استعادة وشيكة لنصف الموصل: ترقب معركة صعبة بالساحل الغربي

استعادة وشيكة لنصف الموصل: ترقب معركة صعبة بالساحل الغربي

الموصل

أحمد الجميلي

avata
أحمد الجميلي
19 يناير 2017
+ الخط -
تقترب معركة الساحل الشرقي من الموصل من الحسم، مع تحقيق المعارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في يومها الخامس والتسعين أمس الأربعاء، تقدّماً جديداً، وسط استمرار عمليات القصف الجوي والصاروخي للتحالف الدولي والقوات العراقية على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم وتمثّل نحو 10 في المائة من مساحة الساحل الشرقي للموصل.
وعلى الرغم من إعلان مسؤول عسكري عراقي ظهر أمس استعادة القوات العراقية السيطرة الكاملة على جميع أجزاء الساحل الشرقي من الموصل، إلا أن المعطيات أشارت إلى غير ذلك، إذ إن العديد من الأحياء السكنية والمناطق داخل الساحل الأيسر ما زالت تحت سيطرة التنظيم، أبرزها الحي العربي والقصور الرئاسية وغابات الموصل والأندلس والقوسيات ومناطق ضفاف دجلة الجنوبية الشرقية للموصل، كما أكدت مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد".
ونجحت قوات الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية في السيطرة على أربع مناطق جديدة بإسناد جوي مكثف من طيران التحالف الدولي، الذي أسهم بشكل كبير في تدمير خطوط دفاعات تنظيم "داعش" وإجبار عناصره على التراجع إلى داخل الأحياء المحاذية لنهر دجلة في شمال وشرق الموصل. بينما واصلت طائرات التحالف الدولي قصف تحركات عناصر "داعش" قرب ضفة نهر دجلة، وتمكّنت بحسب مصادر عسكرية عراقية من تدمير عدد من الزوارق والمركبات التي كانت تحاول نقل عناصر التنظيم وأسلحتهم بين ضفتي نهر دجلة.
واستغلت قوات مكافحة الإرهاب حالة الانهيار المتسارع لعناصر تنظيم "داعش" في ما تبقى من مناطق شرق الموصل وتمكّنت من السيطرة على أحياء النعمانية ونينوى الشرقية والجزائر، بينما تواصل هجومها من محورين على أحياء النصر والسويس، وهي أحياء صغيرة تقع في جوار نهر دجلة ضمن المحور الشرقي لمدينة الموصل.
وقال العقيد في جهاز مكافحة الإرهاب مرتضى التميمي لـ"العربي الجديد"، أمس، إن "قوات مكافحة الإرهاب وبعد سيطرتها على مناطق نينوى الشرقية والجزائر والنعمانية، تتجه الآن للسيطرة على المدينة الأثرية المحاذية لجامعة الموصل وكذلك السيطرة على منطقة المهندسين". وأكد التميمي أن "قوات مكافحة الإرهاب على وشك إعلان السيطرة الكاملة على كل المناطق الواقعة في الساحل الشرقي لمدينة الموصل خلال اليومين المقبلين بعد إتمام السيطرة على 48 حياً، من ضمنها أهم المجمّعات الحكومية ومرقد النبي يونس ومداخل الجسور الخمسة على نهر دجلة".
وجاء تقدّم القوات العراقية السريع في محاور القتال حول مدينة الموصل بعد الدعم الدولي الكبير الذي حصلت عليه القوات العراقية من طيران التحالف الدولي الذي كثّف من غاراته الجوية خلال الأيام الماضية، وتمكّن من توجيه عشرات الضربات الجوية يومياً دمر عبرها خطوط دفاعات تنظيم "داعش" في مدينة الموصل وأبطل مفعول الهجمات الانتحارية التي كانت تحاول استهداف القطعات العسكرية العراقية.


وتكون القوات العراقية، بعد انتهاء سيطرتها على الساحل الشرقي للموصل، قد أنهت المرحلة الثانية من الهجوم، لتواجه مرحلة أكثر صعوبة وهي ساحل الموصل الأيمن أو الغربي، الذي بات معقلاً خطراً للتنظيم فضلاً عن احتوائه نحو نصف مليون مدني يحتجزهم التنظيم ويمنعهم من الخروج. وتتمثّل الصعوبات أيضاً بعبور نهر دجلة الذي دُمرت كل الجسور فوقه، فيما ينتشر أفراد "داعش" على ضفافه من الجهة الثانية.
وقالت مصادر عسكرية في بغداد لـ"العربي الجديد" إن "فريقاً أميركياً سيتولى نصب جسور عائمة على نهر دجلة لتسهيل عبور القوات، لكن بعد أن تتم عمليات تطهير جوية لمواقع الضفة الثانية من النهر من خلال الطيران الحربي التابع للتحالف". وأكد ضابط وصول قطع الجسور العائمة إلى المدينة لنقلها إلى جوار النهر في عملية تمهيدية للبدء بالخطة.
في السياق نفسه، كشف مسؤول في مكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي، أن الأخير سيتوجه إلى الموصل قريباً للتحدث إلى الصحافيين من هناك، مؤكداً أنه يجري ترتيب زيارة له وسيزور مراقد دينية مسيحية وإسلامية ويعلن عن تحرير الساحل الشرقي للموصل.
ويبدأ بعدها الإعداد للمرحلة الأخيرة وهي التوجّه لمهاجمة الضفة الغربية لمدينة الموصل. وأشار مراقبون للشأن العراقي إلى أن "القوات العراقية ستدخل في معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل مرحلة أصعب من المرحلة السابقة وذلك بسبب تمترس عناصر داعش في الضفة الغربية لمدينة الموصل ومبايعة عناصره على القتال حتى الموت، إضافة إلى تواجد مئات آلاف المدنيين في أحياء الموصل الغربية ومنع تنظيم داعش هذه العائلات من مغادرة المدينة".
من جهة أخرى، واصلت مئات الأسر نزوحها من المناطق الشمالية لمدينة الموصل باتجاه الأحياء الشرقية التي باتت أكثر أمناً، بسبب اشتداد المعارك والقصف المكثف الذي تعرضت له مختلف المناطق السكنية التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش". وقال سكان محليون في مدينة الموصل لـ"العربي الجديد" إن "عشرات العائلات تمكّنت من الفرار من حي العربي الذي يشهد منذ يومين قصفاً عنيفاً تنفذه طائرات التحالف الدولي من دون الاكتراث لوجود مدنيين، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، بينما لا تزال جثث الضحايا تحت أنقاض المنازل التي دمرها القصف".
وأشار النازح من حي العربي عمر سالم إلى أنه "تمكّن مع أفراد عائلته من الهرب من منطقة حي العربي والتوجّه نحو حي الزهور شرق مدينة الموصل بسبب المعارك والقصف الذي تعرضت له منطقتهم"، مضيفاً أن عشرات الصواريخ وقذائف الهاون سقطت بشكل عشوائي على منازل المنطقة، ما أجبره على النزوح مع أفراد عائلته باتجاه مناطق شرق الموصل، على الرغم من خطورة التحرك في شوارع المنطقة.
كما أكد نازحون وصلوا إلى مخيم الخازر بعد خروجهم من مدينة الموصل لـ"العربي الجديد"، أن "تنظيم داعش بدأ بقصف المناطق التي سيطرت عليها القوات العراقية بقذائف الهاون في أحياء الكندي والكفاءات الثانية، ما أدى كذلك إلى مقتل وجرح عدد من سكان هذه الأحياء".
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية آخر إحصائيات النازحين من سكان مدينة الموصل، مشيرة إلى أن "أعداد النازحين من مدينة الموصل وصلت إلى أكثر من 160 ألف نازح يعيش قسم منهم في أماكن إيواء غير ملائمة للسكن".

ذات صلة

الصورة
محاربون أميركيون قدامى يطالبون بوقف دائم لإطلاق النار في غزة (العربي الجديد)

سياسة

عقد محاربون أميركيون قدامى، مؤتمراً صحافياً في واشنطن، مطالبين بوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة
الصورة
طيار أميركي يشعل نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن (إكس)

سياسة

توفي الجندي في سلاح الجو الأميركي، ولذي أضرم النار في نفسه خارج مقر السفارة الإسرائيلية في واشنطن نهاية الأسبوع احتجاجاً على الحرب في غزة.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
"خطوة".. مشروع صناعة الأطراف لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بالموصل

مجتمع

معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعرضوا لبتر أحد أطرافهم خلال الحرب أو بسبب مضاعفات مرض السكري أو من يعانون من تشوهات منذ ولادتهم، ألهمت جميعها تقى عبد اللطيف (25 عاما)، رفقة زميلها محمد قاسم، افتتاح مركز لصناعة الأطراف الصناعية

المساهمون