تفكُكّ ائتلاف نتنياهو – لبيد... مراوغة أم واقع؟

تفكُكّ ائتلاف نتنياهو – لبيد... مراوغة أم واقع؟

23 سبتمبر 2014
انسحاب لبيد من الحكومة يعوضه نتنياهو بالمتدينين (فرانس برس)
+ الخط -

بدأت الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير ماليته، يائير لبيد، تتخذ شكلاً آخر من التصعيد، الذي قد يتطوّر إلى فضّ الشراكة بينهما. سينفك الارتباط بينهما فيما لو انتهت لعبة "شد الحبل" التي يمارسانها كل من جهته، بانقطاعه فعلاً، في ظل تباين موقفيهما من قضايا عديدة، منها مطالبة نتنياهو بميزانيات إضافية لقطاع الأمن مقابل رفض لبيد، ومحاولات وزير المالية تمرير قانون خاص بالإسكان يرفضه نتنياهو.

وأكدت مصادر في المعارضة الإسرائيلية، أمس الاثنين، أن هناك محاولات من حزب "يش عتيد" الذي يرأسه لبيد، للتوصل إلى تفاهمات مع أحزاب في المعارضة، تفضي به إلى الانسحاب من الائتلاف الحكومي وتزعّم المعارضين. في المقابل، أكدت مصادر أخرى، أن نتنياهو، تواصل مع قيادات أحزاب دينية يهودية، في محاولة لإقناعهم بالانضمام إلى ائتلافه فيما لو غادره لبيد.

وبين هذا وذاك، يرى مراقبون أن التطورات لا تتعدّى كونها مراوغة سياسية من قبل نتنياهو ولبيد، ضمن الضغوط التي يحاول كل منهما ممارستها على الآخر.

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن نائب عربي في الكنيست الإسرائيلي، لم تكشف عن اسمه، قوله إن "أحد أعضاء الكنيست من كتل المعارضة فوجئ بتلقي اتصال هاتفي من الوزير يعقوب بيري، من حزب ليبد، أطلعه فيه على نية حزبه الاستقالة من الحكومة، وأن يترأس لبيد، المعارضة. وذلك في ضوء الفوارق الكبيرة والفجوة العميقة بين موقفيّ الرجلين من موضوع الميزانية، بحيث لا يمكن تقليصها".

وفي الوقت الذي رفض فيه بيري التعقيب على الكلام المنسوب إليه، أكد مسؤولون في حركة "ميرتس" المحسوبة على اليسار الإسرائيلي، أن لبيد، درس معهم إمكانية دعمه ليترأس المعارضة في الكنيست الإسرائيلي، لكنهم رفضوا توجهه، مشككين في نواياه الحقيقية، معتبرين أن عرضه لا يتعدّى كونه مراوغة سياسيّة للضغط على نتنياهو، وأنه لا يعتزم الانسحاب فعلاً من الحكومة، على حد تعبيرهم.

ولم تنجح اللقاءات التي جمعت نتنياهو ولبيد، في الآونة الأخيرة، آخرها الأحد الماضي، في تقليص الفجوة بينهما، حول ميزانية العام 2015. ومضى نتنياهو، في الاصرار على موقفه الذي يطالب بزيادة ميزانية الأمن، على الرغم من تصريحات لبيد، أنهما تمكنا في اجتماعهما السبت الماضي، من التوصل إلى تفاهمات معينة.

فقد صرّح نتنياهو، أمس الإثنين، بأنه "ليس هناك أسهل من توزيع الوعود على كل شخص، ولكن الأصعب بكثير هو إدارة سياسة مسؤولة"، مستدركاً "التهديدات الأمنيّة على دولة اسرائيل تستوجب زيادة كبيرة في ميزانية الأمن".


والتقى نتنياهو، الأحد الماضي، للمرة الثانية مع النائبين في الكنيست الإسرائيلي موشي جيفني، ويعقوب ليتسمان، من حزب "البيت اليهودي"، الذي أشار مسؤولون فيه إلى أن نتنياهو، أكد لهم في اجتماع سابق، رفضه قانون الإعفاء الضريبي في قطاع الإسكان، الذي يقترحه لبيد، ويحارب لأجله ويمكن أن تستفيد منه بعض الشرائح الإسرائيلية، وهو أمر آخر يؤكد سياسة "لي الأذرع" بين لبيد ونتنياهو.

لكن طريق نتنياهو، لاجتذاب الأحزاب الدينية إلى ائتلافه، فيما لو غادره لبيد، لن تكون معبّدة بالزهور، فقد أعرب مسؤولون في حزب "إسرائيل بيتنا"، الحليف الرئيس لنتنياهو، والذي خاض معه الانتخابات الماضية بقائمة واحدة، عن رفضهم لانضمام الأحزاب الدينية.
وكان رئيس الائتلاف الحكومي ياريف ليفين، قد صرّح مراراً خلال الأشهر الماضية، بأن الأبواب مفتوحة أمام الأحزاب الدينية للانضمام إلى الحكومة، لكن هذه الأحزاب نفسها، بالإضافة إلى مركبات في الائتلاف، حالت دون ذلك.

المساهمون