المعارضة لردع النظام السوري بمحيط دمشق

المعارضة لردع النظام السوري بمحيط دمشق

21 اغسطس 2015
النظام يواصل قصفه الأهالي بالبراميل المتفجرة (سمير الدومي/فرانس برس)
+ الخط -
تواصل قوات المعارضة السورية محاولاتها لردع قوات النظام عن اقتحام مدينة الزبداني التي لا تزال تتحصّن بها قوات المعارضة، وتتصدى لهجمات قوات النظام لليوم الواحد والخمسين على التوالي.

وتأتي هذه المحاولات من خلال فتح جميع جبهات القتال في محيط العاصمة السورية، دمشق، بهدف إشغال قوات النظام وتشتيتها، الأمر الذي يساهم في تخفيف وتيرة هجوم قوات النظام على مدينة الزبداني.

اقرأ أيضاً: سورية: الزبداني تنازع و"داعش" يخدم النظام في سهل الغاب

وواصلت قوات المعارضة السورية هجومها على منطقة إدارة المركبات قرب مدينة حرستا، الواقعة على بعد سبعة كيلومترات إلى الشمال من دمشق والتي تسيطر عليها قوات المعارضة. وأكد الناشط الإعلامي عضو مكتب دمشق الإعلامي، أبو العلا الدمشقي، لـ"العربي الجديد"، أن فصائل حركة "أحرار الشام" و"فجر الأمة" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، تعمل بشكل مشترك على التقدّم نحو إدارة المركبات بعد أيام قليلة من سيطرتها مع "جيش الإسلام" على المعهد الفني القريب منها.

 ونجحت قوات المعارضة بالتقدم من مدينة حرستا باتجاه منطقة حي العجمي قرب إدارة المركبات، بدون أن تتمكن من دخول إدارة المركبات التابعة لقوات النظام، والتي تعتبر أكبر ثكنة عسكرية تابع للنظام في المنطقة القريبة من أوتوستراد حمص دمشق الدولي الذي يتمتع بأهمية حيوية لقوات النظام.

وأشار الدمشقي إلى أن الاشتباكات العنيفة بين الجانبين أدت لمقتل واحد وعشرين عنصراً من قوات المعارضة جلّهم من عناصر فصيل "فجر الأمة" الذي يتواجد بشكل كبير في حرستا، في مقابل خسارة النظام لنحو ثلاثين قتيلاً إثر هذه الاشتباكات.

وترافق ضغط قوات المعارضة على قوات النظام السوري في محيط منطقة إدارة المركبات قرب حرستا مع هجوم لقوات "جيش الإسلام" على قوات النظام المتمركزة قرب تل كردي الواقع قرب مدينة دوما التي تسيطر عليها قوات المعارضة. وشهدت منطقة الاشتباكات بتل كردي ومحيطها عمليات كر وفر متبادلة بين الطرفين وقصف عنيف من قوات النظام السوري.

وردّت قوات النظام على محاولات قوات المعارضة الرامية للتقدّم في محيط دمشق بقصف البلدات التي تسيطر عليها المعارضة في غوطة دمشق الشرقية بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران الحربي الفراغية، حيث شنّت طائرات النظام السوري ست غارات جوية على بلدة عربين وخمس غارات على مدينة حرستا خلّفت أضراراً مادية كبيرة وأكثر من عشر إصابات، ثلاث منها في حالة خطرة، بحسب مصادر محلية في المدينة.

وجاء هذا القصف على مدينة حرستا بعد يوم واحد فقط من المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في المدينة، والتي راح ضحيتها اثنا عشر قتيلاً جلّهم من أعضاء المجلس المحلي في حرستا، وأعضاء الدفاع المدني فيها.

كما واصلت قوات النظام السوري قصفها لأحياء مدينة داريا التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية في غوطة دمشق الغربية بالبراميل المتفجرة، وذلك بعد محافظة قوات المعارضة على التقدم الأخير الذي أحرزته منذ أيام على محور الجمعيات، غرب المدينة.

وتزامن القصف المستمر لطيران النظام السوري على مدينة داريا مع اشتباكات اندلعت بين قوات المعارضة وقوات النظام في منطقة أوتوستراد السلام قرب بلدة خان الشيح القريبة من داريا في غوطة دمشق الغربية، بدون أن يتمكن أي منهما من إحراز تقدم ملحوظ في المنطقة.

التطور الأبرز في محيط العاصمة السورية دمشق، يوم أمس، كان تنفيذ قوات المعارضة السورية المتمركزة في منطقة القلمون أول محاولة جدية للتقدم نحو مدينة الزبداني وفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري وقوات حزب الله اللبناني عليها.

وأشارت مصادر من حركة "أحرار الشام الإسلامية" إلى أن قوات الأخيرة بالتعاون مع قوات المعارضة السورية الأخرى و"جبهة النصرة" في منطقة القلمون شنت هجوماً على حاجز جدودنا في منطقة الجبل الشرقي الملاصق لمدينة الزبداني كي تتمكن من السيطرة على دبابة لقوات النظام وكميات من الأسلحة والذخائر. وتزامن هذا الهجوم مع هجوم لقوات المعارضة المحاصرة في الزبداني على حاجز الكازية التابع لقوات النظام شرق مدينة الزبداني. ولم يؤدِ الهجومان إلى فك الحصار.

ورأى المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الهجمات العسكرية الأخيرة التي تشنها قوات المعارضة في محيط دمشق ضد قوات النظام تهدف بالدرجة الأولى إلى تشتيت قوات النظام وإجبارها على جلب مزيد من التعزيزات إلى مناطق الاشتباكات في محيط العاصمة بهدف تخفيف الضغط الذي تفرضه هذه القوات منذ أكثر من خمسين يوماً على قوات المعارضة المحاصرة في الزبداني.

وقال أبو زيد إن "قوات المعارضة التي تهاجم قوات النظام السوري في منطقتي إدارة المركبات وتل كردي عند أطراف غوطة دمشق الشرقية تتجه في الواقع نحو أوتوستراد دمشق حمص الدولي، الذي يتمتع بأهمية حيوية لقوات النظام، الأمر الذي يدفعها إلى تعزيز قواتها في المنطقة بهدف الدفاع عنه، وهذا يؤكد أن نية قوات المعارضة تتجه نحو تشتيت قوات النظام في محيط دمشق، وليس فك الحصار عن غوطة دمشق الشرقية، إذ إن فك الحصار عن الغوطة الشرقية يتطلب قيام قوات المعارضة بشنّ هجوم على قوات النظام في منطقة العتيبة، جنوب شرق الغوطة، أو في منطقة القلمون الشرقي إلى الشمال من الغوطة".

وأكد أبو زيد أن "النظام السوري سعى على الدوام إلى عقد اتفاقات هدنة طويلة الأمد في مناطق محيطة بدمشق من أجل تفرّغ قواته لعمليات عسكرية كبيرة كالعملية المستمرة في محيط مدينة الزبداني، غير أنّ قوات المعارضة باتت تعي ذلك جيداً؛ فقامت خلال الأيام الماضية بفتح جبهات القتال في غوطتي دمشق الشرقية والغربية بهدف إجبار قوات النظام على استبدال عناصر الرباط الذين يضعهم في العادة على الجبهات الهادئة بعناصر القوات الخاصة والدفاع الوطني والحرس الجمهوري المخصصين للعمليات العسكرية الصعبة والتصدي لهجمات قوات المعارضة الكبيرة".

اقرأ أيضاً: أهالي الزبداني يتصدون لمخططات التهجير الإيرانية

المساهمون