المعارضة السورية تفشل "الهجوم البري الأعنف" في الزبداني

المعارضة السورية تفشل "الهجوم البري الأعنف" في الزبداني

12 يوليو 2015
تشتعل مختلف الجبهات في سورية (الأناضول)
+ الخط -
تتواصل الاشتباكات العنيفة على مختلف الجبهات وبين مختلف الأطراف في سورية. وما إن تهدأ جبهة حتى تشتعل أخرى، سواء بين قوات النظام و"داعش" من جهة، أو بين الأخير وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى، وأخيراً بين النظام والفصائل المعارضة في جبهات عدّة.

وتحتل جبهة الزبداني الحيز الأهم، حيث تواصل قوات المعارضة السورية المسلحة تصديها على جبهات القتال في محيط مدينة الزبداني الواقعة في ريف دمشق الغربي، إذ أحبطت المزيد من هجمات قوات النظام وحزب الله اللبناني على جبهات القتال غرب وشرق المدينة، التي يحاول عناصر حزب الله اقتحامها منذ أكثر من أسبوع من دون أن ينجحوا، على الرغم من القصف العنيف الذي تشنّه طائرات النظام يومياً على المدينة.


ويؤكد ناشطون محليون في الزبداني، لـ"العربي الجديد"، أنّ اشتباكات عنيفة اندلعت، أمس السبت، بين فصائل المعارضة من جهة، وعناصر حزب الله وقوات النظام من جهة أخرى، في محيط منطقة السلطاني في الزبداني، تزامناً مع قصف عنيف من المدفعية الثقيلة، المتمركزة عند حواجز الحوش والأتاسي على أطراف المدينة. وكان عناصر حزب الله اللبناني قد شنوا، في وقت سابق، هجوماً برياً هو الأعنف من الجهة الغربية للمدينة، في محيط مناطق الجمعيات والزهراء وقلعتي الكوكو والتل، إلّا أن عناصر حركة "أحرار الشام" وفصائل "الجيش السوري الحر" تمكّنوا حتى الآن من صدّهم ومنعهم من إحراز أي تقدم في محاور القتال.

وتواصل ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف القوات التي تهاجم المدينة، ويشير ناشطون إلى سقوط قتيلين جديدين في صفوف حزب الله أثناء الاشتباكات التي شهدتها المدينة أمس السبت.
في غضون ذلك، تتواصل لليوم الثاني على التوالي الاشتباكات العنيفة بين عناصر من "جبهة النصرة" من جهة، وعناصر الجبهة الشعبية (القيادة العامة) من جهة ثانية، التي تحاول اقتحام مناطق سيطرة "النصرة" في مخيم اليرموك، من دون أن تنجح في ذلك حتى الآن. وأكدت معلومات صحافية مقتل سبعة عناصر من الجبهة الشعبية على الأقل في هذه الاشتباكات.

أما في ريف حمص الشرقي، فتركزت الاشتباكات بين تنظيم "الدولة الاسلامية" وقوات النظام السوري. وفي السياق نفسه، يوضح أحد الناشطين المحليين أن تنظيم "داعش" فجّر بعد منتصف ليل الجمعة – السبت عربتين مفخختين استهدفتا نقاط تمركز لقوات النظام في القرب من مدخل المحطة الرابعة للغاز، في منطقة جحار في ريف حمص الشرقي، مما أدى إلى مقتل وجرح نحو عشرين من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين، لتلي ذلك اشتباكات بين عناصر التنظيم من طرف وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في المنطقة.

اقرأ ايضاً: النظام السوري يواصل قصف الزبداني والمعارضة تصد هجوماً برياً 

ويؤكد ناشطون في حمص لـ"العربي الجديد"، وقوع اشتباكات في ريف المدينة الشرقي بين قوات النظام و"داعش"، وأن ثمة مواجهات مماثلة تدور في محيط مدينة تدمر.
وجاء استهداف "داعش" حواجز قوات النظام في منطقة ريف حمص الشرقي بعد يوم واحد فقط من التقدم الواضح الذي حققته قوات النظام في ريف مدينة تدمر الغربي، الذي يسيطر عليه "داعش". وتؤكد مصادر محلية في المدينة تمكّن "داعش" من تدمير ثلاث دبابات لقوات النظام على الأقل غرب مدينة تدمر. وردت قوات النظام بقصف مناطق سيطرة "داعش" في المدينة ومحيطها بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطائرات النفاثة، من دون أن يدفع ذلك عناصر "داعش" إلى الانسحاب من المدينة حتى الآن.

وأكدت معلومات أن الاشتباكات والقصف المتبادل الذي شهدته المناطق الواقعة إلى الغرب من مدينة تدمر، تسببا أمس السبت في مقتل 12 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بالإضافة إلى مقتل وجرح 30 عنصراً على الأقل من تنظيم "داعش". وتحدثت بعض المعلومات عن إرسال النظام تعزيزات عسكرية إلى تدمر، في ظل عشرات الغارات والقصف الجوي، فيما بدا أنه محاولة لاسترجاع المدينة، التي سيطر عليها التنظيم أواخر مايو/أيار الماضي.


وواصل الطيران الحربي، التابع لقوات النظام، قصف أحياء مدينة الحسكة الجنوبية التي يسيطر عليها "داعش"، إذ شنّ طيران النظام الحربي أكثر من 15 غارة على أحياء النشوة الغربية والنشوة فيلات ومنطقة الرصافة، فردّ التنظيم بقصف حيّ العزيزية، الذي تسيطر عليه قوات النظام في مدينة الحسكة بقذائف الهاون. ويقول الناشط الإعلامي، فرات الحسكاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ الغارات استهدفت "الفيلات الحمر والنشوة وأدت إلى احتراق الطابق الثاني والثالث في بناء دائرة النفوس، وكذلك اشتعلت النيران في كلية التربية، التي تبعد عن فرع الأمن الجنائي نحو 500 متر".

في سياق آخر، جدّدت طائرات النظام السوري المروحية قصف مدينة الباب في ريف حلب الشرقي التي تخضع لسيطرة "داعش" بالبراميل المتفجرة، مما أدّى إلى مقتل أكثر من عشرين شخصاً، بعد قصف طيران النظام سوقاً شعبية في المدينة. ونقل مركز حلب الإعلامي عن منظمة "إسعاف بلا حدود" الطبية، أمس السبت، توثيقها لأسماء 21 قتيلاً، وأكثر من 40 جريحاً، كحصيلة أولية للقصف الذي طال سوقاً شعبية في المدينة، الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".

جنوباً، ألقى الطيران المروحي التابع لقوات النظام ثلاثة براميل متفجرة على مناطق في بلدتي الجيزة وصيدا، التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية، لترد الأخيرة بقصف منطقة المساكن العسكرية في بلدة أزرع، التي تسيطر عليها قوات النظام، بقذائف الهاون والصواريخ، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف قوات النظام المتمركزة هناك، بحسب مصادر محلية في المنطقة. وقصفت قوات النظام قرى الحويجة والعنكاوي وقسطون في سهل الغاب، في الريف الشمالي الغربي لمدينة حماة، ومناطق في بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، ومناطق في بلدة سلمى في جبل الأكراد، في ريف اللاذقية الشمالي.

اقرأ أيضاً: "داعش" يتقدم بالحسكة وأربع سيارات مفخخة تستهدف القوات الكردية

المساهمون