البرزاني يحمل "الدولة الكردية" إلى البيت الأبيض

البرزاني يحمل "الدولة الكردية" إلى البيت الأبيض

03 مايو 2015
يرى الأكراد أن لديهم مقومات الدولة (صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن البيت الأبيض ومصادر كردية، أن رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، يبدأ اليوم الأحد زيارة إلى واشنطن تمتد لأسبوع، يتوقع خلالها أن يطرح ملف "الدولة الكردية" على الأميركيين بعد أن يتم استقباله في البيت الأبيض من قبل الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن.

اقرأ أيضاً: كردستان يلزم برلمانه بوضع دستور خلال 3 أشهر

وقالت مصادر كردية لـ"العربي الجديد"، إن البرزاني غادر الإقليم أمس، متوجهاً إلى الولايات المتحدة، في زيارة اتفق العديد من السياسيين والمسؤولين الأكراد على أنها لن تكون زيارة عادية.

وكان البرزاني قد زار الولايات المتحدة عدّة مرات، فيما دخل المكتب الرئاسي بشكل رسمي ثلاث مرات؛ مرتين في عهد جورج بوش الابن، ومرة في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما، وستكون الزيارة الجديدة الرابعة الرسمية له.

وعلق رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، فؤاد حسين، على الزيارة في تصريحات صحافية قائلاً، إن "البرزاني يذهب بملف الدولة الكردية إلى البيت الأبيض، وسيعرضه على باراك أوباما".

وأكد أن البرزاني كان قد أرسل رسالة إلى الرئيس الأميركي حملت موافقته على دعوته له لزيارة الولايات المتحدة، وأبلغه أنه سيلبي الزيارة عما قريب، مشيراً إلى الملفات "المهمة" التي يودّ أن يطرحها أثناء اللقاء، ومنها ملف استقلال كردستان العراق.

وقال حسين إن الحرب ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومعركة الموصل، ومشاركة البشمركة الكردية فيها، والعملية السياسية في العراق ستكون ضمن أجندة اللقاء.

وكانت جهود البرزاني للاستقلال قد تلقت دفعة معنوية أخيراً، عندما أعلن الكونغرس عن احتمال توجه الحكومة الأميركية نحو دعم إقليم كردستان والسنة، بشكل منفصل عن الحكومة العراقية، وهو الطلب الذي يلح عليه الأكراد منذ عام على إثر الحرب على "داعش".

وتمهيداً لزيارته إلى الولايات المتحدة، كان البرزاني قد جمع قادة وممثلي الأحزاب السياسية والكيانات القومية في إقليم كردستان، وذلك في الـ 20 من الشهر المنصرم، وأبلغهم بأمر الزيارة، وحدثهم عن أهم ملف سيحمله معه إلى واشنطن وهو "الدولة الكردية".

وقال عبد الرحمن فارس عبد الرحمن، رئيس كتلة الحزب الشيوعي في برلمان كردستان، الذي شارك في الاجتماع مع البرزاني، لـ "العربي الجديد"، إن الأخير "قال إنه أعد ملفاً عن الدولة الكردية، وسيأخذه معه إلى الولايات المتحدة لبحثه".

وأضاف "نعتقد أن قضية استقلال كردستان تبقى قضية تخص الشعب الكردي، ويجب ألا نربطها بتدهور العلاقة مع بغداد أو تحسنها، أو طبيعة العلاقة مع الدول الغربية، الاستقلال حق لشعبنا الكردي؛ وهو من سيبدي الرأي حول ذلك".

وأشار إلى أن كافة الأحزاب السياسية في إقليم كردستان التي شاركت بالاجتماع مع البرزاني "كانت متفقة تماماً من دون أي اعتراض على أن يقوم البرزاني بعرض استقلال كردستان خلال لقاءاته في الولايات المتحدة، وخلال لقاءاته مع قادة الدول الأخرى أيضاً".

وأضاف "لدينا كل مقومات الدولة، هذه هي الأرض وهذا هو الشعب، ولدينا برلمان وحكومة وشرطة وبشمركة، إذاً ليس هناك من داع للاعتراض".

وتواجه جهود البرزاني ومؤيدي استقلال إقليم كردستان العراق معارضة شديدة في داخل العراق، وفي عواصم الدول المجاورة للعراق.

وأصدر العديد من السياسيين المتنفذين في العراق مواقف مشددة إزاء قرار الكونغرس الأميركي في 27 أبريل/نيسان الماضي، والقاضي بمنح أسلحة للبشمركة الكردية وللعشائر السنية بشكل مستقل عن الحكومة العراقية.

واعتبر القادة العراقيون، ومنهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، ومكتب مرجع الشيعة الأعلى علي السيستاني، أن من شأن الخطوة الأميركية أن تقسم العراق. كما وجهوا اتهامات إلى واشنطن بالازدواجية في المواقف، "إذ يعلنون دفاعهم عن وحدة العراق، ويوافقون على تشريعات تؤدي إلى تقسيم العراق"، على حدّ تعبيرهم.

وليس القادة العراقيون من العرب وحدهم من يعارض تقسيم واستقلال كردستان، فهناك أطراف سياسية كردية أيضاً تتحفظ بشدة على الاستقلال.

ويعرض المعارضون لإعلان "الدولة الكردية" تبريرات، مفادها بأن ذلك سيجلب الكثير من المشاكل للأكراد، وسيؤدي إلى وقوع صدام مع الحكومة المركزية العراقية والأطراف المختلفة فيها؛ وكذلك مع القوى الإقليمية المعارضة لذلك.

اقرأ أيضاً التقسيم يضرب العراق: بعد البصرة.. كركوك تريد تشكيل إقليم 

إقليمياً، تعارض دول الجوار العراقي، وهي تركيا وسورية وإيران استقلال كردستان. لكن قوة هذا الاعتراض تختلف من عاصمة لأخرى؛ فدمشق مشغولة بوضعها المعقد بسبب الحرب القائمة فيها منذ 2011، فيما أنقرة خففت لهجة الاعتراض كثيراً عما كانت عليه في العقود السابقة، أما أقوى الأصوات المعارضة حالياً هي طهران.

ويقول المسؤولون الأكراد إن ذهابهم نحو الاستقلال وإعلان "الدولة الكردية" يساهم في دفع الدول المجاورة للعراق، بمسلّحي (داعش) نحو شن الحرب على كردستان.

وقد غمز البرزاني بهذا الأمر في وقت سابق، رغم أنه لم يسم "الدول المجاورة" التي تحرّض "داعش" لمهاجمة كردستان.

ويرى مراقبون أن إيران لها دور رئيسي، وبدرجة أقل تركيا، في العمل على تخريب إعلان الدولة الكردية، وقد أدت الحرب بالفعل إلى تأجيل المشروع، إذ كانت سلطات إقليم كردستان العراق تنوي أن تقيم استفتاءً حول الاستقلال خلال 2014.

وكان فؤاد حسين قد ذكر أن "البرزاني أبلغ قادة وممثلي الأحزاب السياسية في كردستان، وأكد لهم أن إعلان الدولة الكردية مفروغ منه، حتى وإن تم الإعلان على دولة مساحتها ثلاثة أمتار".

وكان البرزاني قد أبلغ ممثلي الأحزاب السياسية وممثلي الكيانات غير الكردية مثل التركمان والمسيحيين، بأن السياسة الأميركية حول تأسيس دولة كردية تغيرت بعد حرب (داعش)، مضيفاً أن "واشنطن لا مانع لديها".

المساهمون