"المرصد" وتسويق النظام في تدمر

"المرصد" وتسويق النظام في تدمر

10 ديسمبر 2016
المدينة الأثرية تهم الإعلام الغربي أكثر من قتل البشر(Getty)
+ الخط -
ما أن تحرك تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) ضمن المنطقة الصحراوية المحيطة بمدينة تدمر وسط سورية، حتى بدأت وسائل الإعلام الغربية، مستندة لمعلومات "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، بالترويج لحصار "تنظيم الدولة" لمدينة تدمر وللمدينة الأثرية تحديداً، في الوقت الذي كان فيه عناصر "داعش" يبعدون نحو سبعة كيلومترات عن أقرب نقطة للمدينة. ومن دون أن يكونوا قد استطاعوا فرض أي شكل من أشكال الحصار عليها، حتى إن طريق النقل العام والخاص كان لا يزال يعمل بين مدينتي تدمر وحمص. وبدأت وسائل الإعلام الغربية تعزف على وتر التهديد الذي ستشهده المدينة الأثرية التي تهم الإعلام الغربي أكثر بكثير من قتل البشر. وتُصور النظام السوري بمظهر الذي يتعرض لهجمات إرهابيي تنظيم "داعش". كما استخدمت تلك الوسائل فن التأطير الإعلامي من خلال عرض صور الأوركسترا الروسية التي كانت تعزف على المسرح الروماني في مدينة تدمر للإيحاء بأن هذه الحالة الحضارية لن تعود للمدينة في حال عاد "داعش" إليها بعدما ساعد الروس النظام في طرد التنظيم منها قبل تسعة أشهر.

كما أن أياً من وسائل الإعلام التي جاءت بـ"مانشيتات" عن حصار تدمر، اعتماداً على "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، لم تبين كيف قطع تنظيم "داعش" مئات الكيلومترات وسط الصحراء من دون أن يعترضه أحد، في حين أن أية طائرة كان بإمكانها استهداف تلك الأرتال التي قدمت لتلك المسافة القريبة من المدينة الأثرية. إن هذه الحالة من الترويج الإعلامي للنظام كجهة تتعرض لهجمات إرهابية وطرف في محاربة الإرهاب غالباً ما يقوم بها "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قبيل أي حديث عن حل سياسي في سورية. مع العلم أن "المرصد" لا يزال المصدر شبه الوحيد للوكالات ووسائل الإعلام الغربية، والتي تأخذ منه المعلومات كمصدر معارض، أو محايد، الأمر الذي يدفع للتساؤل عن مدى حيادية هذا المصدر والدور الذي يلعبه في الأوقات الحرجة من خلال التسويق لروايات لا تخدم إلا النظام ومعسكره، أو من خلال ضرب مصداقية المعارضة كلما كان هناك ضرورة لهذا الترويج.

المساهمون