هدنة الأيام الخمسة في اليمن شكلية... بفعل المليشيات

هدنة الأيام الخمسة في اليمن شكلية... بفعل المليشيات

18 مايو 2015
غالبية المحافظات تضررت من الهدنة (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
انتهت الهدنة الإنسانية، عند منتصف ليل أمس، بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح من جهة، وبين التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة ثانية، فيما لم تسجل أي هدنة بين الأطراف اليمنية الداخلية، وسط اشتداد المعارك في معظم مناطق اليمن، شماله وجنوبه، غربه وشرقه.

اقرأ أيضاً اليمن: فساد الحوثيين يقلل فرص وصول المساعدات إلى المحتاجين

وفي ظل تأزم الوضع الإنساني، اقتصرت أعمال الإغاثة على المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي بامتياز، فيما لم تصل إلى المناطق المنكوبة سوى قذائف "الهاون" والدبابات، لتحصد خلال فترة الهدنة الإنسانية مئات القتلى والجرحى.
ومنذ الساعات الأولى للهدنة يوم الثلاثاء الماضي في 11 من الشهر الجاري، واصلت مليشيات الحوثيين والمخلوع، وبشكل أعنف، قصف كل من عدن ولحج وأبين والضالع وتعز ومأرب، فيما استمرت المواجهات بشكل أكبر من السابق، وتمكّنت مليشيات الحوثيين والمخلوع، من السيطرة على مناطق في أبين ولحج، غير أنها خسرت عدداً من المواقع في عدن ولحج وتعز والضالع ومأرب وشبوة.


وشكّلت تعز وعدن والضالع محور الأحداث؛ ففي تعز، وصل عدد القتلى والجرحى منذ بداية الهدنة إلى ما يقارب مائتين وخمسين قتيلاً وجريحاً، غالبيتهم من المدنيين، إضافة إلى تدمير أكثر من مائة وعشرين من المنازل والمباني والمحلات والمرافق، إما كلياً أو جزئياً، فضلاً عن توسع المعارك لتصل إلى مناطق خارج المدينة تعز، لا سيما في صبر والمسراخ. وبحسب مصادر حقوقية، فقد تمدّدت المعارك لتصل إلى مناطق أخرى، ما يدلّ على أنّ تعز لم تصلها الهدنة، أو المساعدات الإنسانية الإغاثية، رغم إعلانها محافظة منكوبة.
وقال الصحافي صلاح قعشة لـ "العربي الجديد"، إن "محافظة تعز لم تشهد أي هدنة إنسانية بتاتاً، إذ تواصلت عملية إمطار منازل المدنيين بالقذائف المختلفة، بل شهدت تصعيداً في العمليات العسكرية، بحيث أرسلت مليشيات الحوثي والمخلوع تعزيزات إضافية من مسلّحين وآليات عسكرية، ما فاقم الوضع الإنساني في مختلف النواحي".
وأضاف قعشة أنّه "وفي سياق غير أخلاقي، ونتيجة لضربات المقاومة الشعبية، استمر استهداف المدنيين من قبل التحالف الحوثي والمخلوع، بقذائف الدبابات والهاون والمدافع مختلفة الأحجام، والذي خلف عشرات الضحايا وحالة من الهلع".
وأشار قعشة إلى أن ذلك لم يقتصر على محافظة تعز "فقد كانت الخروقات مستمرة في محافظات الضالع وعدن ومأرب، وهو ما يشير إلى نمط متكرر من انعدام الالتزام الأخلاقي للتحالف الحوثي".
وفي عدن أيضاً، ارتفعت وتيرة المواجهات خلال الهدنة الإنسانية؛ وعلى الرغم من القصف والتعزيزات العسكرية لمليشيات الحوثي والمخلوع، في محاولة للسيطرة على عدد من المناطق، في شمال وشرق وغرب عدن، فإنها فقدت عدداً من المواقع على يد "المقاومة الشعبية"، والتي قالت إنها أيضاً لم تبلغ عن وجود هدنة مع ما وصفتها بـ "مليشيات العدو"، مضيفة أنها ستواصل الدفاع عن نفسها ومناطقها.
وقدّرت مصادر حقوقية لـ "العربي الجديد" أنه "وخلال الهدنة الإنسانية المعلنة، من قبل التحالف ومليشيات الحوثيين والمخلوع، قُتل أكثر من 40 شخصاً وجُرح أكثر من مائة". وأشارت إلى أن عدد قتلى المواجهات من المدنيين ورجال القبائل في مأرب، تجاوز العشرين، فيما جُرح أكثر من ثلاثين.

وبحسب الناشط صالح مسعد في حديث إلى "العربي الجديد"، فإن محافظة الضالع "لم تصلها الهدنة الإنسانية ولا المساعدات، كما أن عدد القتلى تجاوز الـ 25، فضلاً عن سقوط أكثر من 60 جريحاً غالبيتهم من المدنيين، وسط استمرار عنيف للقصف، طال مناطق كثيرة لم تكن ضمن القصف طوال فترة ما قبل الهدنة".


ومثلت تعز وعدن والضالع أكثر المحافظات تضرراً، لجهة عدد القتلى والجرحى، وتوسع المواجهات وتعرضها للقصف، فضلاً عن تدمير عدد كبير من المنازل وقطاع الخدمات الإنسانية، وانقطاع الكهرباء والماء والاتصالات والإنترنت، فضلاً عن أعداد النازحين الكبيرة، خلال فترة الهدنة، فيما منعت وصول المساعدات الإنسانية الإغاثية، إلى عدن وتعز والضالع ولحج وأبين ومأرب وشبوة، لكنها وصلت إلى ذمار وصنعاء وعمران وحجة وصعدة، وهي محافظات تعدّ معقل الحوثيين.
وتشير مصادر في صعدة لـ "العربي الجديد"، إلى أن المئات من المدنيين في صعدة لجأوا إلى المناطق المجاورة للحدود السعودية اليمنية خلال فترة الهدنة.
وهكذا لم يستفد أحد من الهدنة الإنسانية التي انتهت ليل الأحد، إلا مليشيات الحوثيين والمخلوع التي أعادت ترتيب نفسها من جديد، كما تمكنت من نقل عتاد عسكري وبشري إلى مناطق المواجهات، في مختلف الجبهات، وبحريّة تامة. ونجحت في تزويد نفسها بالوقود، والتموينات الغذائية، ونقل الأموال، فضلاً عن قيامها بتوزيع المساعدات الإنسانية الإغاثية الدولية، والتي وصلت إلى مطار صنعاء وميناء الحديدة في مناطقها، بينما منعت وصولها إلى المناطق المنكوبة، لا سيما الجنوبية منها، ومناطق الوسط كتعز وأب، فضلاً عن مأرب والبيضاء والجوف، بحسب مصادر حقوقية.
وتجاوز الأمر المساعدات الإنسانية، إذ تمكّنت مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، من إعادة نصب منصات إطلاق الصواريخ في سواحل عدن وقاعدة العند، وفي تعز، فضلاً عن سعيها إلى إعادة ترميم مدرجات عدد من المطارات، بحسب مصادر عسكرية. كذلك قامت مليشيات الحوثيين والمخلوع، خلال فترة الهدنة، بتدمير أكثر من ثلاثين منزلاً في عدن وأبين ولحج والضالع وشبوة وتعز.

المساهمون