مخاوف إسرائيلية من تصعيد الهبة الفلسطينية

مخاوف إسرائيلية من تصعيد الهبة الفلسطينية

03 ابريل 2016
الجهات الأمنية تطالب بتفعيل مسار سياسي (Getty)
+ الخط -
ذكر تقرير لصحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد، أنه على الرغم من التراجع الملحوظ في عدد العمليات الفلسطينية في الهبة الحالية التي أنهت شهرها السادس، إلا أن الأوساط العسكرية والأمنية ما زالت تخشى من تصعيد عمليات المقاومة ضد الاحتلال.

وتراجع عدد العمليات الفلسطينية من 68 عملية خلال تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، إلى 16 عملية في شهر آذار/مارس، غير أن هذا التراجع لم يمنع ترجيح أن تشهد الهبة تصعيدا جديدا.

وكشفت الصحيفة، أنه على الرغم من أن الجيش يطلق على الهبة الحالية تعبيرين اثنين، هما "موجة إرهاب" و"هبة شعبية محدودة"، بحسب قرار من قيادة المنطقة الوسطى، كما أن بعض القادة العسكريين لا يعتبرون ما يحدث "انتفاضة"، كون عدد القوات الإسرائيلية التي تم استنفارها محدودة (نحو 26 فرقة مقابل نحو 80 فرقة عسكرية خلال الانتفاضة الثانية).

كما تختلف الهبة الحالية عن الانتفاضات السابقة، بفعل وجود التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وصموده، بل إن هناك من بات يعتقد في إسرائيل أنه بات اليوم أفضل مما كان عليه قبل عامين.

وأورد تقرير "هآرتس" معطيات من جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، مفادها أن تحليل خلفيات نحو 250 فلسطينيا ممن حاولوا تنفيذ عمليات مع اندلاع الهبة، أظهر أن 25 منهم جاؤوا من المخيمات، وأن أكثر من 50% هم فتيان وشباب، لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما، فيما شكلت النساء والفتيات المشاركات في العمليات 12% من مجمل من حاولوا تنفيذ عمليات خلال هذه الهبة.

تقرير "هآرتس" نقل عن ضابط رفيع المستوى، قوله إنه "على الرغم من الانخفاض في عدد العمليات، إلا أنه لا يزال هناك خطر حقيقي من تصعيد كبير، ومن شأن الأمور أن تتدهور لحالة صعبة للغاية".

يشار إلى أن جهات رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي كانت أعربت عن مخاوفها من الغضب الشعبي الفلسطيني، بعد عملية إعدام الشهيدين عبد الفتاح الشريف ورمزي قصراوي قبل أسبوعين في مدينة الخليل، فيما أشارت تقارير مختلفة إلى استمرار ضعف السلطة الفلسطينية وتزايد احتمالات انهيارها، وهو ما كان أقر به الرئيس الفلسطيني، محمود عباس في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية، مساء الخميس الماضي.

وتحاول الجهات الأمنية والعسكرية في إسرائيل التركيز باستمرار على أنه لا يمكن الركون إلى الحل العسكري والقوة العسكرية فقط، بل لا بد من مسار سياسي، وذلك في محاولة لتبرير فشل الجيش في وقف الانتفاضة الحالية وقمعها. فيما يصر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وحكومته على اختزال الهبة الفلسطينية في مقولة الإرهاب، للدلالة على أن الحل يجب أن يكون عسكريا، عبر توظيف الاعتداءات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية داعش في أوروبا لصالح السياسة الإسرائيلية، والقول إنه لا يوجد شريك فلسطيني للمفاوضات.


المساهمون