إسرائيل تواصل التلويح باجتياح رفح ونتنياهو غير معني بصفقة مع حماس

إسرائيل تواصل التلويح باجتياح رفح ونتنياهو غير معني بصفقة مع حماس

30 ابريل 2024
أطفال يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح، 27 إبريل 2024 (حاتم خالد/رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إسرائيل تواجه قرارًا حاسمًا بين التوصل إلى صفقة مع حماس أو اجتياح رفح، مع تأجيل نتنياهو للعملية وتعقيدات سياسية وعسكرية.
- ضغوط دولية متزايدة من الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والمحكمة الجنائية الدولية على إسرائيل لتجنب الاجتياح بسبب المخاوف الإنسانية.
- استعدادات لعملية تدريجية قد تتوقف لصالح المفاوضات، مع انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية وضغوط على نتنياهو من شركائه لتنفيذ الاجتياح.

تقديرات بأن القرار بشأن صفقة أو اجتياح رفح سيصدر خلال 72 ساعة

يواصل نتنياهو تحفظه بشأن التوصّل إلى صفقة وفق الشروط الحالية

واشنطن أوضحت في الأيام الأخيرة معارضتها اجتياح رفح

واصلت إسرائيل التلويح باجتياح رفح صباح اليوم الثلاثاء، وسط تقديرات في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن القرار بشأن التوصل إلى صفقة بين إسرائيل وحركة حماس، أو الإقدام على اجتياح رفح سيصدر خلال 48 وحتى 72 ساعة. وذكرت تقارير إسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو غير معني بالتوصل إلى صفقة مع حركة حماس، فيما أشارت أخرى إلى أن نتنياهو كان قد أجل مرتين عملية اجتياح رفح.

وذكر موقع واينت العبري، اليوم، أن الولايات المتحدة أوضحت في الأيام الأخيرة معارضتها اجتياح رفح، وأبدت تخوفات كثيرة بشأن الوضع الإنساني لدى اجتياح منطقة صغيرة نسبياً فيها كثافة سكانية كبيرة وعلى الحدود مع مصر، وذلك على الرغم من الخطط الإسرائيلية التي عرضت إخلاء السكان لمناطق تزعم إسرائيل أنها آمنة في خانيونس والمواصي، شمالي رفح.

كما أشار الموقع إلى وجود ضغوط أوروبية كبيرة أيضاً من جهة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لإصدارمذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار، بينهم نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، وعدد من كبار المسؤولين في الجيش وغيرهم، وأن إسرائيل تضغط لتفادي مثل هذا السيناريو.

وتشير تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب الموقع نفسه، إلى أنه في حال رفضت حركة حماس الموقف الإسرائيلي المتعلق بالصفقة، والذي وُصف بأن سخي ومرن، بحسب المقترح الأخير، فإن هذا سيقود إسرائيل إلى طريق مسدود، بحيث تبقى بدون المحتجزين الإسرائيليين، وبدون وجود دعم لاجتياح رفح، "ولكنها ستكون رغم كل ذلك مُجبرة على دخول المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، من أجل القضاء على كتائب حماس هناك".

اجتياح تدريجي

ويواصل جيش الاحتلال بالتزامن مع استمرار المفاوضات استعداداته لاجتياح رفح. وبحسب صحيفة يديعوت أحرنوت، فإن اجتياح رفح سيكون تدريجياً، مع إمكانية وقف العملية العسكرية لصالح المفاوضات أو الصفقة، في حال لم يتم التوصّل إليها هذا الأسبوع. وتدرك إسرائيل في الوقت ذاته أن عملية عسكرية من شأنها تعريض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر، في الوقت الذي تتصاعد فيه الاحتجاجات الداخلية الصاخبة المطالبة بصفقة لاستعادتهم.

وفيما تحاول إسرائيل إلقاء الكرة في ملعب حركة حماس في حال فشل الصفقة، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم، أن نتنياهو لديه تحفظات بشأن التوصل إلى صفقة. وذكر المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هارئيل أنه على الرغم من المرونة التي يبديها الطرفان في الأسبوع الأخير، على حدّ تعبيره، واستعداد رئيس الحكومة اليمينية نتنياهو الآن لفحص أفكار كان قد استبعدها قبل نحو ثلاثة أشهر، إلا أنه يواصل تحفظه بشأن التوصّل إلى صفقة وفق الشروط الحالية.

وفي ما يبدو أنه يمثّل أقلية داخل مجلس إدارة الحرب (كابنيت الحرب)، إذ إن معظم أعضاء هذا الكابنيت يفضّلون التوصّل إلى صفقة على حساب اجتياح رفح، إلا أن توازن القوى مختلف في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) وهو الإطار الأوسع، حيث إن نتنياهو محاط هناك بشركائه من اليمين المتطرف ووزراء من الليكود، الذين يطالبون باحتلال رفح حتى بثمن تفويت فرصة التوصّل إلى صفقة.

ويشير الكاتب إلى أن التهديدات باجتياح رفح كانت مجرد كلام لوقت طويل، ولكن ثمة ما تغيّر في الأيام الأخيرة، وأن الخطوات العسكرية باتت حقيقية أكثر. ويرى أن حركة حماس بدأت تشعر بخطر معيّن، على حدّ وصفه، لكنه ذكر في المقابل أن الجيش الإسرائيلي غير متحمس لاجتياح رفح.

تأجيل اجتياح رفح مرتين

إلى ذلك، أفادت إذاعة "كان ريشت بيت" العبرية، التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، اليوم، بأن نتنياهو قرّر مرتين إرجاء اجتياح رفح، بعد تحديده موعدين لذلك، وأنه في حال فشل الصفقة، فإن العملية العسكرية قد تبدأ قريباً. ونفى مكتب نتنياهو تقارير سابقة بشأن تأجيل العملية في رفح. وسبق أن صادق نتنياهو على خطة العملية البرية هناك، لكنه لم يصادق بعد على الشروع بها.

في سياق متصل، من المنتظر أن يلتقي نتنياهو، اليوم، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، للمناقشة بشأن الصفقة واجتياح رفح. ويُعتبر بن غفير إلى جانب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش من أشد المعارضين للتوصل إلى صفقة وإلغاء الهجوم البري على رفح.