ميركل في الأراضي المحتلة: رزمة من اتفاقيات التعاون

ميركل في الأراضي المحتلة: رزمة من اتفاقيات التعاون

24 فبراير 2014
قلق من تصرفات غير لائقة قد تصدر عن الوزراء
+ الخط -

وصلت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل اليوم الإثنين، الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، يرافقها 16 وزيراً من وزراء الحكومة الألمانية، في زيارة تستمر عدة أيام، وتهدف بالأساس إلى تعزيز التعاون بين إسرائيل وألمانيا، في مجالات مختلفة، بينها العسكري.

وتعتبر ألمانيا المزود الرئيسي لإسرائيل بغواصات "دولفين" في السنوات الأخيرة، إضافة الى سفن حربية جديدة لسلاح البحرية الإسرائيلي. كما عقدت معها اتفاقيات للتعاون العلمي والاقتصادي. وتسعى المسؤولة الألمانية من وراء زيارتها أيضاً الى طمأنة حليفتها إسرائيل بأنها ستقف دائماً إلى جانبها، وإن اختلفت معها في مسائل مثل البناء في المستوطنات واقتراحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في شأن السلام.

ومن المقرر أن تجري ميركل ووفدها لقاءات مع وزراء الحكومة الإسرائيلية، في فندق الملك داوود، بعيداً عن مباني الحكومة ومقار الوزارات الإسرائيلية. ولا يتضمن برنامج الزيارة إلقاء خطاب في الكنيست أو زيارة له، فيما يقلد الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، الضيفة الألمانية وسام الرئيس الإسرائيلي في المقر الرئاسي غداً الثلاثاء.

وتباينت تغطية الصحافة الإسرائيلية للزيارة وأهدافها وطبيعتها؛ واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن الزيارة تأتي على خلفية التخوف الإسرائيلي من تعاظم حركة المقاطعة الأوروبية لإسرائيل، وعلى أثر التعامل الفظ الذي لقيه رئيس البرلمان الأوروبي، الألماني الجنسية، مارتن شولتز قبل أسبوعين، من وزراء اليمين، الذين توجهوا له بعبارات لاذعة فحواها أنه لا يمكنه أن "يعظ الإسرائيليين وباللغة الألمانية، لغة النازيين"، وفق تعبير وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت. وكان الأخير قد غادر قاعة الكنيست أثناء خطاب شولتز، احتجاجاً على تساؤل الأخير عن التمييز في حصص المياه المخصصة للفلسطينيين.

كما ذكرت "يديعوت"، أنه سيتم التوقيع على 19 اتفاقية تعاون بين إسرائيل وألمانيا خلال مكوث الوفد الألماني في إسرائيل.

غير أن صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقربة من رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو، رحبت بزيارة المسؤولة الألمانية، وقالت إنها السد الأخير الذي يحمي إسرائيل من المقاطعة الأوروبية. ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى قبول زيارة ميركل وصداقة ألمانيا ومساعداتها لإسرائيل، وان كان لها تحفظ من مواقف إسرائيل في قضايا مثل القدس والبناء في المستوطنات.

ونصحت الصحيفة "من لا يقوى قلبه على سماع اللغة الألمانية، أن يبتعد عن مراسم استقبال ميركل والوفد المرافق لها، بدلا من محاولة التشويش على المراسم".

وتحت عنوان "ألمانيا لن تترك إسرائيل وحيدة"، نشرت الصحيفة نفسها رسالة خاصة وجهها وزير الخارجية الألماني، فرانك والتر شتاينمر، للإسرائيليين، وجاء فيها إن "دولة إسرائيل اليهودية والديموقراطية ترتبط بألمانيا برباط خاص، حيث لا يوجد لأي دولة أوروبية تعاون وثيق كالذي بين ألمانيا وإسرائيل. وهو يبدو في السياق التاريخي معجزة، هل يمكن لإسرائيل أن تثق يوما ما "ببلاد المجرمين"؟".

ويبدو أن القلق والخوف لدى نتنياهو من تصرفات "غير لائقة" من قبل أعضاء كنيست ووزراء في حكومته، جعله يستبق وصول المستشارة الألمانية والوفد المرافق لها عندما أبلغ أعضاء حكومته في جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، أن ميركل تصل إلى إسرائيل بصفتها صديقة إسرائيل، ومعها حاشية كبيرة من الوزراء.

المساهمون