تحركات ولد الشيخ تثير غضب الشرعية اليمنية

تحركات ولد الشيخ تثير غضب الشرعية اليمنية

07 اغسطس 2015
وصول أول طائرة مدنية إلى مطار عدن (فرانس برس)
+ الخط -

بدأت تلوح في الأفق المرحلة الثالثة من عملية "السهم الذهبي"، التي تنفذها قوات الشرعية والتحالف العربي في اليمن، وتتّجه نحو أربع محافظات دفعة واحدة، بعد تمكّنها من تأمين الخط الواصل بين تعز ولحج وعدن، وكذلك الضالع ولحج وعدن. يأتي ذلك فيما تثير مبادرة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد التي يسوّقها حالياً، غضباً في صفوف الشرعية وأنصارها.

وكشفت مصادر سياسية يمنية أن أطرافاً سياسية داعمة للشرعية أبدت غضبها من تحركات ولد الشيخ أحمد ومبادرته التي يسوّقها وتتجاوز قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال مصدر سياسي يمني في الرياض لـ"العربي الجديد"، إن المبعوث الأممي "لم يصحُ إلا عندما بدأت بوادر عودة الشرعية إلى صنعاء على خلفية الخسائر التي تكبّدها الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح".

ولفت المصدر إلى أن "مبادرة ولد الشيخ أحمد تتجاوز قرار مجلس الأمن 2216، لا سيما أن أحد بنودها يقول بانسحاب مليشيات الحوثيين إلى صعدة من دون ذكر سحب الأسلحة وتسليمها للدولة وغيرها من البنود الأخرى والتي تتعارض مع جوهر القرار 2216، كما أن المبادرة قد تسبّب مشاكل وتزيد من تعقيد الأوضاع أكثر من حلحلتها في اليمن".

ويبدو أن الرد على تحركات ولد الشيخ أحمد يأتي من خلال التحركات الميدانية المتسارعة التي تقوم بها قوات الشرعية والتحالف العربي، في مختلف جبهات المعارك، وسط تعزيزات كبيرة للتحالف والشرعية تصل تباعاً إلى مختلف الجبهات.

وفي تطور هام، استقبل مطار عدن أمس الخميس أول طائرة مدنية آتية من جيبوتي بعد عودته إلى العمل، تابعة للخطوط الجوية اليمنية، وعلى متنها يمنيون كانوا لاجئين إلى هناك، وهو ما يؤكد أن المطار أصبح مؤمناً من قِبل قوات الشرعية والتحالف بعد نشر كتيبة داخله وفي محيطه. وكان المطار خلال فترة ما بعد تحريره، يستقبل فقط طائرات عسكرية تنقل مساعدات إنسانية ومعدات عسكرية، كما عاد عبره وزراء ومسؤولون حكوميون إلى عدن بعد تحريرها.

اقرأ أيضاً: وصول أول طائرة مدنية إلى مطار عدن

ميدانياً، واصلت "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية تطهير آخر الجيوب التي كانت تتواجد فيها مليشيات الحوثيين وصالح في لحج، لا سيما شمال غرب قاعدة العند الجوية في معسكر لبوزة، وجبل منيف. وقال مصدر قيادي ميداني لـ"العربي الجديد"، إن "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية، "قاما بتطهير معسكر لبوزة بشكل كامل، وحصار العشرات في جبل منيف، فيما عشرات الجثث لمليشيات الحوثيين وقوات صالح مرمية في الطرقات". ولفت المصدر إلى أن "المقاومة تقترب حالياً من حدود تعز، لا سيما بعد تقدّم قوة بشرية وعتاد لدعمها، وفتح خط إمداد بري إلى تعز، لإسناد المقاومة فيها، وتخفيف الضغط عليها من الجهة الجنوبية".

واتخذت قوات الشرعية والتحالف، بعد تحرير لحج، ولا سيما قاعدة العند، اتجاهين متوازيين في تقدّمها، الاتجاه الأول شمالاً باتجاه الضالع، والثاني باتجاه تعز، للمساعدة في دعم "المقاومة" فيهما لتحريرهما من مليشيات الحوثيين وصالح.

كما يشهد المحور الشرقي من اليمن تطوراً نوعياً، فمع التقدّم الكبير لقوات الشرعية في محافظة أبين، وبغطاء جوي كثيف من التحالف، ما أدى إلى هروب جماعي لمليشيات الحوثيين والمخلوع، وسط خسائرهم الكبيرة في أبين، بدأت تظهر طلائع تحرك جديد لقوات الشرعية والتحالف نحو شبوة ومأرب. وأشارت مصادر لـ"العربي الجديد"، إلى أن "قوات يمنية جديدة تم تدريبها في حضرموت، ومحافظة شرورة السعودية، وصلت عبر صحراء العبر إلى مشارف محافظتي شبوة ومأرب، معززة بآليات عسكرية وعتاد متطور، لدعم المقاومة فيهما، ومساعدتها لتحرير شبوة من المليشيات".

من جهة أخرى، تشير المعطيات الميدانية إلى أن التحالف وقوات الشرعية سلكت عدة خطوط عسكرية للوصول إلى إقليم آزال ومحاصرة صنعاء، من الشرق عبر حضرموت ومأرب، وجنوباً عبر الضالع والبيضاء وإب، وغرباً عبر تعز وصولاً إلى الحديدة، والبحر الأحمر، وميناء المخاء.

هذا الأمر ظهر من خلال تكثيف قوات الشرعية والتحالف لعملياتها العسكرية، وضرباتها لمليشيات الحوثيين وصالح، التي تتعرض لانهيارات كبيرة، في ظل الحصار المفروض عليها اقتصادياً، وتوقّف حصولها على موارد بشرية ومادية، وتوسع رقعة المقاومة ضدها، والانهيارات المعنوية لحاضنتهم الشعبية، بسبب أعداد الضحايا الكبيرة، والخسائر التي يتعرضون لها.

من جهة أخرى، أكد مدير الأمن السياسي في مطار عدن أحمد الدوبحي لوكالة "فرانس برس"، أن طائرة تابعة للصليب الأحمر نقلت من مطار عدن سبعة أسرى من الحوثيين، بينهم قياديون سُلموا مقابل الإفراج عن عشرين عنصراً من "المقاومة" كانوا محتجزين لدى الحوثيين. وقال المسؤول إنه "تم الإفراج عن عناصر المقاومة في شبوة عبر الصليب الأحمر الذي أشرف على عملية تبادل الأسرى".

اقرأ أيضاً: بعد تأمين عدن.. تحرير تعز الهدف التالي للتحالف العربي

المساهمون