وضع صعب على الجبهة الشرقية في أوكرانيا وسط التقدّم الروسي

وضع صعب على الجبهة الشرقية في أوكرانيا وسط التقدّم الروسي

13 ابريل 2024
جنود أوكرانيون يحضرون مناورات في كييف 10 إبريل الجاري (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الجيش الروسي يعلن سيطرته على بلدة بيرفومايسكي في أوكرانيا، مما يعكس تصعيدًا في الهجوم الروسي بعد الانتخابات الرئاسية، وتقدم القوات نحو تشاسيف يار.
- الجيش الأوكراني يواجه نقصًا في الذخيرة والعتاد بسبب تأخر المساعدات الغربية، مع تعزيز المناطق المهددة بوسائل دفاع جوي لمواجهة القوات الروسية.
- البرلمان الأوكراني يشدد العقوبات على التهرب من التجنيد عبر قانون جديد، وزيلينسكي يحذر من خسارة الحرب إذا استمر تعثر المساعدات الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار.

في الأيّام الأخيرة تدهور الوضع على الجبهة الشرقية في أوكرانيا بشكل كبير، بحسب ما كشف رئيس الأركان الأوكراني أولكسندر سيرسكي، اليوم السبت، مشيراً إلى "تصعيد" في هجوم الجيش الروسي الذي أعلن سيطرته على بلدة صغيرة بالقرب من أفدييفكا.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية أن الجنود "حرّروا" بيرفومايسكي في جنوب غرب أفدييفكا التي سيطروا عليها في فبراير/ شباط. وتعتدّ روسيا في الفترة الأخيرة بتقدّمها في المنطقة في وجه جيش أوكراني يفتقر إلى العديد والعتاد.

والقوّات الروسية ماضية في تقدّمها باتّجاه تشاسيف يار المدينة المهمة في الشرق التي تقول كييف إنها تتعرض "لنيران متواصلة". وكتب رئيس الأركان الأوكراني عبر "تليغرام": "الوضع على الجبهة الشرقية تدهور بشكل كبير في الأيام الأخيرة. وهذا عائد خصوصاً إلى تصعيد كبير في هجوم العدو بعد الانتخابات الرئاسية في روسيا" التي جرت في منتصف مارس/ آذار.

وأضاف سيرسكي أن الجيش الروسي يهاجم المواقع الأوكرانية في قطاعي ليمان وباخموت "بمجموعات هجومية مدعومة بمركبات مدرعة"، وكذلك في قطاع بوكروفسك. وأوضح أن ذلك "أصبح ممكناً بفضل الطقس الحار والجاف الذي جعل معظم المناطق المفتوحة متاحة للدبابات".

وتابع أنه رغم الخسائر، ينشر الجيش الروسي "وحدات مدرعة جديدة"، مما يسمح له بتحقيق "نجاحات تكتيكية".

"تفوّق تقني"

وفي الأيام الأخيرة، كثّف الروس ضغوطهم حول تشاسيف يار الواقعة على مرتفع على بعد أقل من ثلاثين كيلومتراً جنوب شرقي كراماتورسك، المدينة الرئيسية في المنطقة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية وتعد محطة مهمة للسكك الحديد والخدمات اللوجستية للجيش الأوكراني.

ومن شأن الاستيلاء عليها أن يتيح للجيش الروسي فرصة التقدّم في المنطقة. ويأتي هذا الهجوم في وقت حرج جدّاً للقوّات الأوكرانية التي تعاني من صعوبات في تجنيد مزيد من الجنود في وجه عدّو أكبر حجماً وأفضل تجهيزاً.

وتطلب كييف من حلفائها الغربيين المزيد من الذخائر وأنظمة الدفاع الجوي منذ أشهر. لكن المساعدات آخذة في النفاد بسبب العقبات السياسية في واشنطن، ما يجبر الجنود الأوكرانيين على الاقتصاد في ذخيرتهم.

وأكد رئيس الأركان الأوكراني أنه تم تعزيز المناطق المهددة بوسائل دفاع جوي. وقال إن "مسألة التفوق التقني على العدو في مجال الأسلحة عالية التقنية تطرح من جديد... بهذه الطريقة وحدها يمكننا التغلب على عدو أكبر"، معتبراً أنه من الضروري أيضاً "تحسين جودة تدريب العسكريين".

تعبئة عسكرية في أوكرانيا

وبعد أشهر من النقاشات الحامية في أوساط مجتمع أنهكته سنتين من الحرب مع روسيا، اعتمد البرلمان الأوكراني الخميس قانونا جديدا حول التعبئة العسكرية، في ظلّ تكاثر الهجمات البرّية على خطّ الجبهة ونقص في المتطوّعين للخدمة في صفوف الجيش.

وقوبل القانون الذي يشدّد بشكل ملحوظ العقوبات على الذين يتهرّبون من التجنيد بانتقادات بسبب حذف بند في اللحظة الأخيرة ينصّ على تسريح الجنود الذين أمضوا 36 شهرا في الخدمة، وهي ضربة قاسية لمن يقاتل على الجبهة منذ أكثر من عامين.

وحذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الآونة الأخيرة من أن بلده قد يخسر الحرب إذا بقيت المساعدة الأميركية المرتقبة بقيمة 60 مليار دولار عالقة في الكونغرس. ويبقى برنامج المساعدات العسكرية هذا حبيس الخلافات بين الديموقراطيين والجمهوريين، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وقال فولوديمير زيلينسكي الأحد "من دون دعم الكونغرس، سيكون من الصعب علينا الانتصار أو حتّى الصمود". وحذّر من أنه "في حال خسرت أوكرانيا الحرب، ستتعرض دول أخرى للهجوم".

(فرانس برس)