"قسد" تستحوذ على أهم منابع النفط...و160 ضحية لمجزرة الأتارب

"قسد" تستحوذ على أهم منابع النفط... و160 ضحية لمجزرة الأتارب

أحمد حمزة

avata
أحمد حمزة
15 نوفمبر 2017
+ الخط -

بالتزامن مع مواصلة قوات النظام تقدمها في ريف دير الزور الجنوبي وتعزيز سيطرتها على الشريط الحدودي مع العراق هناك، على الرغم من فشلها في اقتحام البوكمال حتى مساء أمس الثلاثاء، تتقدّم "قوات سورية الديمقراطية" في الريف الشرقي للمحافظة، واضعةً يدها على أهم منابع النفط السورية. وبينما ارتفع أمس الثلاثاء عدد ضحايا قصف الطيران الحربي لمدينة الأتارب (عصر الإثنين) لنحو ستين قتيلاً ومائة جريح، فإن طرفي "الاقتتال" المُستمر منذ أسبوع غربي حلب وهما "هيئة تحرير الشام" و"حركة نور الدين الزنكي"، استأنفا الاشتباكات، بعد تعثّر تنفيذ اتفاق وقف إطلاق نار رعته مجالس محلية مساء الأحد.

ففي دير الزور، قال "المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية" أمس الثلاثاء، إن هذه القوات المدعومة أميركياً، سيطرت على "قرية الشل الغربي، جنوب شرقي دير الزور من مرتزقة داعش بعد اشتباكات عنيفة"، بعد أن نفّذ مقاتلوها "ليلة أمس عملية عسكرية لتحرير قرية الشل الغربي الواقعة على بعد 40 كيلومتراً جنوب شرقي دير الزور".

كذلك، ذكر المركز ذاته، أن عملية "عاصفة الجزيرة"، تواصل تقدمها "بقوة في ريف دير الزور الشرقي واستطاع مقاتلو قسد تحرير حقل التنك وقتل 19 من المرتزقة"، مضيفاً أن "قوات سورية الديمقراطية أطلقت البارحة معركة جديدة لتحرير حقل التنك وشركة النفط في هذا الحقل، الذي شهد اشتباكات قوية ومعارك عنيفة استطاع المقاتلون من خلالها انتزاع الحقل من المرتزقة".


وبسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" على حقل التنك شرقي دير الزور، تكون قد عززت بسط نفوذها على أهم منابع النفط السورية، بعد أن كانت قد أخضعت في الأسابيع القليلة الماضية، حقول كونيكو والعمر والجفرة وغيرها؛ بينما يرجح أن تتجه الآن لطرد "داعش" من آخر جيوبه قرب الحدود السورية –العراقية بريف دير الزور الشرقي، بالتزامن مع حملة النظام العسكرية ضد جيوب التنظيم في المناطق الصحراوية عند الحدود جنوب دير الزور، وبريفها الغربي.

وأمس الثلاثاء، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بأن قوات النظام ومليشيات مدعومة إيرانياً، أكملت بسط نفوذها على معظم الشريط الحدودي بين سورية والعراق، جنوب دير الزور، بعد معارك غطّاها الطيران الحربي الروسي، مع مسلحي "داعش" هناك.

ويرى محللون عسكريون، أن قوات النظام، وبعد أن وجدت مقاومة شرسة في البوكمال، اتجهت لمحاولة تطويق المدينة، وقطع خطوط الإمداد كافة عنها، قبل فتح المعركة مع تنظيم "داعش"، الذي سيخسر آخر معقلٍ مهم له في سورية، مع حسم معركة البوكمال.


60 قتيلاً بمجزرة الأتارب

إلى ذلك، ارتفع لحوالى 160 عدد ضحايا مجزرة مدينة الأتارب، الذين سقطوا عصر الإثنين بقصف جوي يُرجح أنه روسي، على سوق المدينة في ريف محافظة حلب الغربي. وقال "مركز الأتارب الإعلامي" إن حصيلة ضحايا القصف الجوي الروسي على سوق مدينة الأتارب بلغت 60 قتيلاً، وأكثر من مائة جريح توزعوا على المستشفيات الميدانية في ريف حلب وإدلب، مشيراً إلى أن الحالات الخطرة تم نقلها إلى تركيا.

من جهته، أفاد الدفاع المدني بأنه تمكّن من انتشال 53 جثة وعشرات المصابين من تحت أنقاض الهجوم الدامي، في حين لا تزال فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مفقودين، مشيراً إلى أنه من بين القتلى عشرة من عناصر الشرطة السورية الحرة، إذ أصابت إحدى الغارات مركزاً للشرطة.

واستهدف القصف الجوي بشكل أساسي، سوق المدينة الشعبي، وأحياء سكنية قربه، ما أدى إلى وقوع دمار واسع في السوق ومنازل المدنيين. وقد أوقفت مديرية التربية والتعليم في الأتارب الدوام في المدارس، خشية تجدد القصف، في حين شهدت المدينة حركة نزوح إلى القرى والبلدات المحيطة في ريف حلب الغربي، والذي هو مع الأتارب، ضمن منطقة "خفض التصعيد" التي تم الاتفاق عليها في "أستانة" وتشمل محافظة إدلب وغربي حلب وشمال حماة.

وعلمت "العربي الجديد" أن "وفد قوى الثورة العسكري إلى أستانة" أرسل مذكرة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حول مجزرة الأتارب، طالبهم فيها بتحمل المسؤولية كونهم معنيين بمحادثات أستانة ومراقبين لها، مشيراً إلى أن "الضامن الروسي هو من قام بالقصف".

وبحسب ما أفادت به مصادر لـ"العربي الجديد"، ألقت الطائرة الحربية أربعة صواريخ دفعة واحدة على السوق المكتظ بالمدنيين، أتبعتها بغارتين، كل غارة بصواريخ شديدة الانفجار، في الوقت الذي امتنعت فيه وزارة الدفاع الأميركية عن كشف تسجيلات الرادار، لمعرفة هوية الطائرات التي نفذت الهجوم، سواء أكانت روسيا أو تابعة للنظام، بينما اتهم الائتلاف السوري روسيا بالوقوف وراء المجزرة وحملها المسؤولية الكاملة.

وفيما نقلت وكالة "الأناضول" عن المتحدث باسم البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط إريك باهون قوله "لا نعرف من نفذ الغارات، ولا توجد لدينا معلومات بهذا الصدد، ومن ثم لا يمكننا الإشارة بأصابع الاتهام لروسيا أو النظام السوري"، فإن رئيس اللجنة الإعلامية لوفد قوى الثورة العسكري إلى أستانة، أيمن العاسمي، أوضح في حديث مع "العربي الجديد" أمس الثلاثاء، أن "التحالف الدولي بقيادة واشنطن يعلم جيّداً من هو المجرم الذي نفذ الغارة على الأتارب ويمتنع عن كشفه، مثلما يفعل دائماً".

من جهة أخرى، تجدّدت الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" و"حركة نور الدين الزنكي" في محور قرية عاجل بالقرب من بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي، وفق ما ذكرته مصادر محلية، بينما دارت اشتباكات متقطعة بين الطرفين في محاور تقاد والأبزمو. وجاء ذلك بعد تعثر صمود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي نزع مؤقتاً مساء الأحد، فتيل الاقتتال، بين "حركة نور الدين الزنكي" و"هيئة تحرير الشام"، والذي بدأ الأربعاء الماضي في مناطق بريف إدلب الشمالي، وتوسّع لاحقاً ليتركّز في ريف حلب الغربي.

ونص الاتفاق يومها، والذي تم التوصل إليه برعاية "مجلس مدينة الأتارب الثوري" و"مجلس وجهاء مخيمات أطمة" و"مجلس القبائل والوجهاء في الداخل السوري المحرر"، على "وقف إطلاق النار بدءاً من الساعة التاسعة مساء يوم 12-11-2017"، و"إطلاق سراح المعتقلين من الطرفين منذ بدء الخلاف"، و"تشكيل لجنةٍ من مجلس القبائل والوجهاء مع الشرعيين للعمل على جمع الطرفين"، على أن "ينتدب كل طرف ممثلين عنه للاجتماع مع الوجهاء والشرعيين لحل المسائل العالقة بين الطرفين، وتكون الأطراف ملزمة بقرار الشرعيين والمجلس".

لكن طرفي القتال، وعلى الرغم من موافقتهما على اتفاق الأحد، أبديا تحفّظاً وتبادل الاتهامات حول أسباب فشل الاتفاق، الذي لم يصمد سوى لساعات ظهر الإثنين.

على صعيدٍ آخر، ذكرت مصادر محلية أن قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات أجنبية ومحلية سيطرت، أمس الثلاثاء، على قرية سرحا القبلية في ريف حماة الشمالي الشرقي ومنطقة تل المحصر، بعد مواجهات عنيفة مع "هيئة تحرير الشام" تكبّد خلالها الطرفان خسائر بشرية.

يأتي ذلك، بعد أن أحرزت قوات النظام خلال الأيام القليلة الماضية تقدماً في ريف حماة الشمالي الشرقي، وسيطرت على العديد من القرى على الحدود الإدارية مع محافظة إدلب، كانت تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام".

ذات صلة

الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة

منوعات

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.
الصورة
المرأة السورية في المخيمات (العربي الجديد)

مجتمع

تعيش المرأة السورية المُهجّرة تحت وطأة معاناة كبيرة في ظل تحدّيات جمّة وأوضاع إنسانية مزرية تتوزع بين مرارة النزوح وقسوة التهجير في يوم المرأة العالمي.