قوات "جهادية" إيرانية إلى العراق وسورية

قوات "جهادية" إيرانية إلى العراق وسورية

04 فبراير 2015
المقاتلون الإيرانيون سينضمون لمليشيا عصائب الحق (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر عسكرية عراقية وأخرى سياسية، لـ"العربي الجديد"، عن دخول أول وجبة من المتطوعين المدنيين الإيرانيين غير المنتمين لأي تشكيل نظامي، الى العراق لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، عقب موافقة المرشد الأعلى، علي خامنئي، على ما اعتبره "الجهاد في العراق وسورية".
وأبلغ مسؤول عسكري عراقي رفيع في وزارة الدفاع، فضل عدم نشر اسمه، "العربي الجديد"، في اتصال هاتفي، أن "المعلومات المسرّبة حول دخول متطوعين جهاديين شيعة الى العراق لا ينتمون الى التشكيلات الإيرانية الرسمية صحيح، وهم لا يتجاوزون العشرات، ودخلوا البلاد رسميّاً، مطلع الأسبوع الماضي، برفقة شركة "مهران" للسياحة والسفر، الناقل الأول للسفرات الدينية الإيرانية بين العراق وإيران".
وأوضح المسؤول الذي يشغل منصب عميد ركن في هيئة رئاسة أركان الجيش أن "غالبية المقاتلين شبان تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً تقريباً. ويوجد بينهم، أيضاً، عسكريون متقاعدون، يتواجدون، حاليّاً، في محافظتي صلاح الدين، تحديداً في سامراء فضلاً عن ديالى شرق العراق".

وبين أن "المجموعة التي دخلت انضمت الى مليشيا العصائب الممولة، أصلاً، من إيران وبشكل حصري، وهم من الشريحة المتدينة في إيران".
وأكّد المسؤول نفسه أنّها المرة الأولى التي تدخل فيها قوات إيرانية غير نظامية لا تنتمي إلى الحرس الثوري، الذي يضمّ تشكيلات عدة كـ"فيلق القدس"، بزعامة قاسم سليماني المتواجدة في العراق.

ويتوقع أن تثير الخطوة حفيظة دول عربية وإسلامية مختلفة تسعى إلى منع مواطنيها من التوجه الى العراق والقتال الى جانب تنظيم "داعش"، وباقي الفصائل المسلّحة السنية، إذ ستقضي خطوة طهران على آخر سبل الإقناع لهم بالعدول عن المشاركة وتفشل برامج التوعية التي أطلقتها، أخيراً، لهذا الغرض.
وكانت وسائل إعلام إيرانية محلية وأخرى عربية قد نقلت، أمس الثلاثاء، عن قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، قوله: إنّ خامنئي سمح لمجموعات محددة من الشباب الإيراني بالتوجه إلى كل من العراق وسورية ولبنان للقتال إلى جانب الحلفاء.

ونقل قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، عن خامنئي، قوله إنّه "أعطى الإذن إلى مجموعات من الشباب الإيراني للقتال إلى جانب إخوتهم العراقيين والسوريين واللبنانيين". وأضاف أنّه "بخلاف تلك الأعداد من الشباب الذين سمح لهم بالانضمام إلى القتال (خارج إيران)، فإنه ممنوع على أي شخص آخر مغادرة البلاد".
وأرجع المحلل السياسي العراقي، خميس عبد المجيد الدوري، الإعلان عن إرسال مقاتلين إيرانيين بصيغة متطوعين جهاديين إلى العراق وسورية، بأنه متعمد، وسُرّب عن قصد من إيران.
وأوضح الدوري، أنّ إيران تريد استخدام الورقة الجديدة ضدّ الغرب والدول العربية، إذ إنّ "مشاركة مدنيين إيرانيين في القتال تحت يافطة الجهاد في العراق أو سورية صفحة جديدة قد يراد منها اللعب بها على مستوى أزمة إيران الحالية مع الغرب، أو أنها تأتي لإشغال الشارع الإيراني بقضية أخرى عن قضايا مهمة وحساسة أخفقت فيها حكومة الرئيس، حسن روحاني، كمشاكل الوقود والبطالة واتساع دائرة الجريمة المنظمة في المحافظات الشرقية والوسطى من البلاد". وبيّن أن "خسائر الحرس الثوري لم تتجاوز العدد الكبير الذي يجعل نظام طهران يفكر بدعمه في الداخل بمقاتلين جهاديين".

في هذه الاثناء، أكد عضو لجنة التنسيق في مليشيات "الحشد الشعبي" العراقي المشكلة حديثاً في بغداد، حسن المالكي، لـ"العربي الجديد" "وصول مقاتلين جهاديين إيرانيين للعراق بهدف دعم جهود كسر تنظيم داعش".
وأضاف أن "دخولهم جاء تلبية لفتوى الجهاد التي أطلقها (المرجع الديني علي) السيستاني، إضافة إلى إجازة مراجع إيران بذلك، لذا فإن الموضوع أبعد ما يكون عن إرادة الحكومة الإيرانية التي تحتكم، أصلاً، إلى الولي الفقيه المبارك للخطوة".
وتابع "لا أعرف لماذا هذه الحساسية من إيران، هم جاءوا لتحرير المدن من (داعش)، يجب أن يكون الأمر مفرحاً، إنهم أشخاص طيبون".

المساهمون