"حماس" غير قلقة من تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية

"حماس" غير قلقة من تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية

23 يونيو 2016
ينتظر أهالي غزة تخفيف المعاناة التي يعيشونها (Getty)
+ الخط -
لا تبدو حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قلقة من تطور العلاقة بين إسرائيل وتركيا والإعلانات المتكررة من الطرفين عن قرب التوصل لتطبيع كامل للعلاقة بعد سنوات من القطيعة. وهي إذ ترفض من حيث المبدأ أي علاقة بين الاحتلال والدول العربية والإسلامية، إلا أن "حماس" تُبدي احتراماً لرغبات الحكومات والدول.

وتحمل تركيا همّ حصار غزة وتتمسك حتى اللحظة بإنهائه كشرط لتطبيع العلاقة. وعلى الرغم من تضارب المعلومات حول ما تم التوصل إليه وعدم وجود موقف رسمي معلن من الحصار وإنهائه كأحد شروط العلاقة، إلا أنّ "حماس" والغزيين عموماً ينتظرون على الأقل تخفيفاً للحصار والمعاناة التي يعيشونها، وفق تعهدات أطلقها أكثر من مرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وما يريح "حماس" أكثر، مجريات المفاوضات، وتأكيد تركيا أنّ العلاقة بين أنقرة والحركة غير خاضعة للاتفاق، وهو ما شدد عليه وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أمس الأربعاء، بعدما قال "إنّه لا يوجد أي شرط يتعلق بها (أي حماس)".
وأوضح جاووش أوغلو أنّ العلاقات بين أنقرة وحركة "حماس" ليست سراً، مشدداً على أنّ قطع العلاقات مع الحركة لم يكن شرطاً في محادثات إعادة تطبيع العلاقات، وأن أنقرة تؤمن بأن الوصول إلى سلام دائم لا يمكن أن يتم دون "حماس".



وفي السياق، يقول النائب عن "حماس" في المجلس التشريعي الفلسطيني، يحيى موسى، إنّ الموقف التركي المتمسك بشرط رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، يعتبر موقفاً مشرفاً، ويشاد به حتى اللحظة، في ظل تمسك أنقرة بضرورة إنهاء حصار غزة.

ويؤكد موسى لـ"العربي الجديد" أنّ النظرة التركية تجاه حركة "حماس" مبنية على حجم الظلم الذي تعرضت له الحركة والقطاع، عبر استمرار الحصار للعام العاشر على التوالي، بعدما وصلت إلى سدة الحكم من خلال انتخابات تشريعية نزيهة.
ويوضح موسى أنّ الموقف التركي المعلن حتى اللحظة واضح من خلال استمرار التمسك بشرط رفع الحصار عن غزة، إلا أنّ للدول الكثير من المصالح والحسابات التي تجعلها تتعامل مع بعض القضايا بشكل آخر، مغاير في بعض الأحيان لهذه المواقف.
ويشدد النائب عن "حماس" على أهمية تعامل العالم العربي والإسلامي بشكل أفضل مع القضية الفلسطينية والارتقاء بطبيعة التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني والعمل على دعمه من أجل الصمود في وجه الممارسات الإسرائيلية المتواصلة منذ احتلال فلسطين.
أما الكاتب والمحلل السياسي، حاتم أبو زايدة، فيرى في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ تركيا في حاجة ملحة لمصالحة مع إسرائيل في ظل الظروف الإقليمية التي تشهدها المنطقة، وحالة التوتر على الحدود، والأزمة السورية، وهو ما يشكل دافعاً أساسياً لاستعادة العلاقات مع إسرائيل. ويقول أبو زايدة إنّ تركيا وإسرائيل لا تستطيعان إنهاء حصار غزة بشكل كامل في ظل تحكم مصر بحركة الأفراد من خلال معبر رفح، وطول الفترة الزمنية التي سيأخذها قرار إنشاء ميناء بحري يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي والترتيبات اللازمة له. ويلفت أبو زايدة إلى أنّ خيارات وأوراق الضغط الخاصة بـ"حماس" على تركيا غير متوفرة للحركة، فهي غير قادرة على الضغط على الحكومة التركية من أجل التمسك بخيار إزالة الحصار، ومن الممكن أنّ تقبل بخيار تخفيف الحصار في ظل الواقع السياسي الحالي. ويشير إلى أنّ علاقات تركيا مع حركة "حماس" تعتبر جيدة من خلال احتضان الأخيرة وفتح مكاتب شبه رسمية لها، إلا أنها لا تعتبر علاقات استراتيجية حتى اللحظة، بالرغم من طبيعة العلاقات التي شهدت تقارباً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة.

على الجانب الآخر، يرى الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ لا شيء واضحاً حتى الآن في قضية تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا، لافتاً إلى أنه منذ نهاية العام الماضي تخرج أسبوعياً أخبار عن قرب التوصل لاتفاق بين الطرفين.
لكن عطا الله يشير إلى أنّ الخبر الذي نشرته صحيفة "حرييت" التركية المعارضة، والذي يتضمن اتفاقاً على إقامة محطة كهرباء وتحلية مياه وبناء مستشفى، شكل إحباطاً لـ"حماس"، إنّ صدق التوصل لمثل هذا الاتفاق، لأنّ فيه تراجعاً واضحاً عن شرط إنهاء الحصار.
ويوضح عطا الله أنّ أي تقدم في ملف العلاقة بين إسرائيل وتركيا سيخدم غزة وحركة "حماس"، وعلى الأقل سيخفف من حصار غزة، وهو سيكون الحد الأدنى الذي تأمله الحركة الإسلامية، في ظل استمرار الحصار منذ أكثر من عشر سنوات.

المساهمون