مناشدات لحماية المدنيين بالساحل الغربي واستمرار معارك الموصل

مناشدات لحماية المدنيين بالساحل الغربي واستمرار معارك الموصل

20 يناير 2017
المدنيون يدفعون فاتورة معركة الموصل (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
وجّهت منظمات إنسانية عراقية، مناشدات لرئيس الوزراء حيدر العبادي، لوقف استخدام قواته السلاح الثقيل في الأحياء الشرقية للموصل، بعد تسجيل ارتفاع وصفته بـ"المخيف" في أعداد الضحايا المدنيين، محذرةً من تكرار السيناريو ذاته في تحرير الساحل الغربي.

وتجري داخل ما تبقى من أزقة وأحياء الموصل الشرقية، المجاورة نهر دجلة، معارك طاحنة منذ يومين، بغية استعادة السيطرة عليها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بينما سُجّل مقتل أكثر من 200 مدني نتيجة قصف الدبابات، والمقاتلات التابعة للتحالف الدولي.

وقال رئيس "جمعية السلام لحقوق الإنسان" العراقية محمد علي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "القوات العراقية تستخدم داخل أزقة الموصل دبابات البرامز والمدفعية الثقيلة، فضلاً عن القصف الجوي المكثّف، وهو ما أوقع العشرات من الضحايا غالبيتهم نساء وأطفال"، منبّهاً إلى أنّ "المدنيين يدفعون فاتورة هذه المعركة منذ الساعات الأولى لانطلاقها"، وفق قوله.

وفي السياق، أكدت عضوة "اللجنة المركزية لحقوق الإنسان" في الموصل هبة كريم، لـ"العربي الجديد"، أنّ "عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض في المدينة"، مشيرة إلى أنّ "معركة الساحل الشرقي شارفت على الانتهاء مع انتهاكات واسعة في حقوق المدنيين"، آملة "ألا يتكرر ذلك في معارك الساحل الغربي".

ولفتت كريم إلى وجود حوالى 600 ألف مدني يحتجزهم "داعش" في أحياء الساحل الغربي للموصل، ويمنع خروجهم منها، محذرة من "تكرار مأساة ما جرى في الساحل الشرقي للمدينة".

في الأثناء، أكد مسؤولون في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ ست مناطق فقط باقية خارج السيطرة، قبيل إعلان تحرير كامل الساحل الشرقي للموصل.

وأوضح ضباط في وزارة الدفاع العراقية، أنّ "نسبة ما تمت السيطرة عليها في الساحل الشرقي للموصل تبلغ أكثر من 95% حتى الآن"، مؤكدين استمرار المعارك رغم سوء الأحوال الجوية في المدينة.

وقال قائد المحور الشمالي لمعركة استعادة الموصل اللواء الركن نجم الجبوري، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّه "من المرجح أن تتم اليوم استعادة مناطق أخرى قرب دجلة"، مضيفاً أنّ "داعش يحاول تأخير حسم معركة الساحل الشرقي من خلال الانتحاريين والقناصة، لكن ليس إلى ما لا نهاية".

وأشارت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "المعارك تجري منذ فجر اليوم الجمعة بصورة متواصلة في أجزاء من حي العربي والرشيدية وبيسان شمال شرق الموصل، فضلاً عن مناطق تل التوبة، الوزراء، ورتاج".

وتساند مروحيات أباتشي أميركية بكثافة القوات العراقية، في معارك اليوم الجمعة، وفقاً للمصادر ذاتها، بينما رصد "العربي الجديد" عمليات قصف متبادلة بقذائف الهاون بين القوات، ومقاتلي تنظيم "داعش".

وقال العقيد في قوات اللواء الثاني بالجيش العراقي محمد عبد السلام، لـ"العربي الجديد"، إنّ "من تبقى من عناصر داعش وعددهم حوالى 200 عنصر فقط، لا خيار لهم سوى القتال أو الاستسلام"، مبيّناً أنّ "عبور نهر دجلة سباحة خيار غير متاح لهم حالياً فالطيران يغطي المنطقة بشكل كامل"، بحسب قوله.


وبدوره، قال قائد "جهاز مكافحة الإرهاب" العراقي الفريق عبد الغني الأسدي، في تصريح صحافي، إنّ "أغلب قادة داعش قتلوا خلال المعارك التي تخوضها القوات العراقية في الموصل"، مرجّحاً ألا تكون معركة استعادة الجانب الغربي للمدينة الذي لا يزال تحت سيطرة التنظيم، "أكثر صعوبة".

وكشف أنّ اجتماعاً سيعقد قريباً، تشارك فيه كل القيادات والتشكيلات العسكرية، من أجل تحديد موعد بدء عمليات استعادة السيطرة على الجهة الغربية للموصل.

وتوقع المتحدث باسم القوات العراقية المشتركة العميد يحيى رسول، أن يتم الإعلان عن بسط السيطرة على الشطر الشرقي لمدينة الموصل بشكل كامل في غضون الأيام المقبلة، لافتاً إلى أنّ القوات العراقية سيطرت، أمس الخميس، على مناطق جديدة في الساحل الشرقي.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قد بحث، أمس الخميس، آخر تطورات معركة الموصل مع قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل.

وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي، إنّ "اللقاء ناقش أيضاً التقدّم الذي تحقّقه القوات العراقية في المعركة، فضلاً عن تدريب وتسليح القوات العراقية"، مبيّناً أنّ "فوتيل قدّم تهنئته للقوات العراقية التي تحقق انتصارات في الموصل"، مؤكداً التزام الولايات المتحدة والتحالف الدولي، "بدعم العراق في حربه على الإرهاب، وتدريب القوات العراقية وتسليحها"، بحسب البيان.