تفاهمات أميركية تركية حول تحرير الرقة

تفاهمات أميركية تركية حول تحرير الرقة

18 سبتمبر 2016
ترفض تركيا تكرار سيناريو منبج بالرقة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
تتقدّم المفاوضات التركية الأميركية في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للتحضير لمعركة تحرير الرقة السورية، فيما يقترب انطلاق المرحلة الثالثة من عملية "درع الفرات" بالتوجّه نحو مدينة الباب، وذلك بالتعاون بين مستشارين في القوات الخاصة الأميركية والتركية وفصائل المعارضة السورية المدعومة من واشنطن.
وعلم "العربي الجديد" من مصدر في الحكومة التركية أن الطرفين اتفقا خلال المشاورات على بدء التحضير لمعركة الرقة، إذ وافقت أنقرة على مشاركة بعض القوات العربية من أبناء الرقة المنضوية في إطار "قوات سورية الديمقراطية"، والتي يشكّل حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني) عمودها الفقري، وذلك بعد تدعيمها بمجموعات من المقاتلين العرب والتركمان الذين فروا إلى تركيا واعتزلوا القتال إثر تقدّم "داعش".
ونفى المسؤول أي تشابه بين سيناريو تحرير الرقة وسيناريو السيطرة على منبج بعد أن رفضت قوات "الاتحاد الديمقراطي" الانسحاب من المدينة إثر طرد "داعش" وتلقت دعماً من القوات العربية الموالية لها في المدينة، قائلاً إن "الأمر مختلف هذه المرة، فلن يُسمح لقوات الاتحاد الديمقراطي بدخول المدينة، كما أن الاتحاد غير متحمس لذلك، وستكون القوات الخاصة التركية موجودة حول المدينة خلال اقتحامها"، مضيفاً: "سيتم حصر مهام قوات الاتحاد الديمقراطي بتقديم الدعم اللوجستي للقوات العربية التي ستتقدّم من محور مدينة عين عيسى في ريف الرقة، واتفقنا مع الأميركيين على مشاركة الفصائل العربية التي نثق بعدائها للنظام السوري والتي قام الاتحاد الديمقراطي بتهميشها في الفترة السابقة سواء في معارك تحرير الشدادة في ريف الحسكة أو في معارك منبج".
وعن الفارق بين خطة تحرير الرقة والسيطرة على منبج، يقول المصدر: "لقد كانت القوات العربية التي تقدّمت نحو منبج من القوات المعروفة بعلاقتها بالنظام السوري في وقت سابق، وهي قوات مرتزقة لم يكن لها أي موقف مؤيد للثورة السورية"، مضيفاً: "أما عن العناصر التي ستدعم قوات المكوّن العربي في سورية الديمقراطية التي تم التوافق عليها، فلن تكون فصائل، بل أسماء عناصر تم تجهيز قائمة بها من قبل الاستخبارات التركية، وتقدّمنا مبدئياً بحوالي 450 اسماً ليدرسها الأميركيون".
وعن القاعدة التي يدور الحديث حول قيام الأميركيين بتأسيسها قرب تل أبيض، يشير المصدر إلى أن "الحديث عن قواعد أميركية في سورية هو أمر مبالغ فيه، والأميركيون متواجدون في تل أبيض لتنسيق عملية تحرير الرقة"، موضحاً أن "ما يتم العمل عليه قرب تل أبيض هو مركز لتدريب القوات العربية لتكون قادرة على تولي المهام القتالية من دون الاعتماد على قوات الاتحاد الديمقراطي، وسيبدأ الأميركيون تدريب هذه القوات قريباً، بينما سنعمل على تدريب العناصر التي يوافق عليها الأميركيون لإشراكها في المعارك".


ويشدد المصدر على أن إدارة الرقة ستكون في يد أبنائها ممن سيشاركون في التحرير، وستقوم الحكومة التركية بدعمهم للسيطرة على المدينة وإعادة ترميم البنية التحتية بعد المعارك، رافضاً الحديث عن مصير مدينة منبج، بالقول: "لننتهي أولاً من تحرير مدينة الباب حيث بدأت العمليات، وبعدها لكل حادث حديث".
وفيما يؤكد المسؤول التركي أن التحضيرات الفعلية لمعركة الرقة قد بدأت، يشير في المقابل إلى أنه لم يتم حتى الآن وضع خطة عسكرية واضحة للهجوم. أما عن توقيت بدء العملية فيقول المصدر: "مبدئياً نتوقع أن تبدأ العمليات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن هذا التوقيت عرضة للتغيير"، متوقعاً أن "يكون التقدّم في الريف المحيط بالرقة سريعاً، أما في المدينة فقد تطول المعركة، إذ ستتم في البدء محاصرة المدينة من الطرف الشمالي الشرقي والشمالي الغربي تمهيداً لاقتحامها، وقد يتزامن تحرير الرقة مع الهجوم على الموصل العراقية، ولكن ذلك يبقى مرهوناً بقدرة الأطراف العراقية على التوافق على إدارة الموصل".
وعن معركة تحرير الموصل العراقية، يؤكد المصدر رفض أنقرة مشاركة قوات "الحشد الشعبي" في تحرير الموصل، قائلاً إن "مشاركة مليشيات الحشد أو حزب العمال الكردستاني في تحرير الموصل أمر غير مقبول على الإطلاق، خصوصاً بعد الجرائم التي ارتكبتها الحشد الخاضعة للسيطرة الإيرانية ضد السكان المحليين خلال السيطرة على مدن محافظتي الأنبار وصلاح الدين، وما رافقها من عمليات تهجير طائفي، كما أن الحشد تدعم قوات العمال الكردستاني في العراق بالسلاح والأموال"، مضيفاً: "نود المشاركة في تحرير المدينة كمستشارين لتقديم الدعم للقوات التي قمنا بتدريبها، سواء قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق، أو القوات العربية والتركمانية في إطار الحشد الوطني في معسكر بعشيقة، والتابعة لمحافظ الموصل السابق أثيل النجيفي، وإن تم الإصرار على مشاركة الحشد الشعبي أو العمال الكردستاني سنشارك نحن أيضاً بشكل مباشر، بكل الأحوال فإن المفاوضات ما زالت قائمة بين مختلف الأطراف".
وعلمت "العربي الجديد" أن عدد القوات التي أشرفت القوات الخاصة التركية على تدريبها سواء من البشمركة أو "الحشد الوطني"، وصل إلى ستة آلاف مقاتل، بينهم ما يقارب 2700 من قوات البشمركة في معسكرات داخل الإقليم، وأكثر من ثلاثة آلاف مقاتل عربي وتركماني في معسكر زليقان في منطقة بعشيقة التابعة للموصل.