حملة وطنية فلسطينية لإعادة بناء منازل شهداء القدس

حملة وطنية فلسطينية لإعادة بناء منازل شهداء القدس

04 فبراير 2016
يواصل الاحتلال تدمير المنازل الفلسطينية (وسام هشلمون/الأناضول)
+ الخط -

تُصرّ شخصيات فلسطينية ونشطاء وإعلاميون من مختلف المحافظات الفلسطينية، على عدم ترك أهالي شهداء القدس المحتلّة لوحدهم، وأطلقوا في هذا الصدد، مساء الثلاثاء، حملة "اليوم الوطني لشهداء القدس" لإعادة إعمار منازل شهداء القدس، التي هدمتها وأغلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العامين الماضيين.

الحملة الوطنية التي من المقرر أن تختتم في الثامن من الشهر الحالي، تقوم بها مجموعات شبابية وفعاليات شعبية في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وحشد من المتطوعين والإعلاميين، بدعم من عدد من الشخصيات الوطنية والدينية الفلسطينية.

في هذا السياق، يقول رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، عكرمة صبري، وهو من ضمن الشخصيات التي تدعم الحملة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف من الحملة، أن يشعر ذوو الشهداء بأنهم ليسوا وحدهم في الميدان وفي مواجهة المحتل، وأن الشعب الفلسطيني كله يؤازرهم".

وفي ما يتعلق بتوقيت الحملة، يشير صبري إلى أن "الاحتلال عمد ظلماً إلى هدم منازل ذوي الشهداء، ولا يوجد من يقف إلى جانبهم، فكانت هذه الحملة الشعبية خطوة من أجل تعويض العائلات التي فقدت أبناءها وأعزاءها، كما فقدت منازلها التي تأويها". ولم يستبعد أن "تضع سلطات الاحتلال العراقيل الكثيرة، لمنع إعادة إعمار المنازل المهدمة والمغلقة، غير أنه ما علينا إلا القيام بواجبنا ضمن ما تمليه علينا ضمائرنا وثوابتنا، وإن تم المنع فعلينا البحث عن بدائل أخرى".

من جهته، يؤكد القيادي في حركة "فتح" حاتم عبد القادر، على الطابع الشعبي الذي تتميز به الحملة، مع ما تحظى به من دعم فصائلي، ومن دعم رجال الدين والحراكات الشبابية الميدانية والإعلامية. ويلفت عبد القادر في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إلى "عدم انعدام الوسائل في تحقيق أهداف الحملة"، وتمنّى على الفلسطينيين "المشاركة في هذه الحملة والإسهام في دعم ذوي الشهداء لإيجاد مأوى لهم".

اقرأ أيضاً: "القدس بوصلتنا" معرض وجدارية في غزة

بدورها، تُشدّد الناشطة الشبابية والإعلامية حلا خلايلة، عضو الحملة، على دور الشباب في هذه الحملة، كدور أي شريحة من الشعب الفلسطيني، وترى أن "الهدف من الحملة هو خلق تفاعل شعبي مع أهالي شهداء القدس، لإعمار بيوتهم التي هدمت في الهبة الحالية".

وتعتبر خلايلة أن "توقيت الحملة يكتسب أهمية خاصة، في ظل تعنّت الاحتلال ورفضه تسليم جثامين الشهداء، وسيُستخدم زخم الحملة الإعلامي، للمطالبة باستعادة جثامين شهداء القدس، التي مضى على احتجازها أكثر من ثلاثة أشهر".

وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت ودمّرت وهدمت منازل عدة لشهداء من القدس، العام الماضي، ما أدّى لتشريد العشرات من أفراد عائلاتهم، ومنها: منزل الشهيد عدي أبو جمل عبر صبّ الباطون فيه، وفجّرت منزل الشهيد غسان أبو جمل، ومنزل شقيقه الملاصق له معاوية أبو جمل. كما فجّرت قوات الاحتلال منزل الشهيد محمد جعابيص، ومنزل شقيقه شاكر جعابيص، ومنزل الشهيد إبراهيم العكاري، وتمّ إغلاق غرفة من منزل عائلة الشهيد معتز حجازي بالباطون، كما أغلق منزل صفاء أبو جمل، شقيقة الشهيد علاء أبو جمل بالباطون، وهدمت قوات الاحتلال منزل الشهيد بهاء عليان، وفجّرت منزل الشهيد عبد الرحمن الشلودي.

وكانت اللجنة التحضيرية لحملة "اليوم الوطني لشهداء القدس" قد أعلنت ليل الثلاثاء، في بيان لها، عن إطلاق فعاليات إعادة إعمار منازل شهداء مدينة القدس، الذين استشهدوا في الانتفاضة المندلعة منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وتهدف الحملة إلى حشد الطاقات الوطنية الرسمية والشعبية لإعادة بناء منازل شهداء القدس، بمشاركة كافة شرائح الشعب الفلسطيني، وتشمل هذه الحملة عدداً من النشاطات الإعلامية الهادفة لتسليط الضوء على قضية شهداء القدس بشكل عام، والذين هدمت منازلهم أخيراً بشكل خاص، من خلال ساعات بث إذاعية وتلفزيونية موحدة إلى جانب التقارير المصورة والمرئية والمسموعة.

وسيخصص القائمون على الحملة يوم الجمعة المقبل، عنواناً لحملة شعبية كبيرة ستنظم بالتعاون مع دوائر الأوقاف الفلسطينية في كافة المساجد بالمحافظات الفلسطينية، تهدف إلى إسناد أهالي الشهداء مادياً عبر مساهمات ستجمع فيها.

في حين سيكون يوم السبت يوماً وطنياً ثقافياً يؤكد على دور الفن والثقافة في إسناد النضال الوطني الفلسطيني عبر أمسية وطنية فنية تنظم في قصر رام الله الثقافي بمدينة رام الله بالتعاون مع مركز الفن الشعبي. وستنطلق يوم الأحد فعاليات شعبية في الكنائس الفلسطينية إسناداً لفعاليات هذا اليوم الوطني، يفتح من خلالها الباب للمساهمات المادية، بينما سيكون يوم الاثنين يوماً ختامياً للحملة، وستتركّز فيه كافة الجهود الإسنادية عبر وضع صناديق يرافقها عدد من الفعاليات الشعبية في عدد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وعلى رأسها القدس.

اقرأ أيضاً: مسؤول إسرائيلي سابق يؤيد مقاطعة المستوطنات والعصيان المدني