوطة الشرقية، يومها الثاني، إذ تواصلت المعارك أمس في محيط "إدارة المركبات" التي تُعتبر من أضخم ثكنات النظام العسكرية ضمن الحدود الإدارية للغوطة الشرقية، وتقع تحديداً في مناطق ضمن حرستا قريبة من بلدة عربين. وبدأت القوات المهاجمة تحركاتها في هذه المعركة الثلاثاء، عبر مهاجمة "إدارة المركبات" من ثلاثة محاور، ما أدى، خلال اليوم الأول، إلى مقتل اللواء في قوات النظام وليد خواشقي، مع ضباطٍ وجنودٍ آخرين. وتتحفظ القوات المهاجمة على كشف معلوماتٍ حول طبيعة وهدف هذه المعركة؛ لكن وسائل إعلام موالية للنظام، أكدت وقوع خسائر كبيرةٍ لهذه القوات في الهجمات خلال اليومين الماضيين.

المساهمون