جسر جوّي إيراني من بغداد إلى حلب لنجدة الأسد

جسر جوّي إيراني من بغداد إلى حلب لنجدة الأسد

24 فبراير 2015
مسلّحون سوريون ولبنانيون وإيرانيون قالت المعارضة إنها أسرتهم(لأناضول)
+ الخط -
دفعت الانتصارات الأخيرة التي حققتها فصائل المعارضة السورية، في ريف حلب، النظام السوري الى استقدام المزيد من المقاتلين الأجانب المتطوعين للقتال الى جانبه، مستخدماً الأجواء العراقية التي ما تزال المنفذ الجوي الوحيد له مع إيران، رغم تعهدات سابقة من قبل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بمنع استخدام أجواء بلاده لدعم أي من أطراف النزاع في سورية.
وكشف برلماني عراقي بارز، فضل عدم نشر اسمه لـ"العربي الجديد"، عن عبور المئات من المقاتلين الأفغان والإيرانيين، الى دمشق عبر الأجواء العراقية، منذ مساء الجمعة وحتى صباح الاثنين، لدعم مقاتلي نظام بشار الأسد في جبهة حلب المشتعلة منذ أيام.

اقرأ أيضاً (سورية: "لواء الفاطميين" جديد معركة الجنوب)

وأوضح البرلماني أن "إيران لم تستأذن العراق، في عبور طائرات تابعة لشركة الخطوط الجوية الإيرانية ،"إيران آيرز"، محملة بالمئات من المقاتلين الأفغان والإيرانيين الى دمشق، بعد أيام من مغادرة مقاتلي مليشيا (الخرساني) العراقية الى دمشق، عبر مطار بغداد، بحجة زيارة السيدة زينب هناك".
وأضاف المصدر نفسه، الذي أكد امتلاكه أدلة على تلك المعلومات، أن "ما لا يقل عن 500 مقاتل شيعي، سافروا من إيران الى دمشق عبر الأجواء العراقية، من بينهم نجل عضو بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، كان برفقته مقاتلون من الحرس الثوري الإيراني، ومصورون من محطة تلفزيونية إيرانية، لتصوير عملية قتله للسوريين" على حد وصفه.

إقرأ أيضاً: قوات "جهادية" إيرانية إلى العراق وسورية

وفي السياق نفسه، أكّد مسؤول في سلطة الطيران المدني العراقية، عبور ثلاث طائرات إيرانية مدنية إلى سورية عبر العراق، خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية. وقال المسؤول الذي يشغل منصباً في قسم الرصد والسيطرة بمطار بغداد، وفضل عدم نشر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "لطائرات الإيرانية عبرت عند الساعة التاسعة مساء الجمعة، والحادية عشرة صباح السبت، والثالثة صباح الاثنين، وأخطرنا مكتب وزير النقل باعتباره الجهة المشرفة على ملف الأجواء في البلاد، ولم نتلق أي ردّ وهو ما يعني الموافقة والقبول".

ولفت المسؤول نفسه، إلى أن "واحدة من تلك الطائرات لم تسجل عودتها بعد من سورية، إذ تجري العادة أن تعود الطائرة الإيرانية أدراجها، إلى نقطة انطلاقها من إيران في اليوم نفسه بعد أن تدخل المجال الجوي العراقي".

ورأى المحلل السياسي العراقي محمد المازني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "عودة استغلال إيران للمجال الجوّي العراقي لدعم الأسد، خطر كبير على العراق الذي يكافح حالياً من أجل إعادة كسبه الثقة مع دول الخليج ومحيطه العربي". 
وقال المازني إن "رئيس الوزراء العبادي، سيكون في موقف محرج للغاية أمام الدول العربية، خصوصاً دول الخليج، على استئناف إيران استغلال الأجواء العراقية لدعم الأسد، مثلما كانت في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وهي رسالة سيئة مفادها بأن الحكم في العراق ما زال على حاله".

غير أنّ المازني، أشار إلى أن "العبادي لا يملك سلطة على وقف خطوط الإمداد الجوي الإيراني الى دمشق، لأنّه يقع تحت ضغط كبير من المليشيات المسلّحة الممولة إيرانياً، والموجودة في العراق حالياً، ويمكن لإيران اللعب بهذه الورقة متى شاءت، لذا يمكن وصف حاله، بالورطة الكبيرة التي وُضع فيها، ولم يضع نفسه بها، على عكس المالكي".
وأكّد أنّ "التهافت الإيراني على تقديم دفعات الدعم البشرية تلك، جاء عقب سلسلة هزائم تلقتها قوات الأسد وحزب الله، في ريف حلب خلال الأيام الماضية، أسفرت عن مقتل وأسر العشرات منهم، خصوصاً في مناطق الرتيان وحردتنين إلى الشمال من حلب". 

وفي سياق متصل، كشف قيادي بارز في مليشيا "أبو الفضل العباس"، في العراق ويدعى عبد البصري لـ"العربي الجديد"، أن "زعيم فيلق القدس قاسمي سليماني غادر في الثامن عشر من الشهر الجاري من بغداد إلى سورية"، وجرى على إثرها استدعاء المقاتلين الذين وصفهم بـ"المجاهدين".
وأوضح البصري في اتصال هاتفي، أن "جبهة العراق وسورية واحدة، ونحن في حرب واحدة ضدّ عدو واحد، ومتى ما كان هناك ضعف في جبهة ما نعزّزه في الجبهة الأخرى، كما يفعل الإرهابيون تماماً".

في المقابل، حصلت العربي الجديد على معلومات من مصادر حكومية عراقية، تفيد ببدء عدد من أعضاء البرلمان، بحملة جمع تواقيع لاستضافة رئيس الوزراء حيدر العبادي، والاستفسار منه داخل البرلمان، عن مسألة عودة النشاط الجوي الإيراني إلى سابقه بدعم الأسد عبر العراق، وهو ما يخالف المادة الثامنة من الدستور، التي تنص على أن " يرعى العراق مبادئ حسن الجوار، ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويسعى لحل النـزاعات بالوسائل السلمية، ويقيم علاقاته على أساس المصالح المشتركة والتعامل بالمثل، ويحترم التزاماته الدولية".

المساهمون