المعارضة السورية تتجه لتوسيع عملياتها شرق الفرات

المعارضة السورية تتجه لتوسيع عملياتها شرق الفرات

24 سبتمبر 2016
تواصل قوات درع الفرات عملياتها شرقاً (أمين سنسار/الأناضول)
+ الخط -

بدأ ملف مدينة الرقة السورية يتقدّم أخيراً، بفعل تتالي اجتماعات فصائل من المعارضة في تركيا، تحضيراً لإعلان ولادة تشكيل عسكري جديد يضمّها تحت اسم "تجمّع درع الفرات"، وذلك للانخراط، بدعم تركي، في عملية عسكرية ضد القوات الكردية التي تسيطر على ريف الرقة الشمالي، تحديداً بلدة تل أبيض الحدودية، قبل التوجه جنوباً نحو الرقة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). مع العلم أن "غرفة درع الفرات"، التي تضمّ قوات مع المعارضة وقوات تركية خاصة، تواصل عملياتها العسكرية ضد "داعش" والقوات الكردية بريف حلب الشمالي الشرقي، تحديداً في المناطق المحيطة بمدن جرابلس والباب وأعزاز.

مع العلم أن تركيا استبعدت على لسان المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إبراهيم كالين، مشاركة أنقرة في أي عملية في الرقة "إذا شارك مقاتلون أكراد فيها". من جهته، اتهم أردوغان واشنطن بـ"تزويد المقاتلين الأكراد بمزيد من الأسلحة". وقال أردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون التركي، أمس الجمعة، إن "كنتم تعتقدون أن بإمكانكم القضاء على داعش بوحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فلن يكون هذا بإمكانكم، لأنهما جماعتان إرهابيتان أيضاً". وأضاف "قبل ثلاثة أيام أسقطت الولايات المتحدة أسلحة محملة على طائرتين في عين العرب لهاتين الجماعتين الإرهابيتين".

في ملف "تجمّع درع الفرات"، كشف عضو "التجمّع" عمر دادا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "اجتماعات تضمّ قياديين من فصائل المعارضة من محافظة الرقة، وشخصيات عشائرية واعتبارية من أبناء المحافظة، تتواصل في تركيا منذ عشرة أيام، لإعلان تشكيل جسم عسكري سياسي، يعمل على تحرير المحافظة من داعش والمليشيات الكردية". ونوّه إلى أن "العمليات ستجري انطلاقاً من تل أبيض على الجانب السوري من الحدود السورية التركية، وصولاً إلى الرقة، بالتنسيق مع قيادات عشائرية من عشائر الرقة، عبّرت عن دعمها للمشروع".

وتابع دادا "يهدف التشكيل الجديد بحسب الخطة الموضوعة من قيادته، إلى تلافي الأخطاء التي وقعت سابقاً أثناء سيطرة قوات المعارضة على محافظة الرقة، التي أفضت في النهاية إلى سيطرة داعش على الرقة وريفها، قبل أن تأتي القوات الكردية إلى ريف الرقة الشمالي بدعم أميركي، لتقوم هي الأخرى بانتهاكات كبيرة ضد السكان، كان أبرزها عمليات التهجير الممنهج لهم". وأفاد بأن "نحو أربعين ألفاً من سكان تل أبيض وريفها، لا يزالون في الأراضي التركية كنازحين، بعد طرد المليشيات الكردية لهم من بيوتهم".

وأكد دادا أن "التحضيرات مستمرة للانخراط في العملية العسكرية ضد القوات الكردية وداعش في الرقة، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال عائقاً أمام إعلان انطلاق القوات باتجاه مدينة الرقة، ذلك لأن القوات الكردية المسيطرة على تل أبيض، لا تزال حتى الآن ترفع العلم الأميركي على مبنى الجمارك في بوابة تل أبيض الحدودية، المقابلة للأراضي التركية، على الرغم من إعلان واشنطن عدم علمها بقيام القوات الكردية برفع العلم الأميركي في تل أبيض".



ووصف دادا ما يجري الآن بـ"الفرصة التاريخية لتحرير الرقة من داعش والمليشيات الكردية، وإعادة توحيد المحافظة كخطوة في الطريق نحو الحفاظ على وحدة سورية وإفشال مشاريع الانفصاليين، التي ستفضي في النهاية بحال نجاحها لتقسيم سورية".

وكانت مصادر مقرّبة من فصائل المعارضة قد أكدت لـ"العربي الجديد"، يوم الثلاثاء، التوصل لاتفاق مع حكومة تركيا على "تشكيل قيادة واحدة وفصيل واحد، يضمّ كلا من أبناء تل أبيض والرقة ودير الزور والحسكة، ومجموعات مع فصائل ريف حلب الشرقي. وذلك إثر اجتماع جرى يوم الاثنين في تركيا، بين ممثلين من فصائل الجيش الحر والتشكيلات العشائرية من جهة، وجنرالات وخبراء عسكريين أتراك من جهة ثانية".

وتقضي الخطة التي تم الاتفاق عليها بدخول خمسة آلاف مقاتل من قوات المعارضة في المرحلة الأولى إلى تل أبيض الحدودية، بدعم تركي، بسلاح الجو، ومدرعات وكتائب الصواريخ. وستمتد العملية التي ستبدأ في الأيام القليلة المقبلة لتشمل منطقة تل أبيض وصولاً لعمق 12 كيلومتراً غرباً، على أن تشمل مدينة سلوك وصولاً إلى منطقة المبروكات بريف الحسكة شرقاً، كما تمتد جنوباً إلى عين عيسى بريف الرقة. أما المرحلة الثانية من العملية فستهدف لتحرير مدينة الرقة من "داعش".

ويجري كل ذلك بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية التي تخوضها قوات "درع الفرات" ضد التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي، إذ تمكنت قوات المعارضة المنخرطة بدرع الفرات، من السيطرة على قريتي كدريش وصندرة، الواقعتين غرب بلدة الراعي في وقت مبكر فجر يوم الثلاثاء، بعد أن تمكنت من السيطرة على قريتي تل عار غربي وتل عار شرقي.

في هذا الإطار، قال الناشط الإعلامي، حسن الحلبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قوات المعارضة تمكنت من السيطرة على قرى قره كوز، وقصاجك، وتل شعير، الواقعة جنوبي غرب بلدة الراعي". ولفت إلى أن "سيطرة قوات المعارضة على القرى الثلاث، جاءت بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي داعش في المنطقة، أسفرت عن سقوط جرحى من الطرفين، ومقتل القائد العسكري في الفرقة 13 التابعة للجيش الحر أثناء الاشتباكات". وأدت العمليات العسكرية التي تجددت في المنطقة إلى موجة نزوح للسكان، إذ نزح سكان قرى غرور وتلعار وكدريش من قراهم نحو الأراضي الزراعية والقرى المجاورة.


المساهمون