استهداف قيادات "فتح الشام": هل يؤثر على اندماج الفصائل؟

استهداف قيادات "فتح الشام": هل يؤثر على اندماج الفصائل؟

02 يناير 2017
الغارة يعتقد أنها بطائرة أميركية (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

بدأت السنة الجديدة بعملية جوية يعتقد أنها من طائرة أميركية من دون طيار أدت لمقتل ثلاثة قيّاديين من "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، وهم خطاب القحطاني، وأبو المعتصم الديراني، وأبو عمر التركستاني وستة عناصر برفقتهم بعدما استهدفتهم، ليلة الأحد الاثنين، غارتان جويتان في منطقة سرمدا، بريف إدلب الشمالي، شمالي سورية.

وجاءت الغارات بعد ساعات من مقتل القيادي في الجبهة أبو عمير الخرساني، متأثرا بجراحه عقب استهداف سيارته بعبوة ناسفة على طريق خان السبل، ظهر أمس الأحد، كما قتل مرافق له وجرح آخر، وفق مصادر محلية.

وتعددت وجهات النظر في تفسير أسباب عمليات الاغتيال، حيث رأت مصادر أن العمليات تأتي بهدف زرع الفتن بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وتنظيم "جبهة فتح الشام" في محافظة إدلب، بينما رأت مصادر أخرى أيضا أن العمليات هدفها إضعاف التنظيم عن طريق التخلص من القيادات المؤثرة.

يذكر أن غارة جوية في الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي أدت لمقتل قيادي في الصف الأول في "جبهة فتح الشام"، حيث قتل أبو عمر سراقب وهو القائد العسكري لغرفة عمليات جيش الفتح بغارة على ريف حلب الغربي.

كما قتل في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي القيادي العسكري في "جبهة فتح الشام"، أبو فرج المصري، في غارة شنتها طائرة للتحالف الدولي على أطراف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.

وفي أبريل/ نيسان الماضي قتل المتحدث السابق باسم الجبهة، أبو فراس السوري، مع نجله ومقاتلين آخرين بغارة أميركية على معسكر للجبهة في محافظة إدلب.

وفي السياق، قال المحلل العسكري، العقيد أحمد الحمادة، لـ"العربي الجديد": "على الأغلب الاستهداف الجديد يأتي ضمن سلسلة الاستهدافات المتكررة للتنظيم من قبل الولايات المتحدة، ولا أعتقد أن هذا الاستهداف سيؤثر على الجبهة كونها لا تعتمد على القيادات دون أن يكون هناك رديف لها، وعمل الجبهة لا يتوقف بغياب شخص".

وعن احتمالية أن تصبح عملية الاغتيال عثرة في الاندماج بين فصائل المعارضة السورية، أكّد الحمادة: "لو أرادت الفصائل الاندماج فعلا فلن تؤثر تلك العملية عليه".

وفي سياق متّصل، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، "إن جبهة فتح الشام وافقت مؤخرا على الاندماج مع فصائل المعارضة السورية تحت قيادة القائد العام لحركة أحرار الشام الإسلامية، المهندس علي عمر، أو قيادي آخر تختاره الفصائل، مع تنازل أبو محمد الجولاني عن قيادة الجبهة وحلّها ضمن التشكيل الجديد، وربما تأتي الغارة الجديدة بهدف منع الاندماج بين فصائل المعارضة".

يذكر أنّ "جبهة فتح الشام" أبدت تحفظها على اتفاق أنقرة الذي وقع بين فصائل معارضة للنظام السوري وروسيا برعاية تركية في أنقرة يوم الخميس الماضي. وأكد المتحدث باسم الوفد المفاوض عن المعارضة في أنقرة، أسامة أبو زيد، أن الاتفاق شامل لكافة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ولا يستثني أي منطقة أو أي فصيل منها، بينما قال النظام السوري ومسؤولون من روسيا إن الاتّفاق يستثني تنظيم "جبهة فتح الشام".

وكان مجلس الأمن الدولي قد أدرج "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) على لائحة المنظمات "الإرهابية"، في الشهر الخامس من عام 2013، وقامت الجبهة لاحقا بإعلان انفصالها عن تنظيم القاعدة وتغيير اسمها.