كنيسة "الخبز والسمك" في مرمى اعتداءات عصابة "جباية الثمن"

كنيسة "الخبز والسمك" في مرمى اعتداءات عصابة "جباية الثمن"

19 يونيو 2015
حرق كنيسة الطابغة من قبل العصابة المتطرفة (العربي الجديد)
+ الخط -
سلّط الاعتداء على كنيسة "تكثير الخبز والسمك" في كفر ناحوم، والمعروفة أيضاً باسم كنيسة الطابغة، الضوء على الاعتداءات الإرهابية لعصابات "جباية الثمن" الصهيونية على المقدسات في فلسطين، حيث شهدت في العامين الماضيين جملة من الاعتداءات الإرهابية شنتها هذه العصابة، وطاولت مساجد في طوبا الزنغرية وأم الفحم ووادي عارة، بشكل أساسي في البداية، قبل أن تمتد لتطاول كنائس في يافا واللطرون والقرى المهجرة. 


اقرأ أيضاً: عصابة "تدفيع الثمن" تتمادى في اعتداءاتها في القدس 

وكان متطرفون، قد أقدموا أمس الخميس، على إشعال النار في كنيسة "معجزة تكثير الخبز والسمك" التاريخية في الطابغة الواقعة على الضفاف الشمالية لبحيرة طبريا، إلى جانب كفر ناحوم. وخط المعتدون شعارات باللغة العبرية ضدّ الديانة المسيحية، متهمين أتباعها بالوثنية. وهو الاعتداء الثاني على هذه الكنيسة التاريخية التي تعتبر من أقدم الكنائس في فلسطين. ويعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي. 

وتشهد الكنائس والمقدسات المسيحية اعتداءات مستمرة من قبل متطرفين يهود وعصابات "جباية الثمن". وكان قد تم الاعتداء وتدنيس مقبرة قرية كفر برعم المهجرة قبل شهرين، عبر تكسير شواهد القبور والصلبان. كما تعرضت كنيسة قرية البصة المهجرة إلى اعتداء على المصلين في العام الماضي خلال صلاة ومراسم العماد فيها. 

وشهدت كنيسة السيدة في قرية إقرث المهجرة اعتداءات متكررة من قبل "جباية الثمن"، وسرقة محتوياتها. وكانت شرطة الاحتلال قد داهمت قرية إقرث المُهجّرة في الجليل الأعلى قبل عام، واقتلعت الأشجار التي زرعها العائدون من أبناء القرية، وصادرت الممتلكات، وسط اعتداء وحشي على "شباب العودة" الذين عادوا إلى القرية رغم التهجير. 

ولم تنج كنائس القدس المحتلة من الاعتداءات وجرائم الكراهية، كما تطلق عليها الكنيسة، إذ تم الاعتداء على دير بطريكية الروم من قبل مجموعة من المستوطنين المتطرفين.

وأثار الاعتداء على كنيسة "تكثير الخبز والسمك" في كفر ناحوم موجة سخط واستنكار من كافة الجهات الأهلية في فلسطين الداخل. وأصدر مجلس رؤساء الكنيسة الكاثوليكية في القدس المحتلة بيانا قال فيه: "يأتي هذا الاعتداء في الوقت الذي ما زلنا نستذكر فيه اعتداءات عديدة ومتكررة على مقدسات مسيحية وغير مسيحية؛ وهي تقدر بالعشرات خلال السنوات القليلة الماضية، في حين نكاد لا نسمع عن تقديم الجناة للعدالة في الغالبية العظمى من هذه الاعتداءات. أصبحنا وأصبحت مقدساتنا المسيحية في خطر. ونحن نتساءل: أين الحكومة وأين الأمن لنا ولمقدساتنا؟".

وقال مستشار الكنيسة الكاثولكية، وديع أبو نصار، لـ "العربي الجديد": :نحن في حالة قلق كبير، هذا ليس الاعتداء الأول وقد لا يكون الأخير. نحن قلقون من هذه الظاهرة، والتي كانت قبل شهرين في قرية كفر برعم، وقبلها بأشهر تم الاعتداء على دير بطريكية الروم في القدس. وقبل سنة كان في كتابات واعتداء على نفس الكنيسة. هناك حاجة ماسة إلى علاج جذري لا يمكن الاستمرار بما عليه".

من جهته، دان النائب باسل غطاس عن حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" "العمل الإجرامي الذي قامت به هذه الليلة عصابات تدفيع الثمن اليهودية الإرهابية في كنيسة الطابغة. وعلى الرغم من عجز الشرطة التاريخي، لكن نطالبها بالتحقيق في هذه الجريمة وكشف المسؤولين عنها، وتقديمهم للعدالة. الفعل الإجرامي للجماعة الإرهابية اليهودية الدينية لا يفرق بين الأماكن المقدسة للمسملين والمسيحيين، والتعصب الديني يثبت أنه لا يولد سوى العنف والإرهاب والحروب. عصابات تدفيع الثمن تنمو وتقوى بسبب الفشل المدوي لأجهزة الشرطة والأمن حتى الآن في الكشف عن المجرمين وتقديمهم للمحكمة"، مشيراً إلى أنه سيتوجه في الأيام المقبلة لمراقب الدولة، مطالباً إياه "بالتحقيق في هذا الموضوع". 

واستنكرت مؤسسة الميزان لحقوق الإنسان الاعتداء، وقالت في بيان "نحن نرى في هذا الاعتداء، اعتداءً على كل جماهيرنا الفلسطينية في الداخل، وعلى حرياته الدينية، وعلى دور العبادة، واستمراراً لحملة اعتداءات سبقت على مساجد وكنائس وممتلكات عامة وخاصة". كما استنكرت بلدية الناصرة، هي الأخرى الاعتداء على الكنيسة.

وتأتي هذه الاعتداءات المصحوبة في ظل تغاضي سلطات الاحتلال في الكشف عن الجناة، على الرغم من وقوع عشرات الاعتداءات، في الوقت الذي تحاول حكومة الاحتلال الادعاء بشكل دائم أن الأقليات في الشرق الأوسط لا تنعم بالهدوء والأمن إلا في إسرائيل.

المساهمون