بوادر تهدئة سياسية فلسطينية إسرائيلية يقودها كيري

بوادر تهدئة سياسية فلسطينية إسرائيلية يقودها كيري

15 أكتوبر 2015
من مواجهات الأراضي الفلسطينية المحتلة (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -
تعكس التصريحات الفلسطينية والأميركية الرسمية، أمس الأربعاء، وجود جهود سياسية لتهدئة متبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ضمن محاولة احتواء الانتفاضة الشعبية المتواصلة منذ 15 يوماً، ولا سيما مع إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن قيامه بـ"زيارة قريبة" إلى المنطقة، وتأكيد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن "الشعب الفلسطيني الذي أثبت جدارة في دفاعه عن حقوقه ومقدساته، وإصراره على تمسكه بحقوقه الوطنية غير منقوصة، ما زال يمد يده من موقع الاقتدار، والإيمان العميق بالتعايش، ونبذ العنف، لاستئناف عملية سلام حقيقية تكلل بالتوصل لاتفاق نهائي، يضمن تنفيذ حل الدولتين".

وفي المعلومات التي حصلت عليها "العربي الجديد"، فإن "كيري أوعز للطرفين العمل على التهدئة، وهو ما ظهر بإعلان القيادة الفلسطينية سلسلة خطوات، مثل الحديث مع الأعضاء الفلسطينيين في الكنيست الإسرائيلي، والتمنّي عليهم عدم الحضور للمسجد الأقصى، مع إيقاف موجة بث المواجهات على التلفزيون الرسمي الفلسطيني، وفي الجانب الإسرائيلي كان هناك تجميد غير معلن للاستيطان".

وتؤكد مصادر فلسطينية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن "الحديث عن تجميد غير معلن للاستيطان، يأتي لعدم إثارة غضب الولايات المتحدة، لا كبادرة حسن نية من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، خصوصاً أن الأخير يفترض أن يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".

من جهته، نفى محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أي "حديث عن تجميد للاستيطان"، مؤكداً أنه "لم يصلنا أي شيء عن هذا الموضوع". أما المستشار السياسي لعباس، نمر حماد، فذكر لـ"العربي الجديد"، أنه "لا يوجد شيء رسمي حتى الآن عن تجميد الاستيطان. كلها تسريبات. والحكم يكون على أرض الواقع، أي بعد تراجع الحكومة الإسرائيلية عن القرارات التي اتخذتها بالإعدامات الميدانية". وشدد على أن "المطلوب هو التراجع علناً عن الإجراءات العقابية والخطيرة، التي اتخذتها حكومة الاحتلال في الأيام الماضية".

اقرأ أيضاً: "ثورة السكاكين" تقوّض صورة نتنياهو الأمنية

وحول زيارة كيري أوضح حماد "الجانب الأميركي يقول إنه لا بد أن يكون هناك تهدئة، لذلك قبلوا بتأجيل مجيء وفد اللجنة الرباعية لمدة أسبوعين، لكن هل سيأتي الوفد عندما يكون هناك تهدئة، أو سيأتي ليساهم في التهدئة؟ وهو ما ليس واضحاً حتى الآن".

أما كيري فأرجع أسباب التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى "موجة الاستيطان الواسعة، التي نجم عنها تعليق مفاوضات السلام، ومن ثم خلق حالة من الإحباط تسببت في اندلاع أعمال العنف". وجاء كلامه خلال حديثه أمام مجموعة من طلاب مركز "جون كينيدي لدراسة الحوكمة" بجامعة هارفارد في بوسطن ـ ماساشوستس، التي ينتمي إليها.

وكان كيري قد أعلن قبل ذلك، أنه "بصدد حزم حقائبه للتوجه مجدداً إلى منطقة الشرق الأوسط من أجل العمل على تهدئة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومحاولة احتواء التوتر قبل خروج الوضع عن نطاق السيطرة"، على حد قوله.

وشدّد كيري أثناء وجوده في جامعة هارفارد، على أن "حلّ الدولتين هو الفرصة الوحيدة لحلّ القضية الفلسطينية وتحقيق السلام"، قائلاً إنه "لا يجب السماح لهذه الفرصة الذهبية بالضياع". واعتبر أن "الخطوة الأولى لاستئناف مفاوضات حلّ الدولتين، تبدأ في تعليق مشاريع الاستيطان، تمهيداً لانعاش الأمل"، مؤكداً أنه "لن يتخلّى عن مهمة الوساطة، رغم تزايد عدد القضايا والبؤر الساخنة في العالم، التي تتطلّب من الدبلوماسية الأميركية أن تتابعها وتعمل على إيجاد الحلول لها".

ووعد كيري بالعمل على "إعادة التواصل واستشراف أفضل السبل لمنع الانزلاق جراء استمرار أعمال العنف، على أمل أن ينجح في تهدئة الغضب واحتواء التوتر وتذليل الصعوبات"، متعهداً بأن "يعمل ما في وسعه لإحراز تقدم مهم خلال ما تبقى من أشهر للإدارة الحالية في السلطة".

اقرأ أيضاً الإعلام الأميركي: فلسطين لا تعنيه

المساهمون