من صلب عائلة مقاومة.. رحل زواهرة شهيداً

من صلب عائلة مقاومة.. رحل زواهرة شهيداً

14 أكتوبر 2015
ولد الشهيد في عائلة مقاومة (العربي الجديد)
+ الخط -
"كانت كل بيت لحم تعرفه، والآن أصبح كل الوطن يعرفه"، هكذا تحدث محمد زواهرة لـ"العربي الجديد" عن شقيقه الشهيد، والذي قضى برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.


الشهيد معتز زواهرة (27 عاماً) من سكان مخيم الدهيشة جنوب المدينة، أبى إلا أن يكون في مقدمة المشاركين في الهبة الجماهيرية نصرة للمسجد الأقصى الذي يتعرّض لانتهاكات يومية من قبل المحتل ومستوطنيه، حتى رصده قناص إسرائيلي برصاصة اخترقت أسفل ظهره واستقرت في صدره الأيمن، وتسببت له بنزيف حاد عجز الأطباء عن علاجه، ليلتحق على إثرها بكوكبة شهداء فلسطين.

معتز، وهو من عائلة فلسطينية لاجئة، لها خمسة أبناء وأربع بنات، لم تجتمع كاملة على مائدة الطعام في المنزل لظروف قاهرة فرضها المحتل الإسرائيلي عليها، حتى في تشييع جثمان معتز كان غسان شقيقه الأكبر غائباً في سجون المحتل يصارع الظلمة.

ونشأ الشهيد في جو عائلي مقاوم، لأب جريح اعتقل لثماني سنوات، وغسان يبلغ مجموع سنوات اعتقاله 11 عاماً وما زال، ومحمد خمس سنوات، وحمدان وأحمد جرحين ومعتقلين سابقين، كما طاولت سلاسل المحتل شقيقته إذ اعتقلت في الانتفاضة الأولى.

ويصفه شقيقه بالشاب المرح صاحب الضحكة الجميلة، وخفة دمه التي جعتله محبوباً يحظى بعلاقات اجتماعية واسعة في مدينة بيت لحم، وليس في المخيم فقط.

عمل معتز بمطعم في أحد فنادق المدينة وبعد انتهاء دوامه كان يريح والده الذي يعمل سائقاً عمومياً بين مدينتي بيت لحم ورام الله. كذلك يضيف شقيقه: "الشهيد كان يعطي كل وقت حقه، فكان جاداً في عمله، مرحاً وضحوكاً بين أهله وأصدقائه".

انتقل معتز للعمل في فرنسا واستطاع أن ينجز عملاً جيداً هناك، لكن إضراب شقيقه غسان عن الطعام لمدة 63 يوماً احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري في سجون الإحتلال، جعله يعود للمخيم ليقف إلى جانب أهله مساندين ابنهم في معركته، وكان يقول لا أريد أن يستشهد غسان وأنا في الغربة، لكنه قضى قبله وما زال غسان خلف القضبان.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يبدأ في تطويق الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة

المساهمون