عودة معظم سكان عرب العرامشة إلى قريتهم رغم المخاطر

عودة معظم سكان عرب العرامشة إلى قريتهم رغم المخاطر

17 مايو 2024
قرية عرب العرامشة وخلف الجدار تظهر قرية الظهيرة اللبنانية، 17 ديسمبر 2023 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- غالبية سكان قرية عرب العرامشة عادوا لمنازلهم بعد إقامة صعبة في الفنادق، مدفوعين بالحنين والصعوبات المالية، رغم استمرار الخطر بسبب التوترات والقصف بين القوات الإسرائيلية وحزب الله.
- السلطات الإسرائيلية مددت فترة إسكان المُخلى منازلهم بتكلفة 2.1 مليار شيكل، مع توقعات بارتفاع التكلفة إلى 5.7 مليارات شيكل بحلول يونيو 2024، في محاولة لتخفيف الضغوط المادية على السكان.
- المدارس مغلقة والأهالي يواجهون تحديات في تعليم أبنائهم، مع تأكيد على الوضع الجغرافي والديموغرافي الفريد للقرية القريبة من الحدود مع لبنان، مما يضع السكان أمام مستقبل غامض وتحديات مستمرة.

عاد غالبية سكان قرية عرب العرامشة إلى منازلهم، بعدما ضاق بهم الحال على المستوى النفسي والمادي، وبعد أن مددت السطات الإسرائيلية تاريخ عودة السكان الذين تم إجلاؤهم من البلدات والمستوطنات الشمالية التي تبعد ستة كيلومترات عن الحدود مع لبنان إلى نهاية ديسمبر/ كانون الأول من العام الحالي.

ورغم أن غالبية سكان المستوطنات اليهودية لم يعودوا إليها وباتت مناطق فارغة، إلا أنّ سكان عرب العرامشة أجبروا على العودة رغم المخاطر الناجمة عن تبادل القصف بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، وسقوط قذائف في القرية. وكانت لجنة الإعفاء في وزارة الاقتصاد الإسرائيلية قد صادقت على طلب وزارة السياحة الإعفاء من مناقصة للفنادق من أجل تمديد إسكان من تم إخلاؤهم من منازلهم بمنطقة الشمال من تاريخ الأول من يونيو/ حزيران حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول بتكلفة بلغت 2.1 مليار شيكل، كما ذكر موقع واي نت قبل ثلاثة أيام.

وحسب الوثائق التي قدمت للجنة الإعفاء، فقد تمت المصادقة على تخصيص مبلغ 3.6 مليارات شيكل للفنادق من شهر يناير/ كانون الثاني حتى نهاية شهر يونيو/ حزيران، وهو ما يعني أن إسرائيل ستتكفل بدفع مبلغ 5.7 مليارات شيكل للسكان الذين تم إخلاؤهم في عام 2024.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وقال رئيس لجنة عرب العرامشة صايل سعد، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن 70% من سكان عرب العرامشة قد عادوا إلى القرية، بعدما ضاق الناس ذرعاً من حياة الفنادق، في ظل تردي الحالة المادية للسكان وارتباطهم بالقروض والمصاريف الأخرى، مشيراً إلى أن الأجير يحصل على 70 بالمائة من دخله الشهري، فيما يحصل من يعمل عملاً مستقلاً على تعويض بشرط أن يكون عمله في بلده، أي في عرب العرامشة.

وتابع "أنا مثلاً لديّ مكتب سياحة في كفر ياسيف، ولم أحصل على تعويض لأن عملي موجود أبعد من ستة كيلومترات عن الحدود، وهي قرية غير موجودة ضمن البلدات التي تم إجلاؤها. نحن نعيش اللحظة، اليوم بيومه. اليوم صباحاً دوّت صفارات الإنذار في الفجر. لكن هذا أصبح الروتين في بلدتنا. هناك أيام فيها تصعيد أكثر وأيام أقل. الوضع غير مستقر، الناس في حالة لا يقين ولا يعرفون متى ينتهي هذا الوضع، ولكن هناك أيضاً عائلات تريد الإخلاء مرة أخرى بالرغم من عودتها".

المدارس مغلقة منذ بدء الحرب في عرب العرامشة

وفيما أشار إلى سماع سكان عرب العرامشة سقوط القذائف في الجانبين الإسرائيلي واللبناني، قال إن المدارس ما زالت مغلقة في القرية منذ بداية الحرب، مبيناً أن الطلاب يتلقون تعليمهم في قرية دانون، حيث يأخذ الأهالي أبناءهم إلى المدرسة يومياً رغم الخطورة المنضوية على ذلك.

وأكد أن "ما يحدث الآن في الشمال ليس حرباً"، مشيراً إلى أنه إذا اندلعت الحرب فستكون جبهة الشمال حارة، بحسب ما قال وزير الأمن يوآف غالانت، وفي "حال حدثت حرب مثل حرب تموز 2006 سنترك القرية كما فعلنا جميعاً حينها. أنا في تموز 2006 ذهبت إلى أبو غوش قضاء القدس".

وتبعد قرية عرب العرامشة بضع مئات من الأمتار عن حدود لبنان، ويقطنها حوالي 1700 نسمة. والقرية بدوية، أصول أهلها من العراق ولبنان وسورية. وقبالة عرب العرامشة، أي خلف الجدار الحدودي مباشرة، تقع قرية الظهيرة اللبنانية، التي غادرها سكّانها بسبب الاشتباكات.