النظام السوري يزيد خروقاته لاتفاق وقف النار

النظام السوري يزيد خروقاته لاتفاق وقف النار

01 يناير 2017
ضحايا بقصف النظام وحلفائه (محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -


امتدت خروقات اتفاق وقف إطلاق النار من جانب قوات النظام السوري والمليشيات الحليفة له وروسيا، إلى العديد من المناطق السورية في اليوم الثالث للاتفاق المهدد بالانهيار، مع استئناف قوات النظام و"حزب الله" اللبناني هجومها على منطقة وادي بردى في ريف دمشق، والذي توقف لبعض الوقت (من مساء السبت وصباح الأحد)، إثر تهديد فصائل المعارضة المسلحة بالانسحاب من الاتفاق. وأفاد ناشطون بأن انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار وقعت في أكثر من 30 نقطة في عموم سورية، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات.
وفيما ساد الهدوء منطقة وادي بردى في القلمون الغربي، منذ مساء السبت حتى ساعات بعد ظهر أمس الأحد، عاود طيران النظام قصف مناطق في وادي بردى، إذ شن خمس غارات على قرية عين الفيجة وثلاثاً على قرية دير قانون المجاورة. كما واصلت قوات النظام قصف الغوطة الشرقية مستهدفة منطقة المرج وبلدة حزرما وأطراف كتيبة الصواريخ إضافة إلى مدينتي دوما والنشابية، واللتين تعرضتا لقصف مكثف بالمدفعية والصواريخ بالتزامن مع اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة على أطراف بلدة الميدعاني وبلدة حزرما. كذلك شهد حي جوبر شرقي دمشق اشتباكات عنيفة استُخدمت خلالها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، فيما قصفت قوات النظام الحي بصواريخ أرض-أرض.
وأصيب عدد من المدنيين جراء غارات جوية روسية استهدفت مدن وبلدات ريف حلب، طاولت إحداها مدرسة أثناء دوام الطلاب فيها. وقالت "مديرية الدفاع المدني في محافظة حلب الحرة"، إن غارة استهدفت مدرسة في قرية ميزناز في ريف حلب الغربي، فيما طاولت أربع غارات جوية منطقة إيكاردا في ريف حلب الجنوبي، والفوج 46 في ريف حلب الغربي، ما أدى إلى إصابة شخصين، إضافة إلى غارات بالصواريخ الفراغية على قرى بنان والمنطار وكفركار في منطقة جبل الحص في ريف حلب الجنوبي، وغارتين بالقنابل الفراغية والصواريخ الارتجاجية على منطقة الأتارب أوقعت أربعة جرحى، على الرغم من خلو المدينة من أي مقار عسكرية لفصائل المعارضة، وفق ما ذكرت لجان التنسيق المحلية. وأدى القصف على الأتارب إلى قطع الطريق الذي يصل المدينة مع معبر باب الهوى.
كذلك أعلنت فصائل المعارضة المنضوية في "جيش الفتح" أن مقاتليها أحبطوا هجوماً لقوات النظام والمليشيات الموالية لها في محيط بلدة الفوعة في ريف إدلب الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف القوات المهاجمة. ورد "جيش الفتح" على هذا الهجوم بقصف بالمدفعية والصواريخ على مواقع عسكرية للنظام ومليشياته داخل بلدتي الفوعة وكفريا. وبرر النظام عمليات القصف بوجود عناصر لـ"جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) وتنظيم "داعش" في المناطق المستهدفة. وذكرت شبكة "دمشق الآن"، المقربة من النظام، أن "سلاح الجو الحربي استهدف مواقع تنظيمي جبهة النصرة، و"داعش"، بعشرات الضربات الجوية في ميزنار، ومحيط الفوج 46 بريف حلب الغربي، ومنطقة الإيكاردا، وبنان، والمنطار، وكفر كار بريف حلب الجنوبي".


وطاولت الخروقات كذلك مدن وبلدات ريف حمص الشمالي التي تعرضت لقصف مدفعي وصاروخي، ما تسبب بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين. إذ قصفت قوات النظام المتمركزة في حاجز قرية قرمص الموالية، مدينة الحولة مستهدفة منازل المدنيين، ما تسبب بوقوع إصابات. كذلك طاول قصف مصدره قرية جبورين الموالية مدينة تلبيسة وبلدة الغنطو، إضافة لمعسكر ملوك جنوب مدينة تلبيسة، وسط تجدد الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة على الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.
وفي مدينة حمص، قصفت قوات النظام حي الوعر المحاصر، فيما أصيبت امرأة بجروح بالغة جراء استهدافها من قبل قناص تابع للنظام. كما قُتل وجرح عدد من المدنيين جراء غارات شنتها طائرات روسية على ثلاث قرى خاضعة لتنظيم "داعش" في ريف حمص الشرقي.
جاء ذلك فيما تجددت الاشتباكات بين تنظيم "داعش" وقوات النظام في محيط مطار التيفور (T4) العسكري، وتركزت بشكل خاص في محيط قرية الشريفة ومحيط حاجز مفرق بلدة القريتين وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل، إضافة لشن عشرات الغارات الجوية من قبل طائرات النظام على مواقع التنظيم في محيط مدينة تدمر ومحيط المطار. وفي السياق ذاته، قصفت طائرات حربية مناطق في قرية حمادة عمر في ريف حماة الشرقي، والتي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في قرية القنيطرات في ريف حماة الجنوبي.
في غضون ذلك تتواصل عملية "درع الفرات" ضد "داعش" في ريف حلب الشرقي، وأعلنت القوات المنضوية ضمنها تحرير بلدة داغلباش غرب مدينة الباب، في حين أعلن الجيش التركي في بيان له أمس مقتل 34 عنصراً من تنظيم "داعش" خلال اشتباكات في منطقة الباب، بينهم قيادي في التنظيم. من جهتها، أعلنت وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش"، بأن مقاتلي التنظيم استولوا على مدرّعة للجيش التركي قرب مدينة الباب، بعد هجوم مباغت على القوات التركية وفصائل المعارضة على محاور قريتي الأزرق وداغلباش. غير أن مصادر محلية أكدت أن فصائل المعارضة تمكنت من صد الهجوم وإجبار عناصر التنظيم على التراجع بعد سقوط قتلى وجرحى منهم إثر تكثيف مدفعية الجيش التركي قصفها العنيف نحو مواقع التنظيم. وأوضحت المصادر أن فصائل المعارضة السورية المنضوية ضمن "درع الفرات" قصفت للمرة الأولى بالمدافع الثقيلة، مواقع "قوات سورية الديمقراطية" في مدينة منبج ومحيطها في ريف حلب الشرقي، مشيرة إلى أن القصف تسبب بجرح مدنيين اثنين.

المساهمون